المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

المرأة السورية تجمع يمنيات وسودانيات ومصريات في كادر واحد.. عطاء بلا حدود

 
   
11:22

http://anapress.net/a/619952932095270
1052
مشاهدة


المرأة السورية تجمع يمنيات وسودانيات ومصريات في كادر واحد.. عطاء بلا حدود
لاجئات سوريات- أرشيفية

حجم الخط:

سوريّة تأخذ بيد يمنية لتصعد بها درجات السُلم حتى الطابق الرابع؛ لأن تلك الأخيرة تشكو من آلام في الظهر ولا تقوى على صعود السُلم إلا بمعين.. وسودانية تجلس إلى جوار شقيقتها السوريّة يراجعا معًا أوراق إقامتهما في مصر ومدى اكتمال المستندات من أجل التقديم في مشروعٍ للتدريب من أجل التوظيف تحت رعاية إحدى الجهات الداعمة.. ومصرية تنخرط بينهم في أجواء مفعمة بالحيوية والنشاط والحركة.. أطفال يجوبون المكان هنا وهناك كأنهم في منازلهم تمامًا، صخب ليس بعده صخبًا.. مقابلات شخصية تُجرى في إحدى الغرف، وخارجها تنسيق بين من هم يستعدون للمقابلة.

مصري يتطوع لجمع بطاقات الإقامة والأوراق المطلوبة لنسخها في مكتبة بعيدة، وسوداني عامل ضمن المنظمة الداعمة يساعد يمنية في ملئ استمارة التقديم للحصول على التدريب من أجل التشغيل.. وقد جمع كل ذلك في كادر ومشهدٍ واحد، منظمة سورية مختصة بالشأن النسوي؛ فالمرأة السورية –حتى في بلدان المغترب- قادرة على العطاء، حتى وهي في أصعب الظروف. (اقرأ/ي أيضًا: بيان.. مسيرة امرأة سورية مليئة بالتحديات).

رابطة سوريات

المكان هو رابطة سوريات في القاهرة، الكائنة بحي المعادي (جنوب القاهرة)، والزمان في العشر الأواخر من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.. أما الحدث فهو يوم توظيفي نظّمته المنظمة النسوية المختصة بدعم اللاجئات السوريات وتدريبهن وتعليمهن وتشغليهمن (رابطة سوريات في مصر)، بالتعاون مع إحدى الجهات الداعمة التابعة للكنيسة الكاثولوكية في مصر، والتي توفر برامج تدريبية من أجل التشغيل لأولئك اللاجئات وأزواجهن.

الزائر للمنظمة "سوريات" يعتقد بأنها –كما تكشف دلالة الاسم الذي تجمله وشعارها- أنها تختص فقط بتدبير شؤون اللاجئات المنضويات تحتها من السوريات دون غيرهن، إلا أن الواقع وكما كشفته مديرة المؤسسة السيدة لطيفة دغمان يأتي عكس ذلك تمامًا، إذ كشفت لـ "أنا برس" التي عايشت اليوم بتفاصيله داخل المؤسسة، عن أن "رابطة سوريات" وإن كانت وجهة للسوريات فذلك لا يمنع وجود قدر كبير من المصريات المستفيدات من أعمال الرابطة وأنشطتها المختلفة، وكذا السودانيات واليمنيات.

يندرج ذلك تحت عنوان عريض هو "عطاء المرأة السورية المُستمر" حتى في أحلك الظروف والأزمات.. فالرابطة التي جمعت سوريات بيمنيات وسودانيات يجمعهم اغتراب واحد على أرض مصر، رفقة مصريات تجمعهم ظروف إقتصادية صعبة في أرض الكنانة، ضربت مثالًا بارعًا في التكافل والتآخي حتى في غمار تلك الظروف، ونجحت في تنظيم يوم توظيفي، يُضاف إلى قائمة أنشطتها الداعمة لهؤلاء النسوة اللاتي ينشدن واقع أفضل ممن يعيشونه الآن، ولا يطلبن سوى "الشغل" من أجل تأمين حاجات أسرتهم.

دغمان تشير لـ "أنا برس" إن الرابطة تنظم ذلك اليوم بهدف توفير فرص تدريبية للاجئات وأزواجهم تمهيدًا لتشغيلهم في المؤسسات التي تحتاج عملهم، وقد تم فتح الباب للجميع من أجل المشاركة والتقديم للحصول على ذلك التدريب ومحاولة تأمين فرصة عمل مناسبة.

بدأ اليوم عاديًا بلقاءات وديّة بين المتقدمات رتبن خلالها الأوراق والمستندات المطلوبة، ثم نُظمت ندوة تعريفية بماهية المشروع المرتبط بالتدريب من أجل التشغيل، وفرص العمل المتاحة وكل التفاصيل المرتبطة بمسألة التدريب من حيث المهن والمجالات المطلوبة. بعدها انعقدت مقابلات شخصية منفردة لكل لاجئ أو لاجئة على حدة، للتعرف إلى ظروفهم عن قرب وبكامل التفاصيل (الاسم والسن والعنوان، وطبيعة العمل، والوضع الصحي، عدد الأبناء ووضعهم الصحي، الدخل المادي.. إلخ) وتم تعبئة تلك البيانات في استمارات خاصة. (اقرأ/ي أيضًا: هل استطاعت منظمات المجتمع المدني السوري تفعيل دور المرأة وتمكينها؟).

نماذج

"جئت إلى مصر رفقة أهلي بعد اشتعال الأوضاع في اليمن.. زوجي لازال هناك.. لدي ثلاثة أطفال، منهم طفل يعاني من مرض في المخ، وأنا أعاني من فقرات ظهري.. عملت كمُعلمة أطفال لفترة في مصر، ثم توقف العمل.. وأنتظر تأمين عمل آخر لي.. أجيد الحياكة" تقول سيدة يمنية –رفضت ذكر اسمها أو تصويرها- والتي شاركت في اليوم التوظيفي الذي نظمته رابطة سوريات.

بينما محمد، وهو لاجئ سوري جاء إلى مصر منذ العام 2012 تقريبًا، إنه كان لديه محل حلاقة بالقاهرة، قبل أن يغلقه بسبب ظروف صحية، ويسعى الآن لتأمين عمل مناسب له في مجال تركيب العطور، الذي يجيده رفقة زوجته التي حضرت معه أيضًا اليوم التوظيفي من أجل الحصول على فرصة تدريب وتشغيل في هذا المجال، على اعتبار أنهما يعملان فيه الآن فعليًا على نطاق ضيق في محيط السوريات ومعارفهن وأقاربهن.

نماذج كثيرة ومتعددة جمعها كادر واحد ومكان واحد في رابطة سوريات بالقاهرة، تلك الرابطة التي لا يتوقف نشاطها عند حد دعم "السيدات" بغض النظر عن جنسيتهن، لكنها في الوقت ذاته تنظم دورات تعليمية لأطفالهن، وأنشطة مختلفة لتعليمهم الرسم واللغة الإنجليزية وخلافه، حتى أنها تستعين بسيدة صينية مقيمة في مصر لتعليم الأطفال الرسم بطريقة سهلة.

تلك زاوية تضيء على عطاء المرأة السورية المتواصل.. هذه المرأة التي وقفت كالجبال في مواجهة رياح الظروف الصعبة العاتية المُهددة باقتلاعها من جذورها، فأثبتت نفسها بأنها قادرة على إعالة الأسرة، ومساعدة الأخريات في خلق مساحتهن الخاصة والبدء في تجربتهن في سوق العمل، كما النموذج الذي تضربه السيدة دغمان. (اقرأ/ي أيضًا: مرح البقاعي لـ "أنا برس": القيادة السياسية حق تضمنه الكفاءة والسيرة النضالية للمرأة السوريّة).

 




كلمات مفتاحية