الثنائي مقرن وفهد.. كوميديا سعودية بخلطة ارتجالية لا تعرف التكلف

لا جدال في أن الكوميديا هي أقرب أنواع الدراما إلى القلوب، فهي ما يجلب السرور والضحك للمتابع، سواء بتجسيد كوميديا سوداء أو بيضاء.. وقديمًا كان من يجد في نفسه الموهبة ينتظر الفرصة سنوات حتى تأخذ بيده إلى طريق النجومية، ولا يخفي عديد من النجوم أنهم عانوا كثيرًا حتى جاءتهم هذه الفرصة، بدعم مباشر أو غير مباشر.. إلا أن هذا الواقع قد تغير جذريًا مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، والتي فرضت واقعًا مغايرًا بوجوه تراها في واقعك.

ويدرك أي متابع للكوميديا السعودية أنها استفادت كثيرًا من انتشار منصات التواصل الاجتماعي التفاعلية خاصة يوتيوب وسناب وتيك توك، إذ تحظى هذه المنصات في المملكة العربية السعودية بجمهور تفاعلي كبير، وبإمكانات بسيطة للغاية لا تتعدى في بعض الأحيان الهاتف المحمول، أصبح لهذه المنصات نجوم ينافسون نجوم الفن في المنصات التقليدية من سينما ومسرح وتليفزيون، وأهم ما يميز هؤلاء النجوم - ومنهم الثنائي مقرن و فهد - أنهم ارتجاليون يعكسون الواقع بلا تزييف.

توليفة مقرن وفهد

والمتابع لتجربة الثنائي مقرن و فهد، يجد أنها اتخذت من الأداء الكوميدي الساخر طريقًا إلى النجومية بعيدًا عن الشاشات التقليدية، فكانت بدايتهما من يوتيوب وسناب شات، ومن ثم حظيا بتفاعل واسع من خلال المقاطع الطريفة التي ينشرانها عبر تيك توك، بأداء متنوع يجمع بين الغناء، والتمثيل، والمحاكاة والمقالب الطريفة.. ليخرجا بتوليفة فريدة من نوعها، فلا تشعر وأنت تتابعهما بالتكلف، ولا بأنهما يتصنعان موقفًا في محاولة لإضحاكك، بل ستجد نفسك مدفوعًا للضحك رغمًا عنك بأدائهما البسيط السلس.

يتفاعل الثنائي مقرن وفهد مع مختلف المواقف الحياتية بشكل فوري، لذا ليس غريبًا أن تصبح المقاطع التي ينشراها مرآة تعكس ما يدور في المجتمع بأداء طريف ومختصر للغاية، فهما يدركان جيدًا أهمية أن تصل رسالتهما بأقل وقت ممكن حتى لا يخسر المقطع حس الكوميديا مع الوقت بسبب الإطالة التي لا فائدة منها والتي لا تناسب منصات التواصل الاجتماعي، لذا فإن هذه المقاطع أشبه ما تكون باسكتشات قصيرة مكثفة تُضحك الجمهور، ولا تتسبب في شعوره بالملل.

أداء ارتجالي

وإذا كان نجوم الكوميديا التقليديين في السينما والمسرح والدراما يمر أداءهم بالعديد من البروفات التي لا يشاهدها الجمهور، ويتم منتجة الأعمال بالطريقة التي تجعل ما يقدمونه ممتعًا بعد حذف العديد من المشاهد والأداءات غير المقنعة، فإن الثنائي مقرن وفهد وغيرهما من نجوم منصات التواصل الاجتماعي لا يمرون بهذه الفلترة لأعمالهم، بل إنهم يقدمون أداءً ارتجاليًا نابعًا من المواقف، أو حتى مجرد خاطرة طرأت عليهم فيقومون بترجمتها واقعًا حيًا دون إعداد مسبق، وهذا ما يجعل من هذه النوعية من الكوميديا الساخرة والارتجالية أكثر نفاذًا إلى القلوب، ولعل هذا ما يفسر اهتمام جمهور كبير خاصة من فئة الشباب بالفيديوهات الساخرة التي تعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي ويتفاعلون مع صناعها.

مادة للشائعات

الطريف أن الحياة الخاصة للثنائي مقرن وفهد كانت جزءًا من التفاعل الجماهيري مع المحتوى الذي يقدمانه، ما جعلهما في بعض الأحيان مادة للشائعات بين جمهور المتابعين، ففي بعض الأحيان يقدم كل من مقرن وفهد مقاطع منفردة لا تجمعهما معًا، ما يلاحقهما بسهام الشائعات حول وجود خلافات بينهما، وهو الأمر الذي يتبين خطؤه مع أول فيديو مشترك يجمعهما بعد هذه الشائعة.

كوميديا الواقع

ويحرص الثنائي مقرن وفهد على التفاعل مع كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومثلما تحمل أعمالهما نقدًا لبعض المواقف الحياتية، فإنهما يتجاوبان مع أي نقد قد يوجه لأحد المقاطع التي يقدمانها، وبذكائهما الملحوظ كثيرًا ما ينجحان خلال البث المباشر في تحويل هذا النقد إلى ميزة تكسبهما جمهورًا جديدًا، خاصة أنهما لا يعملان من داخل استديو، بل قد تفاجأ بهما يصوران بثًا من داخل أحد الأندية، أو سيارة أو مطعمًا، فهما يعتمدان على كوميديا الواقع في تعزيز نجوميتهما.