المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

«اصنعي لمستقبلك ذكريات خالية من الندم».. رسالة ابتسام شاكوش للمرأة السورية

 
   
08:44

http://anapress.net/a/244817340212341
1692
مشاهدة


«اصنعي لمستقبلك ذكريات خالية من الندم».. رسالة ابتسام شاكوش للمرأة السورية
ابتسام شاكوش- أرشيفية

حجم الخط:

"لا تستسلمي للحزن.. اتركي بصمتك الإيجابية.. اصنعي لمستقبلك ذكريات خالية من الندم" رسالة توجهها الأديبة السورية ابتسام شاكوش للمرأة السورية في يوم المرأة العالمي، عبر "أنا برس".

تقول شاكوش: "بعد طول قمع وكبت وظلم وصبر، قامت الثورة، واشتركت فيها النساء منذ لحظاتها الأولى متمثلة بأمهات أطفال درعا, وبعدها, شاركت النساء في المظاهرات, ووقف تساند المشاركين وتقدم لهم وجبات الطعام السريعة من بيتها والماء، وحين تحولت الثورة إلى شكلها العسكري كانت المرأة السورية مثالاً للمرأة المدبرة الصابرة على غياب الزوج ومسؤولية الأطفال وتدبير أمور المعيشة".

"ما توقفت الثورة عند هذا الحد, بل بدأ مسلسل التهجير, عائلات كاملة, قرى ومدن أخليت من سكانها, وامتلأت المخيمات بالعائلات النازحة.. لم تتوقف النساء السوريات للبكاء ورثاء من فقدوا في القصف الهمجي، ومن غابوا داخل المعتقلات, بل بادرت بافتتاح مدارس داخل الخيام, في غياب لكل المواد القرطاسية، لا كتاب ولا قلم ولا دفتر ولا لوح للكتابة.. راحت تعلم الأطفال تلقيناً ومن ذاكرتها كانت في كل الظروف أقوى من مصيبتها". (اقرأ/ي أيضاً: مرح البقاعي تكتب لـ«أنا برس»: المرأة السورية «عبق الثورة»).

الا تستسلمي للحزن.. اتركي بصمتك الإيجابية
ق

وتروي شاكوش في معرض حديثها مع "أنا برس" بمناسبة يوم المرأة العالمي، مواقف خاصة تُبرز جانباً من معاناة المرأة السورية في زمن الحرب، وتقول: "أنا عشت في مخيم اللاجئين أربع سنوات, وعاينت المآسي وشظف العيش عن قرب, بل شاركت فيه, ولكن أقسى مشهد رأته عيني, عجوز ربما قاربت سنواتها الثمانين مصابة بمرض السكر استشهد اثنان من أبنائها, وكتم أهل المخيم عنها الخبر, وهي ما تفتأ تتساءل لماذا لا يتصل بها ابنها ولا يسأل عنها.. تسأل ولا من مجيب".

وتتابع: "هذه العجوز رأيتها في صباح يوم ماطر, في طريقها إلى الحمامات العامة, وكلنا يعرف معاناة مرضى السكر مع كثرة التبول, في خطوة علق حذاؤها بالطين في الخطوة التالية سقط عكازها من يدها  في الخطوة الثالثة سقطت منكبة بوجهها على الأرض الموحلة, فتبولت في ثيابها, وراحت تبكي بأعلى صوتها, مثلما يبكي طفل عرف أنه يستحق العقوبة, مفرغة كل آلامها في ذلك البكاء". (اقرأ/ي أيضاً: سوريّة مسنة تشارك في تظاهرات حلب رغم إعاقتها (صورة)).

وتوجه شاكوش رسالة للمرأة السورية تقول فيها: "أيتها المرأة السورية, لا تستسلمي للحزن, لا تستسلمي للكآبة, لا تبحثي عن الترف إن كنت غنية, اعملي كل ما في وسعك, اتركي بصمتك الإيجابية في هذه الثورة, الحياة ستمضي بحلوها ومرها, اصنعي لأولادك من المواقف ما يفخرون به, اصنعي لمستقبلك ذكريات خالية من الندم". (اقرأ/ي أيضاً: وردات تقاوم الانطفاء والذبول في ظروف "لا ترحم".. عن المطلقات والأرامل).

 

إضاءة:

"ليست كمن ألِفتُ من الشخصيات الثورية المتكررة، إنها امرأة نموذج، تستحق أن يتوقف المرء أمامها مليا، يدرس شخصيتها، ويغوص في حنايا النفس التي تحملها، والمواقف التي تصدر عنها. تعرفت إليها من خلال اتحاد كتاب سوريا الأحرار، جريئة واضحة حرة أبية، لها مواقف الرجال، وإنسانية النساء، تحمل أنفة ترفض التبعية العمياء، وتأبى الانسياق غير المدروس، عاشت الثورة السورية بنفسها وحسها وعاطفتها وكلماتها وحروفها، وفي كل قصة من قصصها. لم تتكسب من اسمها وشهرتها- وقد كان ذلك قريب المنال- رغم حاجتها وضائقتها، فآثرت – كعادة الأدباء والشعراء- أن تلجأ إلى المخيمات؛ لتكون قريبة من الناس البسطاء المكلومين، والمجروحين والمسكونين بالألم والحزن والمآسي".

عبد السميع الأحمد رئيس اتحاد كتاب سوريا الأحرار عن الروائية والقاصة السورية ابتسام شاكوش. 




كلمات مفتاحية