انسحاب حزب الله.. هل هو مناورة؟

أعلن حسن نصر الله، أمين عام ميليشيا "حزب الله" اللبناني، أن حزب الله سيفكك جميع مواقعه العسكرية من الجهة اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، وتأتي تصريحات نصر الله كما يراها مراقبون خطوة مفاجئة.

حاول نصر الله تبرير تلك الخطوة بأن منطقة الحدود الشرقية مع سوريا من الجهة اللبنانية أصبحت آمنة بدرجة كبيرة، وباتت الآن مسؤولية الدولة حيث لا داعي لوجود الحزب هناك.. فهل هناك ضغوطات روسية لتقليص وجود حزب الله في سوريا؟ أم أنها مناورة والتفاف من قبل الحزب للخشية من أي ضربة أمريكية قادمة عاجلاً أو آجلاً؟؟

يقول رئيس أركان القوى العسكرية والثورية ووزير الدفاع السابق في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس لـ "أنا برس": حزب الله شريك نظام الأسد الكيماوي في قتل السوريين، وما أشيع عن انسحابات لمرتزقة الحزب من بعض المناطق الحدودية -إن صحت -ما هي إلا مناورات خبيثة ومفضوحة لذر الرماد في العيون وتضليل الرأي العام العالمي والسوري واللبناني.

ويوضح إدريس أن حزب الله اداة ايرانية معروفة وكما نعلم الأمريكان سلموا العراق للإيرانيين. نتمنى أن تتخذ إدارة ترامب خطوات عملية لإخراج إيران من سوريا إن كانت صادقة، ولكن حتى الآن يصح المثل (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا)

ويرى أن حزب الله كالنظام السوري وإيران فهم يكذبون ويكذبون في كل شيء ويؤكد إدريس أنه لا يثق بانسحاباتهم فكل ذلك تضليل محض لا ينطبق مع واقع الحال على الأرض، فمجرمو حزب الله موجودون على جميع الجبهات يمعنون في اجرامهم يدا بيد مع اسيادهم المجوس الصفويون وبقايا قوات الأسد.

ويشدد  أنه المطلوب من مجلس الأمن أن يصدر قرارا بمغادرة كافة المقاتلين الأجانب للأراضي السورية، وعلى الرئيس اللبناني تحمل مسؤولياته في منع دخول مقاتلين جدد من حزب الشيطان الى سوريا وإلا فهو شريك في الجريمة إن كان يعتبر نفسه رئيسا لبلد مستقل له سيادة.

وحول التهديدات الأمريكية لإيران وحزب الله يقول إدريس "حتى الآن لا توجد ضغوط حقيقية من قبل الأمريكان على إيران، ولو أراد الأمريكان الضغط فعلا فستجد أن إيران ستنسحب فورًا من سوريا. كل ما يجري هو تبادل أدوار والهدف واحد وهو تدمير بلادنا وتقسيمها وتفتيتها".

وبدوره يقول المحلل السياسي أحمد الرمح لـ "أنا برس": بالنسبة لهذا الانسحاب هو نوع من أنواع التكتيك والمناورة المعهودة لدى حزب الله، فالرؤية الأمريكية واستراتيجيتها حول الوضع السوري سيكون في العشرين من هذا الشهر.

ويؤكد الرمح بأنه رجحت معلومات أن إدارة ترمب سيكون عملها موجهاً تحديداً في فترتها الأولى لإنهاء ولاية الفقيه بمعنى إنهاء التمدد الإيراني نهائياً في المنطقة وهذا يعني إنهاء كل أذرعها في المنطقة ومنها حزب الله اللبناني في سوريا والحوثيين في اليمن، لذلك وصلت الرسالة لحزب الله واتخذ هذا القرار

ويتابع: أعتقد أن قرار الانسحاب من قبل حزب الله سيكون التفافياً وتسليم هذه المناطق للجيش اللبناني، فالانسحاب هو التفاف على ضربة أمريكية ستوجه عاجلاً أم آجلا لحزب الله، إن لم تنصاع إيران للضغوط الأمريكية لتعديل الاتفاقية النووية أو ربما سيكون هناك حدث مفاجئ

عموما الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت وخاصة بعد فشل زيارة لافروف إلى واشنطن وعدم استطاعته بإقناع الأمريكيين بالسياسة الروسية في سوريا، أضف إلى ذلك اصدار واعلان واشنطن استراتيجيتها في العشرين من الشهر الحالي.