المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

صحفية سورية في زمن الصراع: صحافة الحرب رفعت عتبة الألم لدي.. وتآلفت مع الأوجاع

 
   
13:30

http://anapress.net/a/724666902792153
984
مشاهدة


صحفية سورية في زمن الصراع: صحافة الحرب رفعت عتبة الألم لدي.. وتآلفت مع الأوجاع
السعيد- أرشيفية

حجم الخط:

"أن تمتهن الصحافة سواء في السلم أو الحرب يعني أن تتصادق مع المتاعب، وتتعايش معها كجزء من يومك"، هذا ما قالته به الصحفية والإعلامية كريمة السعيد لدى حوارها مع "أنا برس" على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة. وأوضحت كريمة أن الإعلام الثوري يفتقر التقنية والدقة الإخبارية "وهي لو أتقنت لجعلت الرأي العالمي أكثر مناصرة للثورة السورية".

ورداً على سؤال حول الفروقات بين العمل في مؤسسات النظام، والمناطق المحررة في مجال الإعلام والصحافة، قالت: العمل في مناطق النظام، محكوم بآليات وأدوار محددة فلا يمكنك أن تصادف مشتغلاً بالإعلام لا يحمل شهادة إعلام أو شهادة جامعية كحد أدنى بمعنى هي مهنة كأي مهنة أخرى له معاييرها ومؤهلاتها، أما في المناطق المحررة فالإعلام فيها أقرب ما تكون مهنة الجميع بالمعنى الحرفي لا المجازي.

وتابعت: "ثمة من يعمل في نقل الأحداث من الهواة غير المحترفين، وأرجو هنا ألا يفهم من كلامي التعصب لخريجي الإعلام أو الجامعيين، إنما هو اعتراض على من لا يمتلكون أية مؤهلات وحتى غير مستعدين لتطوير مهاراتهم أو العمل على رفع سويتهم المهنية..  نفتقر التقنية والدقة الإخبارية في الإعلام الثوري وهي لو أتقنت لجعلت الرأي العالمي أكثر مناصرة للثورة السورية وكلنا نذكر قصة الطفل عمران والأثر الذي أحدثته لعل هذا الفرق الأبرز برأيي وإذا أردنا التحدث عن سقف الحرية فهو بلا شك غير قابل للمقارنة لصالح مناطق الثوار".

وحول ما إن كان عمل المرأة في الإعلام والصحافة في سوريا بعد الثورة ارتبط بالصورة الذهنية للمرأة؟ أفادت بأن "هناك ارتباط بين الصورة الذهنية للمرأة كشكل من أشكال الدعاية في الإعلام بمعنى مؤسسات إعلام النظام تركز على المرأة كشكل وسلعة مع الأسف في كثير من المواقع ولم نكن نشاهد إعلامية مذيعة محجبة على الشاشات السورية، حتى بداية الثورة وهو حضور خجول وغير منصف نسبة لتركيبة الجمهور السوري المشاهد أما في عصر الثورة السورية كسرت المحجبة هذا الاحتكار وأتيح لها الظهور في الشاشات السورية المعارضة وكذلك في الميدان وهو بصراحة انجاز كبير لصالح المرأة في الثورة".

واستطردت الإعلامية السورية: الإعلامية في المناطق المحررة أعطيت حضور ومساحة لم تكن لتتاح لها في إعلام النظام، ولكن لا يمكن اعتبار عملها ووجودها، مساويا لوجود الإعلامي الرجل بأي حال وهو ما عانيت منه شخصيا لم يكن مسموحا لي الاقتراب من ساحة الحرب، وهو خوف مبرر وأشكر زملائي حينها حرصهم علي ولكن من وجهة نظري لا فرق بين ساحة المعركة ومنزلي الذي كان تماما على خط الجبهة في حي الراشدين في حلب

وتابعت: "عن نفسي عندما حصلت على علامات في الشهادة الثانوية الفرع الأدبي تؤهلني لأي فرع أختاره، نصحني جميع من هم في محيطي للمسارعة في تسجيل معلم صف وكان أشبه بموضة في تلك الأيام لكونه الفرع الوحيد الملتزم الذي يحصل الخريج فيه على فرصة وظيفية بعد التخرج، ولكونه الأقرب للمرأة كما يعتقد غالبية المجتمع".

 أن تمتهن الصحافة سواء في السلم أو الحرب يعني أن تتصادق مع المتاعب، وتتعايش معها كجزء من يومك
  كريمة السعيد

وواصلت حديثها قائلة: أما أنا استفزني جدا هذه الاستماتة نحو الوظيفة، كان يكفيني موافقة والدي رحمه الله لأدرس في جامعة دمشق فرع الإعلام رغم أنه تطلب مني السفر، وكنت سعيدة جدا باختياري هذا وبالفعل وجدت عملا فور التخرج في سيريا نيوز وعكس السير ولاحقا صحيفة الخبر حتى أني توظفت لمدة عام في المكتب الإعلامي في القصر البلدي بحلب قبل الانشقاق والالتحاق بالثورة.. وحاليا أعمل بمنصة جديدة تابعة لقناة الجزيرة متخصصة بإنتاج الأفلام الوثائقية. 

كان صعبا تقبل فكرة إعلامية في الشمال بداية لكن ليس للدرجة التي أجد نفسي فيها مقيدة، كان يكفي أن ألتزم بلباس يقبله مجتمعي وأكون ناطقة بما يحسه ويكابده الأهل في الداخل المحرر.

ورداً على سؤال ماذا غيرت فيك تجربة صحافة الحرب؟ أجابت: أن تمتهن الصحافة سواء في السلم أو الحرب يعني أن تتصادق مع المتاعب، وتتعايش معها كجزء من يومك، ولكنها في السلم ذو خيارات أوسع أما في الحرب كصحفي تميل بشكل لا شعوري لجعل نفسك محدودا في ترهات الحرب كأخبار المجازر والقصف والتغيرات الميدانية على الأرض.

وقالت: ويبدو البحث عن القصة الاجتماعية مهمة صعبة لجهة وجود أشخاص يقبلون التعاون معك والظهور في تقريرك أو يتحفظون فضلا عن خصوصة التعامل مع الناجين وهو ما لا يتقنه كثيرون اليوم، باختصار تجربة الحرب رفعت عتبة الألم لدي ما عاد التأثر سريعاً ولا الانبهار سهلا أعتقد هذا ما فعلته الحرب بجميع السوريين لقد تآلفنا مع الأوجاع والأحزان لدرجة محزنة. (اقرأ/ي أيضاً: تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحافيات سوريات يروين معاناتهن في زمن الحرب).

واختتمت حديثها بتقديم نصيحة للإعلاميات والصحفيات قائلة: مهنيتك طوق نجاتك في كل مكان وزمان وفي ساحة الحرب تكون الحاجة أقوى للالتزام بمعايير المهنة والسلامة الصحفية، ونصيحة أن يكون لديك شريك متفهم لأن طريقك صعب ومهنتك ذو خصوصة عالية لن تستطيعي العمل دون الرجل في المناطق المحررة إن كان الأخ أو الأب أو الزوج وحتى لو استطعت فستكونين في خطر بمفردك.. والمطلوب مزيد من الثقة بمهنية المرأة، وهي كإعلامية وصحفية أشد حاجة لهذه الثقة من أي مهنة أخرى.

إضاءة

كريمة السعيد، صحفية سورية تخرجت من قسم الإعلام جامعة دمشق في العام 2010 ، بدأت العمل كمحررة في موقعي عكس السير و سيريا نيوز ثم مراسلة لصحيفة الخبر الاقتصادية التي أغلقت مع بداية الأحداث في سوريا لتنتقل إلى المكتب الإعلامي لمحافظة حلب ثم المكتب الإعلامي لمجلس مدينة حلب. وبعد بدء الأحداث في حلب صيف 2012 انتقلت للأراضي المحررة بعد الملاحقة الامنية بتهمة تسريب الأخبار للمعارضة. بعد ذلك بدأت العمل كمراسلة لتلفزيون أورينت في الشمال السوري لتكون بذلك أول صحفية سورية  عاملة في الشمال السوري تعرضت للإصابة وبعدها انتقلت إلى تركيا وتعمل حاليا كصحفية مستقلة.