المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في اليوم العالمي للمرأة.. هكذا روت كاتبات سوريات المأساة على طريقتهن الخاصة

 
   
13:00

http://anapress.net/a/233209228681314
1904
مشاهدة


في اليوم العالمي للمرأة.. هكذا روت كاتبات سوريات المأساة على طريقتهن الخاصة
روائيات سوريات يعبرن عن الأزمة- تعبيرية

حجم الخط:

كثيرًا ما جوبهت الأعمال الروائية النسائية بالانعزالية والانحصار في الهم الذاتي في ظل مجتمعات ذكورية تضع المرأة في المرتبة الثانية المفعول بها على الدوام، والفاقدة للفاعلية والتأثير، أو العاجزة عن أن تحمل العالم فوق كتفيها، لأن هناك دومًا ذلك الرجل، الذي وكِل إليه مهام العالم في مقابل الأنثى القابعة في شرنقتها الخاصة وغير القادرة على اختراقها في ظل منظومة مهيمنة.

بنظرة بانورمية على مُجمل ما أنتجته الأقلام السورية النسائية بعد الثورة في مارس/ آذار 2011، نجد أن الراويات السوريات استطعن بجدارة أن يُحطمن جدار التوقع الذي بات لصيقًا بكل ما تكتبه المرأة، وأن يعبرن بجرأة وعمق عن تلك المأساة المستمرة على الأراضي السورية منذ ثمانية أعوام، والتي لم يكن من الممكن غض الطرف عنها لصالح الانغماس في إشكاليات ذاتية بعدما عصفت تلك المأساة باستقرار السوريين بل بحياتهم.

تُقدّم آخر الأعمال الصادرة للراويات السوريات دليلًا على ذلك، فقد صدر العديد من الأعمال الروائية السورية التي اتخذت من المأساة السورية موضوعًا لها بثيمات متنوعة ومُتشعبة وبانطلاقات وبنيات مختلفة، بل أن كثيرًا من هذه الأعمال نجح في أن ينال الاهتمام النقدي والجماهيري به، نظرًا لقدرته على الغوص في عمق المأساة دون أن يفقد العمل الروائي تماسكه واتزانه وحيويته. (اقرأ/ي أيضاً: النقد ينتصر لهيمنة الرواية ويتخلى عن الشعر).

أعياد الشتاء

في رواية "أعياد الشتاء" للسورية نغم حيدر، تتعرض الكاتبة لمشكلات وآلام ومآلات اللجوء السوري، من خلال قصة فتاتين تعانيان من آلام وصقيع الوحدة في ظل هذا الوضع. جاء في تقديم الرواية: "ثمّة جانب إيجابي واحد للرحيل. الانسلاخ قد يكون مجدياً، رغم الندوب المعشّشة في الروح. ففي الرحيل نصبح آخرين. نرتدي جلد من كنّا نحلم أن نكونه، أو من يوفّر علينا الأسئلة الموجعة عمّن كنّاه هناك. شهيناز وصلت إلى بلد اللجوء. تاهت في شوارعه الباردة وعانقتها. أحبّت غزلان أعياده وأضواء بهجته. ونسجت علاقة حميمة مبنيّة على كذبة مع راوية.

راوية لا تألف الشوارع. تسكن جسدها بصمت وخفر، كما تسكن أرضاً بكراً. بين الفتاتين عوالم شاسعة، كثيرٌ من المسكوت عنه، سنواتٌ من الخبرة الحياتية، وخمسة سنتمتراتٍ فقط بين سريرين في غرفةٍ واحدة خُصّصت لاستقبالهما. لكنّهما تتّفقان على حبّ التبولة. وهذا يكفي في صقيع الغربة. وفي الرحيل، نظلّ نحن أيضاً. نبحث عن الجلّاد رغم الحياة الجديدة التي مُنحَت لنا. فقد اعتدنا ألّا نذوق طعم العيش سوى بالألم. شيءٌ في داخلنا يحتاج إلى الحفر الموجع لنتنفس. هي العادة؟ هو مرض موروث من البلاد التي عشنا فيها مكَمّمي الأفواه في أمان وظلّ المارد الجبّار؟ أم هو الحبّ بكلّ بساطة؟ ربّما هو كلّ هذا، والرهان هو إعادة تدويره تحت سماءٍ جديدة".

صيف مع العدو

 تروي السورية شهلا العجيلي في روايتها "صيف مع العدو"، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة لجائزة البوكر العربية لعام 2019، حكاية ثلاث نساء، نعرف من خلالها تاريخ مائة عام في المنطقة العربيّة وما حولها. (اقرأ/ي أيضاً: 6 روايات سورية عن أجواء الحرب واللجوء في 2018).

جاء في تقديم الرواية: "كلما سافر يأتي لي بالسردين المخلل، فنلف السمكة الصغيرة بخبزة، ونضع معها كبيس الفلفل، ونجلس على رصيف من الأرصفة لنستمتع بمذاقها الحارق الذي يخرج من الأنف. ضحكت كارمن وقالت: قد تنسى المرأة رجلاً أطعمها العسل، لكنها ستتذكر دائماً ذلك الذي علّمها أكل السردين المخلل!

قامت لتنام، وعدنا أنا وعبّود بحكاياتنا إلى الرقّة، ورحت بين ضحك وبكاء، فكان يأخذني بين ذراعيه ويهدهدني. يمسح دمعاتي ويشبك كفيّ بكفّيه الصافيتين، ويقبّل مراراً أصابعي واحداً واحداً، ويمسّد شعري بحنوّ كأنني رضيعة. منحني العزاء بأمّي، وأنساني ما ارتكبناه بحق جدتي. لقد كان عبود الكائن البشري الوحيد الذي أسكن روحي الجنة". 

تل الورد

في رواية "تل الورد" للروائية السورية أسماء معيكل، والتي  صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر،  حديثٌ عن الحرب وأجواءه بشكل غير تقريري، فتل الورد في الرواية مكان ليس له وجود على أرض الواقع ولكنه يحيل إلى سوريا بشكل ما، إذ تحضر أجواء الاستبداد والإرهاب والنزاعات الطائفية.

جاء في تقديم الرواية: "استيقظت باهرة قبل شروق الشمس، وارتدت ثوبها الأزرق الفاتح، ثم وضعت شالاً ناصع البياض فوق رأسها، فبدت مثل أيقونة السيدة العذراء تشع جمالاً وقدسية. حملت سلتها وذهبت إلى البستان لقطف بعض الثمار؛ فجأة داهمها أحد من الخلف، وقيدها بقوة مارد فلم تعد تقوى على الحراك، ثم حملها ومضى بها. خيل إليها أنه كان يسير باتجاه المقبرة".

صُراح

عن دار  سرد صدرت رواية "صُراح" للروائية السورية منهل السراج التي تتعرض لأجواء الحرب السورية والشتات، وجاء في تصدير الرواية: "صراح مهاجرة في السويد، منذ بدء الحرب في بلدها تعذّرت الكتابة لديها، تسعى للقبض على المفتاح لحرية التعبير، لكن الأقفال تواجهها، تعمل مع طفل متوحد، والده جبران يعمل في مكتبةـ ويحارب التمييز، لكنه ما زال يجد نفسه في أقبية معتمة. في هذه الرواية تقص علينا منهل السراج بأسلوب مختلف في السرد والكتابة، حكاية مهاجرين سوريين في السوبد، وظروفهم، وتشتت علاقاتهم، وتنثر بهدوء تاملات في الوجود والحياة والثقة والحب والسلام". (اقرأ/ي أيضاً: شمس الإبداع السوري "لا تغيب".. سوريون يحصدون جوائز مرموقة في 2018).

لا ماء يرويها

"لا ماء يرويها" هو عنوان الرواية الفائزة بجائزة أفضل رواية في فئة "الروايات العربية المنشورة"، للروائية السورية نجاة حسين عبد الصمد، ومن أجواء الرواية: "أشتهي أن يلفحني بردُ الشتاء، أو تُبقّع وجهي شمسُ الصيف. صيفان مرّا، وشتاءان، ولم أغادر غرفتي. أخال عشباً ينمو بمشقّةٍ خلف قضبان الحديد، أشمّ رائحته، عطشَه، أمدّ يديّ خارج القضبان، أنكشُ التربة، أعيد زرع الحبق والقرنفل، أسقي شتلاتي، أُناغيها وأُطلِق عبر ضوعها سبعين مرسالاً إلى جهات الأرض الست.  سنتان، ولم يعد من مراسيلي أحد. سنتان وأنا أتعلّم كيف أبدأ حياةً واعية، أن ألحق في منتصف العمر ما ضاع في أوّله.. أشتهي تمشايةً في المدينة القديمة لأعاتب أحجارها، لأحمي ذاكرتها من الهرم أو الخربطة، لأشدّها من أذنها كي لا تشي بالبنات الهاربات إلى العشق، ولا تتستّر على الصبيان الهاربين من المدارس. أشتاق لأخبار الناس، أشتاق حتى لنمائمهم. أنفض رأسي وأتمشى في غرفتي حتى التعب، أو أُعيد ترتيب أحجار الشطرنج فوق الطاولة".

موضوعات ذات صلة:

 «اصنعي لمستقبلك ذكريات خالية من الندم».. رسالة ابتسام شاكوش للمرأة السورية

 ثريا نموذج ملهم.. تَحدت العادات والتقاليد وأسهمت في تعليم وتدريب مئات الإناث

 مشاهد من عظمة المرأة السورية.. "عفاف" واجهت ظروفاً استثنائية ونجحت في التحدي 

مرح البقاعي تكتب لـ«أنا برس»: المرأة السورية «عبق الثورة»




كلمات مفتاحية