المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إيران تصدر"زواج المتعة" إلى سوريا.. وهدفها حلب ودير الزور - خاص أنا برس

 
   
12:40

http://anapress.net/a/298597886173871
4787
مشاهدة


إيران  تصدر"زواج المتعة" إلى سوريا.. وهدفها حلب ودير الزور - خاص أنا برس

حجم الخط:

لم يكن زواج المتعة معروفاً كثيراً قبل الحرب السورية.. ولم يكن منتشراً أيضاً لدى الشارع السوري.. وإن كان موجودا، ولكن في مجالات ضيقة جداً

ومع التدخل الإيراني في سوريا منذ بدايات الحرب السورية، ودخول مئات الآلاف من الميليشيات الإيرانية إلى سوريا.. واحتكاكها بالمجتمع السوري.. بدأت ظاهرة "زواج المتعة" بالانتشار وأصبحت هناك مكاتب علنية تدعو لـ "زواج المتعة".

زواج المتعة يعتبر من الأمور الدخيلة على المجتمع السوري الذي يوصف بأنه مجتمع محافظ، وذلك لتنافيه مع الإسلام والعادات والتقاليد الموجودة في سوريا. ويحلل المذهب الشيعي زواج المتعة بين متبعيه والذي يكون محدداً بمهر ووقت وفق عقد بين الطرفين يوقعه معمم من الطائفة ذاتها، الأمر الذي يحرمه أهل السنة والجماعة.

زواج المتعة هو أحد طرق إيران لنشر التشيّع، وهي تعمل على استمالة البعض، خاصة المقاتلين المرتزقة، من دول أخرى ومن المؤيدين لنظام الأسد عن طريق النساء

التوجه نحو دير الزور.. وبشكل سري

عملت إيران على إدخال مفاهيمها إلى سوريا، وسعت لتصدير تلك المفاهيم  إلى كل عائلة، عن طريق ما يسمى "زواج المتعة" وقد تم نشر هذا الأمر بشكل سري وواسع في العاصمة دمشق وفيما بعد في محافظة حمص ولكنه لاحقاً أصبح أمراً عادياً وتم الترويج له فيما بعد ونشره في محافظتي حلب ودير الزور.

ركزت إيران  في الفترة الأخيرة على محافظتي حلب ودير الزور، لنشر المذهب الشيعي، ولاعتبارهما الثقل السني لسوريا، فقامت بنشر مذهبها عن طريق الترغيب، فكانت عقود "زواج المتعة" إحدى أساليب إيران للوصول إلى الشباب.

 وبالتالي انتشر "زواج المتعة" رويدا رويدا و كثرة المكاتب التي تسهل ما يسمى "زواج المتعة".. حيث انتشرت حالات زواج المتعة بشكل كبير في حلب ودير الزور خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً بين عناصر الميلشيات الإيرانية، الأمر الذي يعتبر دخيلاً على عادات وتقاليد السكان هناك.

شهدت مدينة دير الزور حالات كثيرة من عقود زواج المتعة بعد سيطرة الميليشيات الإيرانية على المنطقة، ذكر ناشطون من مدينة ديرالزور أنه خلال شهر/يوليو 2020  قام عنصر تابع لميليشيا "لواء حيدريون" بعقد زواج متعة على فتاة لا يتجاوز عمرها 18 عاماً في بلدة "الجفرة" بريف دير الزور، ومدة عقد الزواج 5 أشهر، وبقيمة 350 ألف ليرة سورية. وفق مانقلته شبكة "آرام" الإعلامية.

وكما شهد حي الجبيلة بدير الزور، حادثة زواج أخرى من فتاة قاصر تدعى " فتون" عمرها في 15 سنة لأحد قياديي ميليشيا "لواء حيدريون"، وسجل العقد لشهر واحد فقط مقابل 200 ألف ليرة سورية. وفق شبكة "آرام"

كما كشفت شبكة "ديرالزور 24"  عن حالة جديدة من زواج المتعة في دير الزور خلال شهر/حزيران الماضي، من قبل الميليشيات الإيرانية وقاداتهم الشيعة في بلدة حطلة، مشيرة إلى أن الشاب متشيع ومنتسب لإحدى الميليشيات الإيرانية، بينما الفتاة تبلغ من العمر 16 عاما. وتحفظت الشبكة عن أسماء الأطراف التي أجرت عقد زواج المتعة.

وفي عام 2019 رصدت الشبكة عن زواج متعة في مدينة أبو البوكمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن الزواج تم بين مسؤول إيراني يدعى " الحاج سليمان" وفتاة من قرية السكرية الواقعة بالقرب من مدخل مدينة البوكمال الغربي، مؤكدة أن عقد الزواج الذي تم بين الطرفين مدته 6 أشهر بحسب اتفاق الطرفين.

يقول الناطق باسم شبكة عين الفرات، أمجد الساري، لـ "أنا برس"، إيران تسعى جاهدة لنشر مذهبها الشيعي في سوريا، وتسيطر إيران على مناطق واسعة في مدينة دير الزور، وبالتالي تريد احتلال هذه المناطق ليس عسكريا فقط، أنما عقائديا أيضا.

وأشار الساري إلى أن المنطقة الممتدة من مدينة البوكمال وصولا إلى مدينة الميادين و"مزار عين علي"، تعتبرها إيران أنها منطقة خاصة بها وتعمل على نشر التشيع فيها عن طريق الترغيب، بالمال تارة و زواج المتعة تارة أخرى.

تحاول إيران تدريجيا إدخال هذه المفاهيم والطقوس وبشكل سري
 

وأكد الساري أن أول عقد زواج متعة في دير الزور تم قبل سنة ونصف تقريبا في منطقة "مزار عين علي"، وبعد ذلك تم عقد زواج متعة في منطقة السكرية في البوكمال، مشيرا إلى أن إيران تقوم بذلك بشكل سري لأنهم يعرفون طبيعة المنطقة (فهي منطقة عشائرية ومحافظة) ولا يوجد تقبل لهذا الأمر من أبناء المنطقة.

وختم الساري حديثه، قائلا: "تحاول إيران تدريجيا إدخال هذه المفاهيم والطقوس وبشكل سري وفي مناطق خاصة وبحالات فردية محدودة نظرا لطبيعة المنطقة، مضيفا بأن إيران تحتل المنطقة احتلال وتريد تغيير طبيعة المنطقة تدريجيا بشتى السبل بما فيها استخدام "زواج المتعة".

وعن أسباب انتشار ظاهرة زواج المتعة في المناطق الشرقية يقول الصحفي السوري،صهيب جابر لـ "أنا برس"، يعود سبب إصرار الميليشيات المدعومة من إيران على نشر ما يسمى "زوج المتعة" لعدة أسباب، سعي الميليشيات لاستقطاب أبناء المنطقة وترغيبهم بالإنضمام لصفوفها وفي ذات السياق لعبت الميليشيات أيضاً على مسألة الرواتب في ظل انعدام سبل العيش في المناطق الخاضعة لسطوة ميليشيات إيران والأسد في ديرالزور.

ثاني الأسباب كما يرى الجابر هي محاولة ضرب البنية المجتمعية لسكان محافظة ديرالزور المعروفة بالطابع المحافظ، وهو ما سيسهل استمالة "من بقي" وهم قلة قليلة لا تشكل أقل من 20% من سكان المحافظة، لاستمالتهم لاعتناق المذهب الشيعي بحسب المخطط الإيراني، وهو ما ستلعب طهران عليه لاحقاً على المستوى الدولي بالادعاء بأن أهالي المحافظة ينتمون لها منذ زمن.

ثالثاً وبحسب الجابر، تعزيز انتماء المقاتلين الأجانب في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران، خاصةً أن المنطقة صارت مرتعاً لعناصر أفغان وأوزبك وباكستان وغيرهم من الجنسيات المنضوية، وذلك عن طريق زيادة تمسكهم بالقتال عن طريق ترغيبهم بالجنس والشذوذ.

وختم الجابر بقوله أن معظم النساء اللواتي أمتهن "زواج المتعة" لسن من أهالي المنطقة أو سكانها الأصليين بل أتين من خارج المدينة.

حلب.. ملعب سهل التحرك فيه

لم تسلم مدينة حلب هي الأخرى من الغزو الإيراني، ولم يقتصر على الوجود العسكري للميليشيات العسكري في أحياء المدينة بل امتد لنشر ثقافات وعادات في مجتمع المدينة تعتبر دخيلة عليهم، وفي إطار ممارسة طقوس المذهب "الشيعي" مع توافد المزيد من عناصر الميليشيات الإيرانية، باتت مكاتب تزويج الشباب منتشرة بكثرة بشكل سري في أحياء مدينة حلب.

 ففي عام 2018 نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا حول انتشار مكاتب تسهل "زواج المتعة" في مدينة حلب برعاية ودعم إيراني، وأشار التقرير إلى أن هذا السوق أصبح يشهد ازدهارا بسبب كثرة النساء العازبات أو الأرامل اللواتي تدفعهن الحاجة إلى اللجوء إلى هذا الحل.

وفي عام 2019 كشفت بعض المصادر المحلية بأن رجال دين من الطائفة الشيعية عمدوا إلى افتتاح مكتب لتسهيل زواج المتعة في حي "الفردوس" أحد الأحياء الشرقية الفقيرة بمدينة حلب، بحضور "المرجع الشيعي" في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، محمد جظة.

أفاد المحامي (س ، ح) وهو مقيم في مدينة حلب، لـ "أنا برس" ، لم تعد عقود "زواج المتعة" تنعقد في الخفاء كما في السابق، بل أصبحت منتشرة في الفترة الأخيرة بشكل كبير، مشيرا إلى أن هناك مكاتب خاصة لتسهيل مايسمى بـ " زواج المتعة ".

وأشار المحامي (س ، ح) إلى أن "عقود زواج المتعة انتشرت بشكل لافت بعد دخول "المقاتلين الإيرانيين" وسيطرتهم على الأحياء الشرقية بحلب".. مضيفا بأن "المكتب الموجود في حي هنانو بحلب يعتبر المقر الرئيسي الذي تدار منه معظم المكاتب الأخرى المنتشرة في أحياء حلب".. منوها بأن "الجهات الإيرانية افتتحت عدة مكاتب في أحياء حلب منها المكتب الموجود في حي الفردوس وحي المشهد وفي بلدتي نبل والزهراء".

وعن أسباب توجه بعض النساء نحو إبرام عقود زواج المتعة أكد المحامي (س ، ح) أن "ضيق المعيشة، والإغراء بالمال، فمعظم النساء اللواتي اتجهنا نحو عقود زواج المتعة، هي بسبب حاجتهن المادية، حيث إن معظمهن أرامل ونساء قتلى نظام الأسد، والظروف أجبر أكثرهن على تلك الأعمال. على حد وصفه.

المكاتب العقارية دخلت هي الأخرى على هذا الخط، فأصبحت بعض المكاتب العقارية تعقد هذا النوع من "الزواج"
 

وعن المبالغ التي تترتب عن عقود زواج المتعة، يقول المحامي ( س ، ح) بأن "مبالغ عقود الزواج ترتفع وتنخفض بحسب مدة الزواج ومواصفات وعمر الزوجة، مشيرا إلى أنه في إحدى الوقائع التي شاهدها، حيث أن الأب هو من رمى بابنته إلى إبرام عقد زواج المتعة بمبلغ وصل إلى 600$ لمدة 10 أيام، تبرير الأب كان بسبب الحاجة المادية"

وأوضح المحامي (س ، ح) أن المكاتب العقارية دخلت هي الأخرى على هذا الخط، فأصبحت بعض المكاتب العقارية تعقد هذا النوع من "الزواج"، وخاصة في بعض الأحياء الشعبية الفقيرة، مشيرا إلى أنه يوجد مكتب عقاري في حي "الفردوس" يقوم بعقد مثل هذا النوع من الزواج.

الصحفية السورية كريمة السعيد أكدت أن زواج المتعة لم يكن وليد السنة الحالية بل كان نتيجة جهد دؤوب لحركة التشيع في شمال سوريا، ولاحظنا بالفعل تحول عائلات بالكامل إلى المذهب الشيعي لتحقيق مكتسبات سياسية أو ربما نتيجة القبول بعروض مالية قدمت لهذه العوائل السنية، شاهدنا حسينيات تقام في حلب في مقاطع مصورة مسربة، كما بات واضحا محو أية معالم سنية مثل مئذنة جامع أبو بكر الصديق في الجميلية وغيرها من الممارسات غير الجديدة وضمن هذا المنظور

وأوضحت السعيد لـ "أنا برس" أنه "يمكن فهم أسباب انتشار زواج المتعة والذي لا تقبله العوائل السنية لاعتبارات عدة، أما لماذا حلب تحديدا ..يعتقد الشيعة أن حلب بالأصل شيعية بالقراءة التاريخية لعهد حكم سيف الدولة الحمداني وبالفعل سمعنا أغاني دعائية بألحان عراقية على نمط لطميات تروج بأن حلب شيعية (أغنية حلب شيعية وتريد أهلها)".

 لهذا ركزت قوات الحرس الثوري الإيراني و فرق التشيع على حلب من أجل زيادة رقعة المتشيعين بالتوازي مع ما تفعله بالساحل ولكن النساء بالساحل يرفضن الحجاب وهو ما يجعل انتشار التشيع صعبا أما في حلب فالنساء محجبات بالغالبية العظمى ولن تضطر إيران لدفع أموال مقابل ارتداء الشادور الإيراني كما تفعل بالساحل ..بمعنى آخر تعتبر حلب ملعب سهل التحرك بالنسبة لإيران. على حد وصف السعيد.

والجدير بالذكر فأن مدينة حلب تخضع  لهيمنة إيرانية كبيرة على مختلف أجهزة النظام المدنية والأمنية والعسكرية، وتنشط فيها بحرية كاملة منظمات وجمعيات تابعة للحرس الثوري، في المجالات الخيرية والثقافية والاجتماعية تهدف إلى نشر المذهب الشيعي.

أخيراً..  يبقى نشر التشيع هو الهدف الأول لإيران في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر الإغراء بالمال تارة، أو التهديد والوعيد تارة أخرى، وبشتى الوسائل التي تخدم أهدافها، وخاصة ضرب المجتمعات ذات الغالبية السنية.