المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

زواج القاصرات.. القانون السوري والمجتمع يشرّعان

 
   
10:28

http://anapress.net/a/128074114751010
5550
مشاهدة


زواج القاصرات.. القانون السوري والمجتمع يشرّعان

حجم الخط:

يمر العيد الثاني على نسمة، 16 عاماً، منذ أن تزوجت في السنة الفائتة، من شاب يكبرها بـ10 سنوات. اختلفت اهتماماتها، وتحوّلت إلى سيدة منزل، تحضّر كما سيدات أكبر منها وجبات العيد انتظاراً للأقارب الزائرين، دون أن تخفي رغبتها في عيش فرحة العيد - كفتاة صغيرة -  مع باقي صديقاتها اللواتي يحتفلن أيضاً بعطلة الصيف بعد عامهم الدراسي.

تقول راما "اسم مستعار" وهي إحدى صديقات نسمة في اتصال مع "أنا برس" "المجتمع هنا في ريف حلب يضغط على الفتيات للزواج في سن مبكرة، وهو ما حصل مع نسمة، رغم كونها لم تكن موافقة بالكامل، وترغب أكثر في إتمام تعليمها، كما فعلت أنا وصديقتين لي، لكن كان خيار عائلتها هو الأكثر تأثيراً، وبالتالي قبلت بالزواج".

أقرأ أيضاً: زواج القاصرات.. خطأ لا تغفره سنوات من الندم

تتابع راما "بعض العائلات تمكّنت من كسر قيد عادات المجتمع، لكن في الغالب تلك العادات تفرض قوتها، وترفض في بعض الأحيان إتمام تعليم السيدات".

باتجاه الجنوب الوضع ليس أفضل حالاً، ففي العاصمة دمشق، مازالت الكثير من الزيجات تتم لفتيات تحت سن الـ17 عاماً – وهو سن زواج الاهلية بحسب ما ذكره القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود معراوي –

 

أغلب عقود الزواج التي تتم على قاصرات تجري خارج المحكمة

تقول غضون الحافظ، وهي محامية سورية لـ"أنا برس" "الظاهرة واسعة جداً، وترجع إلى رغبة الآباء في الحفاظ على بناتهم كما يقولون، نتيجة الأوضاع الأمنية الصعبة، وسوء الأوضاع المادية، وبالتالي تزويجهن في أعمار صغيرة".

لكن ليس لهذه الظاهرة المقلقة – كما يقول حقوقيون سوريون – أي تعارض مع القانون السوري، إذ تقول المادة 18 من قانون الأحوال الشخصية الصادر عام 1950، "إذا ادعى المراهق البلوغ بعد إكمال الخامسة عشرة أو المراهقة بعد إكمالها الثالثة عشرة وطلبا الزواج يأذن القاضي به إذا تبين له صدق دعواهما واحتمال جسميهما وإذا كان الولي هو الأب أو الجد اشترطت موافقته".

تعلّق المحامية غصون الحافظ "الشرط اكتمال الجسد، وهو ما يعني أن القانون لا يشترط حتى الاكتمال النفسي أو اكتمال الوعي، وبالتالي هنا القانون يشرّعن المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم".

ورغم تشريع القانون لزواج القاصرات إلا أن المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أصدر قبل عام تقريراً أكد فيه أن "أغلب عقود الزواج التي تتم على قاصرات تجري خارج المحكمة، ويكون مثل هذا الزواج قصير الأجل، وهو ليس سوى غطاء قانوني للاستغلال الجنسي".

وأشار المركز في ذات التقرير إلى أن عدد الزيجات المعقودة لقاصرات ازداد من 7 إلى 30 بالمئة في عام 2015.

يقول إبراهيم، 35 عاماً، من ريف حماه لـ"أنا برس" "بالفعل، حالات زواج القاصرات التي أعرفها، في الغالب تنتهي بالفشل" ويضيف "إحدى الزيجات في حيينا، يزيد الرجل عن عمر الفتاة 12 عاماً، تزوّجها بعمر الـ15، وبعد سنة طلّقها، لأنه شعر أنها لا تفهم عليه، بمعنى أن هنالك استسهال للطلاق".

لكن على الجانب المقابل، هنالك من يدافع عن زواج القاصرات، ويعتبرها عادات صحيحة وليست كما يرى البعض "محكومة بنهاية فاشلة" إذ يقول عمّار، 28 عاماً، من مدينة حلب لـ"أنا برس" "ليس هنالك مشكلة في هذا الزواج، أنا والعديد من أصدقائي تزوجنا سيدات في أعمار صغيرة، ولم تحدث أي مشكلات" ويردف "مهمّة الزوجة معروفة ومهمة الرجل معروفة، الموضوع ليس بحاجة إلى جامعة ليفهم كل طرف دوره".

يتفق مع عمار، العديد من أصدقائه، الذين يعتبرون أن "الزواج يجب أن يتم في عمر صغير"، لكن لا يتفق الكثير من الحقوقيين السوريين مع هذه الظاهرة، إذ يعتبرون بأنها خطر يهدد المجتمع، إذ يعني استمرارها، تراجع الوعي، وانسحاب الكثير من السيدات من مقاعد الدراسة، للاهتمام بالحياة الزوجية، فضلاً عن مشكلات نفسية وجسدية محتملة.