http://anapress.net/a/145110952982450
انتقلت من مكان لآخر اعتقدت حينها بأنني وجدت الاستقرار والراحة الأبدية، لم أكن أعلم أن أمامي رحلات أسطورية لو أدركها التاريخ لسجلها وكتبتها أقلام المؤرخين العرب والغرب".
سعاد حلاق عمرها لم يتجاوز 25 عامًا، كانت تعيش في الغوطة الشرقية، وانتقلت بعدها إلى القلمون الشرقي، لتجد نفسها في الشمال السوري دون مستقبل ولا أحلام، حمل لها الطريق أوجاعًا كانت -حسب قولها- قادرة على التصدي والوقوف بوجه كل المصاعب التي لا يمكن لفتاة أخرى تحملها.
تقول سعاد لـ "أنا برس": خرجت وعائلتي من الغوطة الشرقية عبر أنفاق برزة (أنفاق التهريب أو معابر التهريب) إلى مدينة برزة، ومنها لدمشق وبعدها إلى القلمون الشرقي حيث كان هناك أخي الأصغر سنًا والذي لا يستطيع الدخول لدمشق؛ خوفا من اقتياده إلى الخدمة العسكرية وزجه في المعارك في جبهات القتال.
"اخترنا البقاء في القلمون، وما إن بدأت في العام 2015 البحث عن مجال للدراسة وتأمين نفسي من جديد وعائلتي بدأت بتأسيس أعمال ربحية لتأمين مستقبلنا ضمن حياة كريمه ترضينا، حاول والدي العمل بتجارة الألبسة ووضع كل ما يملك ضمن محل تجاري لبيع الألبسة ريثما نستطيع تأمين أعمال بديلة أفضل.. للأسف طبعاً الكثير من الأحداث دارت في المنطقة من مشاكل وقصف ونزوح خفيف داخلي فيما استطعنا أن نتجاوز بعض ذلك بصبرنا وباختيارنا الأفضل بشكل دائم".
تقول سعاد عن تلك الفترة إن حلمها في الدراسة كان قد توقف ولم يتم هدمه بشكل كامل؛ لأن إرادتها أقوى من أن تخسر أحلامها كأي فتاة في العالم تحلم بحياة كريمة وتحب الاستقرار، تقول أيضًا إنها من صغرها تحب اللغة الإنكليزية وتعلمها، ودخلت دورات تعلم اللغة الإنكليزية في العام 2017 محاولة الالتزام وتحصيل أكبر قدر من المعلومات، وفعلا وصلت لمرحلة جيدة من المستوى المتقدم وحصلت على وعود بأنها ستمتلك في العام 2018 بعد الانتهاء من المستويات المتقدمة على شهادة مصدقة تمنحها القدرة على العمل في العديد من المؤسسات.
بعينين دامعتان تقول "إنني لم أصدق أننا تعرضنا لأحداث كانت تقف بشكل دائم أمام قدرتنا على الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي، خسر والدي أولا في إحدى المرات في التجارة وتلاها التصعيد الكبير على المنطقة من قبل النظام السوري والحصار الشديد عدا عن قتال الفصائل وخلافاتهم والمحاولات المتكررة لهجوم تنظيم داعش على المنطقة".
"الطامة الكبرى والتي حالت بيني وبين طموحي وأحلامي التهجير القسري الذي كان بحقنا من إلى الشمال السوري، لم نعد نمتلك أي شيء من مقومات الحياة.. خرجنا بلباسنا وبعض الاحتياجات الخاصة، الان هو المجال للبحث عن حياة جديدة مستقر جديد وطريق يحمل الأمل".
وتختتم حديثها قائلة: "كفتاة ربما لم أتعرض كغيري للصعوبات لكني أحببت أن أشارك قصتي المتواضعة -في منظور البعض- واختمها بأن أحلامي لا تزال أمامي وسابقى خلفها حتى استطيع الوصول لمبتغاي وتحقيق الحياة الجميلة التي ترغب بها اي فتاة".
طالع/ي المزيد من القصص عن المرأة السورية:
معاناة فتاة سورية بين دمشق واسطنبول
حلم امرأة كتبه الظلام.. فقدت عينها لكنها لم تفقد الأمل