على غرار قرار سابق بشأن سوريا.. معسكر المقاطعة يحشد لتصعيد جديد ضد الدوحة

كشفت مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة في تصريحات متفرقة لـ "أنا برس" من العاصمة المصرية "القاهرة" عن خطوة تصعيد جديدة يصبو معسكر المقاطعة لاتخاذها ضد دولة قطر في ضوء الأزمة الناشبة بين الطرفين والتي توهجت بقوة في يونيو الماضي مع قرارات مقاطعة قطر التي اتخذتها الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).

تسعى دول المقاطعة للحشد عربيًا من أجل استخراج قرار بالأغلبية داخل جامعة الدول العربية لتجميد عضوية قطر بالجامعة، مستخدمة في ذلك الجلسة الأخيرة التي شهدتها الجامعة الممثلة في اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي شهد ملاسنات عديدة حول قطر وتبادل للاتهامات بين الدول العربية.

وبحسب المصادر فإن "دول المقاطعة تستخدم تلك الجلسة من أجل التأكيد على أن قطر لا يمكن أن تظل داخل الجامعة مادامت تتبع تلك الإجراءات والسياسات العدوانية، وبعد وصفها صراحة لإيران بكونها دولة شريفة" وفق المصادر.

وشددت المصادر على أن قرار تجميد العضوية يأتي من خلال تقديم دول أعضاء بالجامعة العربية بطلب مقدم إلى الأمين العام ويتم اتخاذ القرار بالأغلبية بعد التصويت عليه ليخرج في إطار التوافق الذي تعتمده الجامعة منهاجًا لها في اتخاذ قراراتها حتى في قرار اختيار الأمين العام.

ورجحت المصادر أن تواجه جهود الدول الأربع بعض العقبات من بينها وجود دول عربية رافضة لمثل تلك القرارات، وهي الدول التي ترى أنه مازال هنالك متسعًا للحوار بين الطرفين، بينما تسعى الدول الأربع لما لها من علاقات واسعة ونشاط دبلوماسي للحشد وانتزاع موافقة تلك الدول ومن بينها الكويت وعمان على سبيل المثال، لكي تتحقق نسبة الأغلبية في اتخاذ مثل ذلك القرار.

وقالت المصادر إن الدوحة من جانبها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك المحاولات، وسوف تستخدم هي الأخرى أذرعها –لاسيما المالية- للضغط على الدول العربية وخاصة الدول الفقيرة لعدم الانضمام لذلك الطلب، ولإحباط محاولات الرباعية العربية لتمرير قرار التجميد الذي بدأت الحشد إليه مباشرة عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير الذي شهد تصعيدًا كبيرًا ضد قطر.

اقرأ أيضًا (بالفيديو: مندوب قطر يصف دول المقاطعة بـ "الكلاب المسعورة".. وهذا رد الرباعي العربي).

وتعليقًا على مسألة السعي نحو تجميد عضوية الدوحة بجامعة الدول العربية، يقول الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربي الدبلوماسي المصري السفير طلعت حامد، إن تجميد العضوية يتم من خلال أصوات الأغلبية، ومن ثم إن لجأت الدول الأربع لاستدام ذلك الكارت في سياق تصعيدها ضد قطر، فإن عليها أن تقوم بجهود تستغرق وقتًا لحشد أصوات الدول العربية للانضمام إلى ذلك الطلب.

وشدد على أنه لا يمكن للجامعة اتخاذ مثل ذلك القرار إلا من خلال طلب مقدم من دول أعضاء يقدم للأمين العام، وعليه يتم فتح باب التصويت عليه ومناقشته وإصدار القرار يكون بالأغلبية، في هذه الحالة فقط يمكن تجميد العضوية، خاصة أن الجامعة تعبر عن رأي واتجاهات أعضائها، وعليه فالدول الأربع لابد وأن تحشد الأصوات لصالحها، ومن المتوقع كذلك أن تقوم قطر بالأمر نفسه وتضغط على بعض الدول لعدم الانضمام لذلك الطلب أو التصويت بالموافقة حال طرحه للتصويت.