http://anapress.net/a/289213150513641
يرتدي أحمد (صاحب الـ 16 عاماً) ملابسه ويخرج من بيته كل صباح، والوجهة ليست إلى المدرسة بل إلى العمل.. هي رحلة "الأب الصغير" لكسب قوت يومه لإطعام إخوته.
"اسمي أحمد هرشو، عمري 16 سنة.. مهجر من حلب، صلاح الدين.. باركين بريف حلب الغربي.. والدي استشهد بقصف حلب من النظام، وأمي معتقلها النظام بتهمة الإرهاب.. نحنا أربع إخوة، عندي واحدة أصغر مني عمرها 15 سنة وعندي أخت من عمر الثورة عمرها ثماني سنوات، وعندي أخ عمره 10 سنين اسمه عبدو"، يقول أحمد لـ "أنا برس".
عمل أحمد لا يخلو من الخطورة والتعب، لكنه غير آبه لذلك في سبيل تأمين الطعام لإخوته. ويقول: "أنا بطلع بشتغل على المكبات، أحياناً يجيني حفر جور، بشتغل.. يجيني عتال بروح بشتغل.. يجيني حيلا شغلة بروح بشتغلها.. بس شيء أطعمهم وأقدملهن (لإخوته)". ويقول أحمد إن إخوته خارج نطاق التعليم "لا بيعرفوا لا المدرسة ولا شكل المدرسة".
قسوة الفقر والقهر يتحملها أحمد على رغم حالته المرضية وحاجته للعلاج، فهو مريض بمرض السكري ولا يجد علاجاً. وعن ذلك الأمر يقول في معرض حديثه مع "أنا برس": "الحمدلله مع كل هذا.. أنا مريض بالسكري، لا معي أعالجه ولا باستطاعتي أعالج نفسي، وحتى هون ما في حدا يعالجني".
لا يوجد معيل لأحمد وإخوته، يعيشون في منزل لا أبواب فيه ولا نوافذ، وكل ما هنالك أكياس من النايلون؛ لدرء البرد عنهم، "لا في شي نتدفى به، لا في باب ولا في شباك، ما في حتى صوبا نتدفى عليها".
لا يطلب أحمد شيئاً من الحياة إلا أن تخرج امه من المعتقل، وأن تهدأ الحرب ويعود كل شخص على بلده، ويتمكن هو من العودة إلى الدراسة من جديدة.
حالة أحمد هي واحدة من الحالات الإنسانية الصعبة المغلفة بالمعاناة الشديدة التي خلفتها الحرب في سوريا التي طوت عامها الثامن قبيل أيام قليلة. ويذكر أنه في العام 2017 قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بنحو مليون طفل سوري. وتعد سوريا –بحسب تقارير المنظمة ذاتها- أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال. (اقرأ/ي أيضاً: بالأرقام.. 2018 الأكثر دموية لأطفال سوريا).