المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

اللغات الدخيلة في سوريا..غنائم حرب أم تأسيس لتبعية ثقافية ؟

 
   
21:57

http://anapress.net/a/341301127163222
5077
مشاهدة


اللغات الدخيلة في سوريا..غنائم حرب أم تأسيس لتبعية ثقافية ؟

حجم الخط:

"تعلُّمي للغة أصبح حاجة ملحة في المرحلة القادمة، فاللغة الروسية ستفتح بابا واسعا للتواجد في سوق العمل، فالمستقبل في سوريا سيكون  لصالح التعاون الاقتصاديّ مع روسيا التي ستكون لها الحصّة الأكبر من الامتيازات والاستثمارات" بهذه الكلمات عبرت فاتن عن دوافعها لتعلم اللغة الروسية.

بدورها قالت صبا عن رغبتها بتعلم اللغة الفارسية، إن تعلم أي لغة هي إضافة للمخزون الثقافي للإنسان، "واللغة الفارسية التي أتعلمها حاليا ستزيد من مدركاتي ومؤهلاتي، وبنفس الوقت تمكنني من التعرف على حضارة كبيرة وعميقة تاريخيا، ناهيك عن إمكانية توفر فرصة للعمل وخاصة أن هناك مؤسسات وشركات إيرانية بدأت تدخل السوق السورية".

بينما يرى علاء الحمصي وهو خريج كلية التربية ، مقيم في حلب و يخضع حاليا لدورات لغة فارسي بأنّ إيران سيكون لها شأن كبير في سوريا، "وستسيطر في السنوات المقبلة على قطاع التعليم كاملاً في سوريا، وسيكون لها مشاريع كبيرو وخاصة في مدينة حلب حيث يزداد يوما بعد يوم الطلاب الذين يرغبون بتعلم اللغة الفارسية".

الفارسية و الروسية .. تنافس على النفوذ الثقافي

تنوعت النشاطات الإيرانية ضمن الأراضي السورية، فمنها ما يندرج ضمن التعليم، وآخر ضمن مراكز وأنشطة ثقافية وتكللت محاولات إيران بالنجاح عبر توقيع وزير التعليم والتربية الإيراني محسن حاجي ميرزائي ونظيره في حكومة النظام عماد موفق العزب في دمشق بتاريخ  23 كانون الثاني/ يناير عام 2020، مذكرة تفاهم تتضمن حسب وكالة سانا " تبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والتعليمية والتربوية وتقديم الخدمات الفنية والهندسية وترميم المدارس بما يسهم في تطوير العملية التعليمية في البلدين" إلا أن نفس المصدر ينسب  لميرزائي  إشارته إلى "أهمية إدراج اللغة الفارسية بالنظام التعليمي في سورية لتعميق وترسيخ أوجه التعاون المشترك". بحسب وكالة "سانا"

 و قد كشف تقرير لصحيفة الشرق الأوسط  عن اشتراط إيراني، لإدراج اللغة الفارسية إلى المناهج السورية، على غرار اللغة الروسية، مقابل أعمال صيانة وترميم للمدارس  تقوم بها ايران، لافتاً إلى أن إيران سعت إلى تعزيز نفوذها العسكري بنفوذ ثقافي من خلال نشر تعليم اللغة الفارسية في مراكز تعليم تابعة للمستشارية الإيرانية بدمشق ومركزي اللاذقية، وقسم تعليم اللغات الأجنبية في جامعة دمشق، ومركز تعليم الفارسية في الكلية العسكرية السورية، وحوزة الخميني وفروعها في المحافظات السورية، وحسينية المهدي في حي زين العابدين بدمشق، وجامعة السيدة رقية، ومركز الحجة في محافظة طرطوس وغيرها.

لم يكتف النظام السوري  بالمناهج التعليمية المرتبطة بسياسات وأدبيات "حزب البعث" الحاكم، ومساهمتها في أدلجة أجيال سورية سابقة وحالية بل فتح المجال أمام تسابق إيراني- روسي محموم للسيطرة على قطاع التعليم بهدف ترسيخ كل دولة مشروعها الخاص في سوريا، عبر فرض لغتها أو مناهجها التعليمية في المراحل التعليمية المختلفة.

الدور الروسي والإيراني في سوريا يتشعّب أكثر فأكثر مع كل خطوة تخطوها  الدولتان أو إحداهما في سبيل تثبيت مواقعهما في سورية، التي تعيش سيرورة تغيير ديمغرافي وثقافي كبيرين.

يحتدم التنافس الروسي - الإيراني، على قطاع التعليم السوري، حيث أعلنت حكومة النظام السوري بتاريخ يناير /2020 عن تقديم 500 منحة دراسية إلى روسيا للطلاب السوريين وذلك للمرحلتين الجامعية الأولى والدراسات العليا "ماجستير ودكتوراة" بمختلف الاختصاصات للعام الدراسي "2020-2021". بحسب "سبوتنيك" الروسية

وجاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من تصريح وزير التربية والتعليم محسن حاجي ميرزائي عن سعي إيران إلى إدراج اللغة الفارسية بالنظام التعليمي في سوريا لغة ثانية اختيارية "لتعميق وترسيخ أوجه التعاون المشترك".

الباحث السوري ابراهيم الحسن يرى إن إقبال السوريين على اللغة الروسية هو أكثر من إقبالهم على اللغة الفارسية ذلك كون  تعليم اللغة الروسية  تعليم علماني لا يقوم بالتبشير الديني، كما أن روسيا بلد أكثر انفتاحاً وتقدماً من إيران، إضافة إلى أن عائدات تعلم الروسية مستقبلاً تبدو مغرية أكثر بكثير، "فهي بوابة للعبور إلى روسيا وأوروبا، في حين أن تعلم الفارسية يفتح الباب نحو إيران فقط ،"فضلا عن أن الأطياف الأخرى من السوريين، كالمسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيليين، يخافون من التوجه الديني الإيراني المنغلق"على حد تعبير الحسن.

و لم تكتفِ روسيا بالوجود العسكري في سوريا، بل أصبحت توجه اهتمامها  لوجود "ثقافي"أكثر استدامة داخل المجتمع السوري حيث افتتحت أوائل العام الماضي 2019 أول مدرسة روسية في الشرق الأوسط في العاصمة دمشق، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن المدرسة تقع تحت إشراف "الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية" في سوريا، وسيتم فيها تدريس المناهج الروسية بعد ترجمتها إلى اللغة العربية بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية

 وفي العام 2014،  تم إدخال اللغة الروسية بشكل رسمي كلغة ثانية في المناهج الدراسية السورية، في المرحلتين الثانية والثالثة، إضافة لافتتاح قسم للغة الروسية في جامعة دمشق، وأًصبحت هناك كتب ومناهج روسية تدرس في المدارس .

و قد أشارت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام بأن "المركز الصحفي لمؤسسة (روس سوترودنيتشيستفو) بصدد توريد كتب دراسية روسية مترجمة إلى العربية بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي السورية، وأن وزير التربية والتعليم سيشرف على الترجمة بشكل شخصي، حيث ستحتوي الكتب المدرسية على قصص ونصوص مستقاة من الأدب الروسي.

وفي عام 2019 وفي خطوة  لمزيد تمتين الوجود  الثقافي الروسي الثقافي في المجتمع السوري أمر "بشّار الأسد" بإنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية و تنظيم دورات لغوية لحل مشكلة عدم وجود مدرسين لهذه اللغة في سوريا .. كما ورد في بيان للمكتب الإعلامي لمنظمة "المحاربين القدماء" الروسية  أكد فيه تلقيه طلبًا رسميًّا من "الأسد" خلال لقائه بالنائب في البرلمان الروسي دميتري سابلين، بإنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية

ولفت البيان إلى أن "الأسد" ذكر وجود مشكلة وهي قلة عدد مدرسي اللغة الروسية في البلاد، مضيفًا أن عدد السوريين الذين يرغبون بتعلم اللغة الروسية في ازدياد وبذلك من الصعب زيادة عدد الطلاب في الوقت الحالي.. وكان "الأسد" أهدى الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية، قطعة أرض بدمشق، لبناء أول مدرسة روسية بالشرق الأوسط.

 أما في الفضاء العام فقد باتت مشاهدة كتابات باللغة الروسية أمرا شبه طبيعي خاصة في الساحل السوري بمدن تُعتبر تحت سيطرة روسية مطلقة حيث يتم تسمية كثير من المحلات التجارية ومعاهد تعليم اللغة بأسماء روسية وكتابتها بالأحرف الروسية.

التسميات الروسية تكتسب شعبية كبيرة بين البائعين في سوريا (فيديو ...

وحول هذه  الظاهرة يقول (ع - س) لـ "أنا برس" يتم نشر هذه اللافتات دون أي اعتراض من جهة حكومية على واجهات المحلات التجارية والمقاهي والمعاهد وباتت أمرا طبيعيا في شوارع المدن الساحلية.

وأشار (ع - س) إلى أن هناك سياسة  وصفها بالـ"خبيثة" يتبعها الروس لاستقطاب الطلاب لتعلم اللغة من خلال احتفالات ومناسبات لفرق مسرحية، وفي ضوء المأساة الاجتماعية التي يعيشها الطلاب بظروف معيشية سيئة نتيجة الحرب السورية سيجدون متنفسا وفضولا للتقرب أكثر من هذه الثقافة وتعلم اللغة.

ولمزيد تمتين عرى سياستها الثقافية في سوريا أعادت روسيا فتح المركز الثقافي الروسي في العاصمة السورية دمشق في 2019، بعد إغلاق دام ست سنوات نتيجة العمليات العسكرية في دمشق وريفها، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

بعد توقف لسنوات.. المركز الثقافي الروسي يستأنف نشاطه في دمشق ...

و كان المركز أغلق أبوابه مطلع عام 2013 نتيجة لإيقاف إرسال روسيا موظفين للعمل فيه، وكانت تقام فيه أنشطة وفعاليات ثقافية مثل تعلم الموسيقى واللغة.

وجاء في تصريحات لمدير المركز، نيقولاي سوخوف، نقلها تلفزيون "روسيا اليوم " بتاريخ 31 /آيار 2020 ، أن المركز فتح أبوابه أمام الراغبين في تعلم اللغة الروسية والموسيقى، ويستمر في ذلك حتى أيلول المقبل كعينة تجريبية.

https://youtu.be/s7TAgOYZ7Ck

عماد طالب في كلية الهندسة بجامعة حلب، أكد لـ "أنا برس" بأن هناك أعدادا متزايدة من الراغبين بتعلم اللغة الروسية، "إذ أن الكثير من الطلاب والخريجين من الكليات يتطلّعون إلى العمل مع الشركات الروسية في الفترة المقبلة، ربما بعد انتهاء الحرب وبداية مرحلة إعادة الإعمار" وأشار إلى أن بعض زملائه في كلية الهندسة يطمحون لإكمال دراساتهم العليا في الجامعات الروسية.

وحول تكلفة تعلم اللغة الروسية، أفاد عماد بأن دراسة اللغة الروسية تتم على 3 مراحل كل مرحلة تستمر شهرين ، وتكلفة كل مرحلة 20 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 12 دولار أمريكي.

و كانت  وكالة "سبوتنيك" الروسية نشرت  تقريراً في أكتوبر/2017 حمل عنوان "أبناء الضحايا في سوريا يفضلون تعلم اللغة الروسية على باقي اللغات"، في إشارة إلى عوائل قتلى النظام في المعارك الدائرة مع المعارضة، وصرح من خلال التقرير مدير المركز الثقافي في اللاذقية "ياسر صبوح" قائلا " نعمل على تعليم اللغة الروسية وتقديمها مجاناً لذوي الشهداء، لإعداد جيل يتكلم اللغة، لتكون لغة صديقة وحليفة قدم متكلموها من أبناء الدولة الاتحادية جهوداً من أجل إعادة الأمان" وفق تعبيره.

الأكاديمي الدكتور مصطفى السيد وخلال حديثه لـ "أنا برس" حول ازدياد اهتمام روسيا بالجانب الثقافي والتعليمي في سوريا يرى أن روسيا تسعى إلى استخدام ما يسمى "القوة الناعمة" في سوريا، حيث تضغط بوسائل مختلفة لجذب أكبر عدد من السوريين إلى صفها، وطرح نفسها على أنها الحليف الأكبر للنظام خاصة فيما يتعلق بنشر الثقافة الروسية والتوغل في المناهج الدراسية.

"فالنظام بوزارتيه التعليمية والثقافية وآمرهم الروسي يريدون للأبجدية الروسية والحلم الروسي أن يحتل أدمغة طلابنا منذ طفولتهم على حساب بلد دمروه عسكرياً ويريدون تدميره ثقافياً على حد وصف السيد"

مناطق سيطرة المعارضة السورية و تأثير اللغة التركية

في مناطق سيطرة المعارضة السورية على الشريط الحدودي في مناطق شمال سوريا (غرب الفرات)، والخاضعة لسيطرة تركيا، يتم تدريس مناهج معدلة عن المنهاج السوري القديم باللغة العربية إلاّ أن مديريات التعليم تتبع وزارة التربية التركية في حين تشرف على الامتحانات وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض، ويُرفع العلم التركي فوق الكثير من المؤسسات التعليمية  كما تُكتب أسماء هذه المؤسسات باللغتين التركية والعربية مع أسبقية للغة التركية أحيانا.

تركيا تواصل عمليات تتريك الشمال السوري... التعليم أولًا | تركيا الآن

وفي تشرين الأول 2019، افتتحت جامعة غازي عنتاب ثلاث كليات شمال سوريا، وهي كلية للعلوم الإسلامية في اعزاز، وأخرى للتربية في عفرين وثالثة للاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب، في خطوة تعتبر بداية لتتريك التعليم في مناطق سيطرة تركيا.

 الخبير التربوي مصطفى الراغب المُدرّس في مدارس غازي عنتاب يوضح لـ "أنا برس"  أنه و بعد عمليات درع الفرات العسكرية التي قادتها تركيا وبعد طرد تنظيم الدولة "داعش" من المنطقة الشمالية من سوريا نهاية عام 2016،  قامت وزارة التربية التركية  بترميم المدارس داخل المناطق التي تضررت من القصف، وكذلك استطاعت دعم المدرسين برواتب بعد إخضاعهم لدورات تربوية داخل مناطقهم.

و قال الرّاغب إنّ الحاجة دعت إلى طباعة مناهج وتوفير فرش للمدارس، من مقاعد ولوازم مدرسية، وكان ذلك بإشراف التربية التركية، وقامت تركيا بإدخال لغتها في المدارس السورية وأصبحت كمادة تدرس من خلالها مبادئ القراءة والكتابة، واستهدفت هذه اللغة الصفوف الدنيا من الصف الأول الابتدائي  إلى الثانوية العامة كمادة رئيسية مفضلة عن الإنكليزية."

وبحسب الراغب" لم تستطع التربية التركية جلب متخصصين في هذا المجال لصعوبة تأمين العدد الكافي من المدرسين بما يتناسب مع عدد المدارس في تلك المنطقة، واتجهت إلى تدريب غير المختصين الذين عاشوا في تركيا لسنوات عدة تمكنوا فيها من الخضوع لدورات داخل الأراضي التركية مكنتهم من تعلم مبادئ اللغة، ومع عودة هؤلاء المدرسين أقامت لهم التربية التركية دورات تربوية كالمحادثة في اللغة التركية وكذلك الكتابة إضافة إلى قواعد اللغة، لتأهيل دخولهم إلى مدارس الشمال السوري لتدريس اللغة التركية."

مناطق سيطرة الإدارة الذاتية...لسان كردي بأحرف لاتينية

على الرغم من أن اللغة الكردية ليست دخيلة على المجتمع السوري، إلا أنها كانت ممنوعة من التدريس والتكلم في المدارس الرسمية والدوائر الحكومية في سوريا في عهد الأسد الأب والابن ، ومنذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مناطق شمال شرق سوريا، تم إدخال اللغة الكردية كلغة رسمية في مدارس المنطقة.

يقول الحقوقي منان رشيد لـ "أنا برس"، أدخلت الإدارة الذاتية الكثير من التعديلات في المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها شرق سوريا، وضمت أهداف "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" كما أدخلت مواد خاصة تتحدث عن فلسفة الحزب، وتحتوي على صور عبد الله أوجلان وتعرض أقواله وفلسفته".

الخابور | فشل مناهج الإدارة الذاتية يدفع بالطلاب إلى مقاطعة المدارس

وبحسب رشيد فإن الإدارة الذاتية قسمت المدارس إلى ثلاث لغات : الكردية والعربية والسريانية، إذ يدرس التلميذ الكردي في المدارس الكردية والعربي في المدارس العربية والسرياني في المدارس السريانية.

 وتقتصر المدارس التابعة للنظام على المربع الأمني في مدينتي الحسكة والقامشلي، إلا أنها تشهد ازدحاماً كبيراً، نتيجة إقبال الطلاب على المدارس التابعة لحكومة النظام، نظراً لحصولها على اعتراف يخول للطلاب دخول الجامعات في سوريا وخارجها.

وقال موظّف في هيئة التربية في الإدارة الذاتية الديمقراطية - مقاطعة الجزيرة-(رفض الكشف عن اسمه) لـ "أنا برس" إنّ الإدارة الذاتيّة منذ إعلان تأسيسها في يناير/ كانون الثاني 2014 أولت اهتماما كبيرا باللغة الكردية وتدريسها، حيث قامت بدايةً بإدخالها في المنهاج المقرر للمرحلة الابتدائية بنصاب 5 ساعات أسبوعيا، ثم عمدت إلى جعل منهاج المرحلة الابتدائية كرديًا صرفًا للطلبة الكرد، وتخصيص منهاج آخر للطلبة من المكونات الأخرى و تم طبْعُ هذا المنهاج بثلاث لغات هي الكردية والسريانية والعربية، ثمّ تم إدخال اللغة الكردية إلى المرحلة الاعدادية بمعدل 5 ساعات أسبوعيا، مضيفًا "تدرس هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية حاليًا تغيير منهاج المرحلة الثانوية الى المنهاج الكردي تحت اشراف نخبة من المختصين".

 و من الملاحظ أن اللغة لكردية التي يتم تدريسها في مناطق الادارة الذاتية في سوريا لم تعتمد الحرف العربي  بخلاف نظيرتيها في إيران و العراق بل اعتمدت الأبجدية اللاتينية مثلها مثل الكردية المستعملة في تركيا ، و قد وُضعت هذه الابجدية الكردية على يد جلادت علي بدرخان عام  1932 م ، و لذلك تُدعى كتابة بدر خان.

في ظل هذا الخريطة اللغوية الجديدة التي يُعتبر البعض منها نابعا من طبيعة المكوّنات الأصيلة في التعدد اللساني السوري كاللغة الكردية في حين البعض الآخر وافد حملته آلة الحرب كأداة للنفوذ الثقافي فإن هذه التأثيرات اللغوية تحمل مشاريع ثقافية مختلفة تزيد من تفتيت المشترك السوري.

و المفارقة البارزة اليوم أنّ الواقع التعليمي المستجدّ في سوريا متأرجح بين وضعية مئات آلاف الأطفال الذين لا يتلقون أي تعليم ويهددهم خطر الأمية والجهل بسبب الحرب والتهجير و تدمير البنى التحتية التعليمية من جهة و بين تعليم مؤدلج فرضته سلطات الأمر الواقع من جهة أخرى، كل واحدة في منطقة سيطرتها العسكرية، لإنشاء أجيال تضمن لها استمرار التبعية الثقافية كرافد لوجودها العسكري على الأرض.

 فهل تصمد المقولة الشهيرة للأديب كاتب ياسين أن اللغة الدخيلة  "غنيمة حرب" أمام ما وراء اللغة من مشاريع للتبعية الثقافية ؟