المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

ثريا نموذج ملهم.. تَحدت العادات والتقاليد وأسهمت في تعليم وتدريب مئات الإناث

 
   
08:36

http://anapress.net/a/257582328363573
1693
مشاهدة


ثريا نموذج ملهم.. تَحدت العادات والتقاليد وأسهمت في تعليم وتدريب مئات الإناث
جانب من الدورات- أنا برس

حجم الخط:

عاشت ثريا الهادي (مواليد 1983) حياتها في محافظة الرقة، ثم نزحت من بلدتها بسبب ظروف الحرب القاهرة التي واجهتها لتستقر في تركمان بارح (قرية سوريّة تتبع إداريّاً لمحافظة حلب منطقة أعزاز ناحية أخترين). عانت مشاق الحياة وآلامها، وذاقت أحزان النزوح، وشربت من كأس فراق الأحبة والأهل والأقارب، قبل أن تؤسس حياتها من جديد، وتتعايش مع المجتمع وتندمج مع الأهالي هناك وتعرف عاداتهم.. أصبحت ثريا جزءاً من حياة جديدة تحمل آلام وأفراح ومعانٍ مختلفة، يجمعها بهم رغم -عدم المعرفة السابقة- الألم والمعاناة الحقيقة التي تواجه المجتمع بالكامل.

تلك هي القصة الكاملة باختصار لفتاة سوريّة في زمن الحرب، لكنّ التفاصيل عادة ما تحمل الكثير من نقاط الألم والأمل، والضعف والقوة.. القصة كلها في التفاصيل.. تلك التفاصيل التي ترويها "ثريا" لـ "أنا برس" بفخرٍ، في اليوم العالمي للمرأة، والذي دأبت فيه "أنا برس" على نشر نماذج ناجحة تعمل على الهامش ولم تُسلط عليها الأضواء بشكل كافٍ، تبرز عظمة المرأة السورية في زمن الحرب.

بدأت ثريا مسيرة عملها من معاناة الناس، فنظرت إليهم ولمعاناتهم ومتطلباتهم، ودخلت بالتفاصيل وأعماق الأحزان والآلام.. كلفها الأمر جهوداً كبيرة وزمن طويل تجاوز الأربعة أشهر وقد سعت جاهدة لتكون ممثلة للمرأة وساعية لتحقيق أهدافها.

البدايات دائماً صعبة، وعن بداياتها تقول ثريا في حديثها لـ"أنابرس": في إحدى المرات بينما كنت إلى المجلس المحلي صادفت الوالي عمر المكلف بتسيير أمور المنطقة، اخبرته بما لديّ من أفكار أحملها في هذا المجال.. في الحقيقة المشروع لم يكن مقبولاً بسبب العادات والتقاليد وإنما مقبول من حيث الفكرة والنتائج المتوقعة.. استمرت محاولاتي أكثر من 15 يوماً.. نقاشات وزيارات، طبعاً كان معظم وجودي مع المعلمات من نفس الضيعة الموجودة أنا فيها، حاولت أن أجمعهم كلهم وخبرتهم أني أريد أن أبدأ مشروع تمكين المرأة من الناحية العلمية والثقافية والاقتصادية. 

"المشروع في بدايته أخذ منحى دورات تعليم للخياطة وللحلاقة النسائية (الكوافير) والأشغال اليدوية بالإضافة للغة التركية والإسعافات الأولية ومحو الأمية، لم يتجاوز حينها عدد المنتسبات 25 امرأة".

صعوبات

وتضيف ثريا أنها حاولت الوصول أكثر والاحتكاك بالناس عن طريق الآنسات وزيارة الأهالي في المنزل وإقناعهم بتقبل الفكرة والمشروع وإرسال بناتهم إلى المركز والمشاركة بالمشروع.. فعلاً الأمر أخذ جهداً ووقتاً وزيارات مكثفة ونقاشات وعملية إقناع للأهالي بتعليم بناتهم بمهن جديدة، يستطيعون من خلالها مساعدة الأهالي ويتحولون من عنصر عادي الى عنصر فعال معيل وترتكز عليه العائلة في كل وقت وخصوصاً في الشدائد.

تروي ثريا بداية طريقها عندما صادفت الوالي عمر في مجلس منطقة اخترين وتباحثت معه بمشروعها،  فتقول: أخبرته بقدرتي على مساعدة المرأة في ظل الظروف الصعبة ووجود أرامل ومطلقات وأحوال اجتماعية قاهرة، الفكرة لاقت قبول جيد بعد ذلك، ولكن كان الأمر قبل التطبيق يشبه المستحيل بخاصة على امرأة نازحة وتعيش في منطقة خارج بلدها بالكامل مع اختلاف العادات والتقاليد بين المنطقة الأصل التي كنت أعيش فيها، وبين المنطقة التي نزحت إليها.. تحديت الواقع وتجاوزته بقوة وأثبتت للعالم أن وجود المرأة وفعاليتها وخروجها ودخولها بقصد العمل وبهدف إيجابي أمر ليس بسيء.

تستطرد ثريا: بدأ مشروعي "دار إبداع المرأة" في تركمان بارح، وكان أول مشروع نسائي في ريف حلب الشمالي والشرقي وأخذ صدى كبيراً جداً، بدأ من 25 طالبة ووصل إلى 610 طالبة.. دامت الدورة الواحدة ستة أشهر متتاليات وكان الدوام يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساءً بشكل دورات متتالية، وكل كورس ساعة ونصف ينتهي ليأتي بنات آخرين.. تركمان بارح أصبحت مركزاً لكل الضيع المحيطة بها فكان الإقبال أكثر من المتوقع، فبدأت المنظمات فيما بعد بشكل عام بعد نجاح المشروع بإقامة دورات وفعاليات تمكين المرأة.

معهد تعليمي شعبي

"أما أنا كثريا بدأت بتأسيس معهد للمرأة للتعليم الشعبي في بزاعه، وكان أول معهد يرخص على مستوى المنطقة بالكامل، وكان مشروعاً ناجحاً جداً، وتم استهداف 600 امرأة وأيضاً أسست معهد التعليم الشعبي في أخترين وثم مشروع طموح إمرأة في الزيادية.. ومشروع أريد حقي، في دابق، و لست وحدي في الباب.. ثم انطلقت لكل أم طبيبة نظراً لبعد النقاط الطبية في المنطقة من مبدأ جعل الأمهات يتعلمن الإسعافات الأولية للنساء والبنات اليافعات، دفعت كثيراً من تعب وخسرت كثيرا من صحتي بسبب المعاناة التي لاقيتها بصفة شخصية".

وتقول: "عانيت كثيراً حتى وصلت لهذه المرحلة.. عامان متتالان من العمل الشاق والجلسات الاستشارية والدورات.. كان آخر إنتاج لي هو تجمع مدني باسم (صحابة وطن) وهو أكبر المشاريع الخاصة بي، وهو المشروع الأم جامع لكل المناطق، من مبدأ وجودنا في مناطق النزوح والتهجير وحاجتنا لأم تحتضننا بعدما وقع علينا كشعب سوري من معاناة وألم.. الفكرة هي التي ستجمع كل الريف الشمالي والشرقي من خلال المرأة، فكل منطقة فيها مجلس  محلي  مختلف له قوانينه وطرقه في العمل إلا (صحابة وطن) فهي في كل المجالس المحلية موجودة توحد قضية المرأة وتدعمها وتقويها وتعني للمرأة التغيير الجذري من خلال الدورات والدعم النفسي التي قدمتها ومن دون داعم من خلال نساء متطوعات واجتهاد من الفريق العامل ودعم من المجالس المحلية العاملة".

 

 

 

 

 

 

 

 




كلمات مفتاحية

معرض الصور