http://anapress.net/a/217868786620918
أثارت تصريحات وزير الاتصالات بحكومة نظام الأسد ردود أفعال متباينة ما بين مستهجن وساخر من تلك التصريحات التي أعلن فيها الوزير عن توجه النظام لإطلاق أول قمر صناعي وامتلاك سوريا برنامج فضائي خاص بها.
وزير الاتصالات بحكومة النظام إياد الخطيب، ذكر –خلال زيارته الهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد GORS- أن بلاده تعتزم تطوير برنامج فضائي لإطلاق أول قمر اصطناعي. وقال إن الوزارة بحاجة لوضع خريطة طريق لسوريا ليكون لديها برنامج فضائي، وأول قمر اصطناعي لها أسوة بباقي الدول العربية. وأضاف أن القمر الاصطناعي سيكون أحد الأهداف الرئيسية للوزارة في المستقبل القريب، وفق ما نشرته وكالة نوفوستي.
وفي واقع كالذي تعيشه سوريا الآن في ظلال الحرب الدائرة رحاها منذ العام 2011، نظر الكثير من المتفاعلين عبر الـ "سوشيال ميديا" إلى تلك الخُطط بكونها "خيالية" ولا تتناسب ودولة بحاجة إلى إعادة إعمار من البداية.
بينما رأى آخرون أن قطاع الاتصالات في سوريا نفسه بحاجة إلى أبسط الأمور التي يفتقدها، وعلى النظام توفيرها قبل الشروع في التفكير في إطلاق قمر صناعي، وهو الرأي الذي تبناه الناشط عبر "فايسبوك" نزار درويش، والذي كتب عبر إحدى الصفحات الموالية قائلًا: "يا عمي أنت زبط النت بالأول وشيل جمرك الهواتف وزبط شبكة الموبايل وبعدين احتل الفضاء مو بس تطلق قمر صناعي".
وبدوره علق الناشط الفايسبوكي جاكوب رضوان على منشور بصفحة "دمشق الآن" حول دراسة النظام إطلاق أول قمر صناعي، مطالبا الوزير بالتفكير في الرواتب وتأمين فرص عمل للشباب وحل مشكلة أزمة الغاز التي تعاني منها البلاد قبل الصعود للفضاء.
بينما نعت خليل عبد الله تصريحات الوزير بـ "الوعود الكاذبة التي تطلقها حكومة النظام بين الفترة والأخرى"، داعيًا الحكومة إلى أن "تبقى بالأرض وأن تفكر بأمور الناس وتحسين وضعهم المعيشي بدلاً من التفكير بالفضاء".
ونشرت صفحة "سوريا بالأرقام" منشوراً ساخر اًعلى فايسبوك، رداً على تصريحات وزير الاتصالات، شرحت فيه كيفية تعامل الدول الأخرى مواطنيها في زيادة الرواتب والأجور مقارنة بالرواتب في سوريا المتدنية جداً، في الوقت الذي تنوي فيه حكومة النظام إطلاق قمر صناعي لـ "إخبار المجرات الأخرى بالمعجزة السورية" على حد وصف الصفحة.
الإعلامي حيدر رزوق والمقرب من النظام، اعتبر تصريحات الوزير "انفصام بالشخصية"، مشيراً إلى أن "الحكومة تبحث عن إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء في الوقت الذي تعجز هذه الحكومة عن تأمين أبسط الخدمات للمواطن السوري".
وكتب الليث حمصي على صفحته على فايسبوك بطريقة ساخرة، مذكراً وزير الاتصالات بألا ينسى ابتكار طابع بريدي لهذا الإنجاز العظيم. كما طالب الوزير بوضع خارطة طريق لإنشاء برنامج سوري للفضاء وإطلاق قمر صناعي، على حد تعبير التدوينة الساخرة.
بينما ذهب الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الرحال، في منشور له على "فايسبوك"إلى أبعد من ذلك، وقال إن "النظام يريد تمرير هذا الخبر بهذا التوقيت؛ لأن هناك حقيقية منظومة الإنذار والرصد المبكر الروسية التي ستكون بداية العام 2019 جاهزة، والتي سيتم ربط منظومات حميميم وطرطوس بالقواعد العسكرية والقمر الصناعي الموضوع فوق سوريا بشكل مباشر".
فيما يقول الأكاديمي السوري عماد الأيوبي لـ "أنا برس": لا أدري كيف هي عقلية النظام السوري، وكيف يفكر هذا النظام؛ فبعد ثماني سنوات من تدمير البلاد وتهجير العباد إلى شتى أصقاع الأرض يأتي هذا النظام ويقول إن لديه النية في غزو الفضاء.
ويشير الأيوبي إلى أنه من المعيب جداً في بلد كسوريا حالياً لا يستطيع المواطن فيه كيفية تأمين معيشته وتأمين أبسط الحاجات الأساسية للحياة، أن يخرج وزير في هذه الحكومة ويقول إن من أهم أهداف وزارته حاليا هي إرسال قمر صناعي للفضاء.. كان الأجدى به أن يهتم بمئات العاطلين عن العمل، وتأمين مساكن للغالبية العظمى المهدمة بيوتها.
ويختم الأيوبي: "لن نستغرب أي شيء من هذا النظام المفصول عن الواقع، وهذا ما رأيناه في أول أيام الثورة، حينما كان رأس النظام يتكلم عن فكرة المؤامرة وعن نعت المتظاهرين بالجراثيم وأنهم إرهابون".