http://anapress.net/a/118300329561299
تركيا تفتح حدودها وتسمح لمن يرغب بالهجرة إلى أوربا بعبور البوابة الحدودية الفاصلة بينها وبين اليونان وتنقل الراغبين بذلك إلى الحدود مجاناً، وتلغي القيود على المسافرين إلى اسطنبول وأزمير بداعي الهجرة.
بعد القرار التركي تدفق اللاجؤون إلى مدينة أدرنة الحدودية مع اليونان ومنها إلى الحدود البرية حيث قدر الرئيس التركي اعداد العابرين للبوابة التركية في اليوم الأول بـ 18 ألف مهاجر وتوقّع أن اليوم الثاني سيشهد عبور أكثر من 25 ألف آخرين.
اليوم أطلقت الشرطة اليونانية الرصاص الحي على جموع المهاجرين القريبين من البوابة في منطقة إيبسلا ما أدى لمقتل شاب سوري الجنسية وإصابة اثنين آخرين بجراح، الشاب أحمد أبو عماد صاحب الثمانية عشر ربيعاً من مدينة حلب قضى برصاص الشرطة اليونانية بعد إصابته بطلق ناري في الحلق.
الصحفية السورية ديما السيّد تواجدت في مدينة إيبسلا وأفادت لـ"أنا برس" بأن وضع المهاجرين سيء للغاية، المهاجرون يفترشون الأراضي الزراعية ولا تتوفر أي من المواد الرئيسية مثل الماء الصالح للشرب أو الطعام.
وقالت السيّد إن "المهاجرين القريبين من مدينة أيبسلا عادوا إلى مراكز الإيواء المنتشرة فيها، أما العالقين بين البوابة التركية والبوابة اليونانية فإنهم يفترشون التراب خاصة أن تلك المنطقة تشتهر بزراعة الرز ما يجعلها أراضٍ طينية طوال العام"
وأكدت السيّد "أن معظم المتواجدين في تلك المنطقة هم من المهاجرين الأفغان والجنسيات الأخرى، حيث يشكل المهاجرون السوريون نسبة قليلة جداً"
أما عن الخدمات المقدمة وتواجد المنظمات الإنسانية فقد بيّنت السيّد "أن المنظمات الإغاثية غير متواجدة، باستثناء منظمة IHH على الجانب التركي ولا تتوفر أي خدمات طبية أو إغاثية في المنطقة المحصورة بين البوابتين أو على طول الحدود".
ما يزيد المأساة، أن الجماعات المتفرقة من المهاجرين تعاني من البرد والقلة في تقديم المساعدات، وعدم قدرة أي من الطرفين التركي واليوناني على الدخول للمنطقة بين البوابات.
فيما يتواجد الكومندوس الألماني على الحدود اليونانية التركية لمساعدة القوات اليونانية على حفظ هذه الحدود منذ فترات طويلة، تصل قطع من الجيش البلغاري إلى منطقة العبور ما جعل الحدود مغلقة تماماً في وجه اللاجئين.
القليل ممن يتكدسون على الحدود وصلوا إلى الأراضي اليونانية قدرهم أحد الواصلين بـ 800 شخص إلا أن الشرطة اليونانية ألقت القبض عليهم وصادرت كل ما يحملون من نقود وأجهزة اتصال وأبعدتهم إلى خارج الحدود بعض ضربهم وممارسة عمليات تعذيب بحقهم.
بين التسهيلات التركية والتشديد الأوربي يبقى مصير اللاجئين السوريين وغيرهم عالق على الحدود بين تصريحات يراها البعض ضغطاً تركياً على أوربا ويراها البعض الآخر مشاركة أنقرة عبء اللاجئين الراغبين بالوصول إلى أوربا.