المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نصائح في التعايش مع السكري.. والوقاية منه

 
   
09:38

http://anapress.net/a/234541510082294
668
مشاهدة


نصائح في التعايش مع السكري.. والوقاية منه

حجم الخط:

يحيي العالم اليوم في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، اليوم العالمي للتوعية بمرض السكري، هذا المرض الآخذ في الانتشار حاليا في أنحاء العالم. ويصل عدد المصابين بداء السكري إلى 422 مليون نسمة، طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، ومن المتوقع أن يحل في المرتبة السابعة ضمن أسباب الوفيات حول العالم في العام 2030.

ورغم ذلك لا تزال العديد من الحكومات غير مدركة لدرجة انتشاره في الوقت الحالي، وخاصة الدول المحدودة والمتوسطة الدخل التي تعد أكثر الدول معاناة من المرض، فما أسباب انتشار المرض وكيفية الوقاية منه وأحدث طرق العلاج؟ هذا ما نجيب عنه من خلال إفادات أطباء مختصون، مع نصائح وقائية. 

مرض السكر، وفق تعرف منظمة الصحة، هو حالة مزمنة تنتج عن نقص في هرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم، وعندما يقل الأنسولين في الجسم فإن السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه.

وفيما يؤكد أستاذ أمراض الباطنة والسكر د.محمد خطاب (رئيس الجمعية المصرية لمرض السكري ودهنيات الدم) على أن دولاً عربية ست تأتي ضمن أكثر 10 دول في العالم بالنسبة لانتشار مرض السكري من النوع الثاني، يلفت إلى أن هناك نوعين رئيسيين من مرض السكري؛ الأول يحدث غالبا لدى الصغار ممن هم في سن أقل من 25 سنة نتيجة تلف في خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، كما يصيب أيضا كبار السن خاصة الذين يعانون مرض السمنة، في الوقت الذي بدأت معدلات الإصابة به تظهر في أشخاص في بداية الثلاثينيات من أعمارهم في السنوات الأخيرة.

ولفت في السياق ذاته إلى أنه يوجد نوع آخر لمرض السكر وهو "سكر الحمل" الذي يتم اكتشافه لأول مرة أثناء الحمل، ويصيب 5% من السيدات الحوامل، ويحتاج الأنسولين كعلاج له طوال فترة الحمل، مشيرا إلى أن هذا النوع له 3 احتمالات وهي اختفاء المرض تماما بعد الولادة، أو عودته مرة أخرى في حمل آخر، أو أن يستمر بعد ذلك مدى الحياة، ومن هنا ينصح بضرورة عمل تحليل سكر للحامل في الفترة بين الأسبوع 24 و28 من الحمل.

وأوضح أستاذ أمراض الباطنة والسكر أن مستوى السكر الطبيعي بالدم يمكن تحديده، فمثلا السكر الصائم أقل من 100مج/دل، وبعد الأكل بساعتين أقل من 140مج/دل، أما في مرحلة ما قبل السكر فيكون السكر الصائم مابين 100 و 125مج/دل، والسكر بعد الأكل بساعتين مابين 140 و199مج/دل.. موضحا أن الشخص يكون مصابا بالسكر إذا كانت نسبته 126مج/دل وأكثر، أو قياسه عشوائي 200مج/دل وأكثر بالإضافة إلى أعراض مرض السكر، أو مستواه بعد ساعتين من تناول الطعام 200مج/دل وأكثر، ويشترط إعادة التحليل مرة أخرى للتأكد من ذلك، مؤكدا أن الفحص الدوري لمستوى السكر بالدم يزيد من قدرة التحكم في المرض ويساعد على استقرار الحالة الصحية للمريض.

الفئات الأكثر عرضة

وعن أعراض هذا المرض، يؤكد د.علي عبد الرحيم أستاذ أمراض السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن أعراض المرض قد تكون غائبة تماما، وفي بعض الحالات قد يشكو المريض، لكنه يشير أن أعراضه تتلخص في الشعور بالعطش الشديد بسبب خروج كميات كبيرة من الماء مع البول، ويزداد إدرار البول عند المريض بشكل غير طبيعي، فيخرج البول بكميات كبيرة ويصاب المريض بالإعياء ونقص في القدرة والكفاءة البدنية مع خمول، وقد تكون أولى علامات المرض و مضاعفاته.

أما الفئات الأكثر عرضة للإصابة، فحددها عبد الرحيم في الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي في العائلة كالأب أو الأم‏,‏ أو من له أخ توأم يعاني السكر أو ولادة طفل وزنه زائد على‏5‏ كيلو جرامات ومرضى ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية بالدم أو انخفاض الكولسترول المفيد بالدم (كولسترول ذو الكثافة النوعية المرتفع),‏ وأرجع زيادة معدلات الإصابة بالمرض خلال السنوات الأخيرة، إلى زيادة الإقبال على الوجبات السريعة، والجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر.

وأضاف أستاذ أمراض السكر أن المشكلة في داء السكر هي مضاعفاته، خاصة لمرضى السكر الذين يهملون العلاج، ومضاعفاته على الأمد الطويل هي تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض العين مثل الماء الأبيض والتهابات الكلى والقصور الكلوي وتلف الأعصاب، وبالأخص أعصاب العين والعضو التناسلي الذكري والأطراف، والتشوه الخلقي في أجنة الحوامل المصابات بالسكر، وقد تحدث الغيبوبة السكرية نتيجة ارتفاع مفاجئ لمستوى السكر في الدم لدرجة لا يستطيع الدماغ تحملها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأسيتون، وقد تحدث الغيبوبة أيضاً نتيجة انخفاض سكر الدم بشدة تحت معدله الطبيعي، مما يعطل وظائف المخ.

أحدث طرق العلاج

وحول طرق العلاج، أوضح د.مسعد الغتوري أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء ومستشار الجمعية المصرية لرعاية مرضى السكر، أن النوع الأول من المرض يعتمد في علاجه على الأنسولين بكل أنواعه، أما النوع الثاني فهو لا يعتمد في علاجه على الأنسولين إلا في بعض الحالات، ولا يوجد له علاج شاف في الوقت الحالي، لكن المرضى الذين يعالجون مرضهم يمكن أن يعيشوا حياة صحية، وربما يؤخرون حدوث مضاعفات المرض، من خلال أقراص دوائية بها 4 مركبات رئيسية، وهي (البيجوانيدات، والسولفاميدات، والجليتازونات، وبعض الأقراص الأخرى). (اقرأ/ي أيضاً: في اليوم العالمي للسكري.. تعرفوا إلى عدد المصابين به شمال سوريا).

وتابع "البيجوانيدات تشمل (بيجوانيد، جلوكوفاج، ميتفورمين)، وتباع مركبات البيجانيد في الصيدليات تحت اسم جلوكوفاج، وهي تساعد الإنسولين على التفاعل على مستوى الخلايا (العضلية والدهنية)، وتقلل من إفراز السكر عن طريق الكبد، وهذه الأدوية معروفة منذ فترة طويلة وهي ذات فاعلية، لكن أحياناً ما تتسبب في اضطرابات معوية، ومن المحاذير الواجب أخذها في الاعتبار عدم وصف تلك الأدوية للمرضى المسنين الذين يعانون من مرض كلوي أو التهاب الكبد أو أمراض أوعية القلب، كما يجب وقف استعمالها قبل أي تدخل جراحي؛ لأنه في كل هذه الحالات قد يصبح من الصعب التخلص من آثار الدواء فيتراكم في الجسم، وقد يكون ذا خطورة على المريض، ويفضل تناول هذه الأقراص بعد الانتهاء من الطعام".

وأضاف الغتوري أن النوع الثاني من هذه المركبات هو السولفاميدات، ومن الأدوية المحتوية على تلك المركبات: (دياميكرون - اماريل – مينيدياب - دوانيل) وهي تحث الجسم على إفراز الإنسولين، إلا أن المخاطرة تكمن في أن تتجاوز تلك الأدوية الهدف منها وبالتالي تؤدي إلى التسبب في الإصابة بنقص السكر في الدم، لذلك يجب أن يكون هناك جهاز لقياس سكر الدم يسمى "قارئ سكر الدم" لمعرفة مستوى سكر الدم.

أما أدوية "الجليتازونات" التي تضم "الأفانديا"، فتعمل على  تحسين فاعلية الإنسولين وتسمح للعضلات بحرق السكر لا الدهون، كما تقلل المقاومة ضد الأنسولين؛ لأنها تجعله أكثر نشاطاً، ولكن من عيوب تلك الأدوية أنها تخفض ألـHbA1C قليلاً و يؤدي تناولها لزيادة في الوزن, كما تزيد من احتمال الأصابة بمشكلة متعلقة بالقلب، ولقد تم اكتشاف آثار جانبية أخرى للجليتازون مثل الانسداد في نسيج القلب العضلي, كسر في العظام, إصابة بالتهاب الكبد, بالأنيميا، لذلك سارعت العديد من الدول العربية إلى القيام بعمليات سحب جماعي ووقف تسجيله عقب تقرير الوكالة الأوروبية لتقييم الأدوية بإعادة تقييم مخاطره الذي أفادت فيه أن نسبة المخاطر الناجمة عن استخدامه تفوق فوائده بالنسبة للمرضى.

وتوجد أيضا بعض الأقراص الأخرى مثل مثبطات الألفاجلوكوزيداز (تباع في الصيدليات تحت اسم, جلوكوباى)، وهذا الصنف الدوائي أقل تأثيرا بشكل واضح من البيجوانيدات والسولفاميدات ويعتمد في عمله على خفض امتصاص السكريات من الأمعاء، وبالتالي تقل نسبة ارتفاع السكر في الدم بعد تناول الوجبات ولكن يعيبه أن تلك السكريات تتخمر في القناة الهضمية ويكون ذلك مصحوباً بتكوين غازات وانتفاخ، ولسوء الحظ كلما زادت فاعلية الدواء فإنه يكون أقل قابلية للاحتمال, مما يؤدي إلى صعوبة استخدامه، وأيضا الجلينيدات (تباع في الصيدليات تحت اسم نوفونورم) و هي أدوية لها نفس تأثير السولفاميدات, إلا أنه قد يكون تأثيرها أقل مدة نظرياً مع احتمال أقل بالإصابة بنقص السكر بالدم، كل هذا من الناحية النظرية.

نصائح حياتية

ومن جانبها نصحت الدكتورة إبتسام زكريا، رئيس قسم السكر والغدد الصماء بكلية الطب، جامعة القاهرة، بتناول 5 إلى 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة، ويعتبر هذا مهماً للأشخاص المصابين بالسكري المعتمد على الأنسولين و الأدوية المعطاه لهم، بالإضافة إلى الإقلال من تناول الأغذية التي تحتوي على السكريات بما في ذلك الموجودة في الفواكه مثل التمر والعنب وكذلك العسل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كالمشي والجري الخفيف لمدة نصف ساعة في اليوم وبمعدل 5 مرات في الأسبوع، وهذا يساعد على تخفيض الاحتياج من الأنسولين. (اقرأ/ي أيضاً: في اليوم العالمي للسكري.. السوريون في تركيا بين علاج متاح وتوعية ضعيفة).

وشددت على ضرورة التعايش مع المرض واتباع مريض السكر من النوع الثاني نظاما غذائيا معينا مع الإقلال من تناول الدهون (وخاصة الكولسترول والدهون المشبعة) بحيث لا تزيد عن 30% من مجموع الطاقة الحرارية، وتناول أغذية غنية بالألياف لتساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم، مثل الخضروات والحبوب الكاملة ونخالة القمح، وأن تكون كمية الأغذية الغنية بالبروتين معتدلة، بحيث لا تزيد كمية السعرات الناتجة عنها على 15% من مجموع السعرات التي يتناولها المريض.

وقالت إن هناك بعض الأنشطة تضيف المزيد من الحركة إلى حياتك كل يوم مما يساعد على تنجب الإصابة بمرض السكر ومن بينها استخدام السلالم، وليس المصعد، وترك السيارة بعيدا عن العمل، واللعب مع الأطفال والأحفاد، والمشي بدلا من قيادة السيارة، ووضع ريموت التلفزيون بعيدا عن متناول اليد، كما يجب التحدث مع الطبيب قبل البدء بأي نشاط بدني، وهناك بعض المبادئ الأساسية لها من بينها بداية المجهود العضلي تكون بطيئة وسهلة، وإذا كان المريض يعالج بالأنسولين أو الأقراص عليه العودة إلى الطبيب لتغيير الجرعة، وأيضا وجبات الطعام قد تحتاج إلى تعديل، وتناول وجبة خفيفة قبل ممارسة النشاط البدني للمساعدة على منع انخفاض نسبة السكر في الدم كرد فعل، وضرورة حمل الكربوهيدرات التي تعمل بسرعة مثل السكريات (أقراص الجلوكوز أو كوب عصير الفاكهة أو ملعقة الطعام من السكر والعسل) خلال ممارسة النشاط  للتعامل مع أعراض انخفاض السكر في الدم اذا حدثت.