http://anapress.net/a/144863455007471
يبدو أن التصعيد الأخير من قبل النظام السوري في درعا واعتماده على سياسية البراميل المتفجرة، بعد توقفه عن استخدامها قرابة عام في منطقة الجنوب، هو مؤشر على أن هناك نية للسيطرة الكاملة على المنطقة ويتعدى حدود الضغط العسكري على المعارضة.
ووفق ما ذكر موقع (سي إن إن) الأمريكي، فإن ترامب يسعى إلى عقد اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقامة منطقة عازلة في جنوب غرب سوريا، قبل أن تسيطر قوات الأسد على هذه المنطقة، والتي كانت تشهد وقف إطلاق نار، وتمتد على طول الحدود مع الأردن.
وبحسب الموقع، يسعى ترمب للحصول على ضمانة من موسكو بعدم تعرض قوات المعارضة المدعومة أمريكياً لمجازر، إذ إنه يرغب بمنحهم فرصة للخروج الآمن من المنطقة، بالمقابل، ستقوم روسيا بإقامة منطقة عازلة في جنوب غربي سوريا لضمان عدم وجود قوات إيرانية في المنطقة، وهو الأمر الذي يشكل جزءاً أساسياً من خطة ترمب للانسحاب من سوريا بأسرع وقت.
يقول رئيس مجلس سوريا الأحرار أسامة بشير: "يبدو أن التفاهمات الروسية الأميركية الإسرائيلية جعلت الأمريكان يتخلون عن فصائل الجنوب ليواجهوا وحدهم النظام وميليشياته والروس"، مشيرا إلى أن "التفاهمات هذه هي لصالح إسرائيل وتتعلق بالوجود الإيراني". (اقرأ أيضًا: تفاصيل رسالة واشنطن للمعارضة السورية).
ويوضح البشير، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أن هذه التفاهمات تقضي بإبعاد إيران وميليشياتها ستين كيلو متر عن الحدود الإسرائيلية، وهذا ما طلبته إسرائيل سابقا، هذا بالنسبة لإسرائيل. أما بالنسبة لأميركا كما يعتقد البشير، فهي "متفقة مع الروس لإنهاء الفصائل وكل الوجود المسلح للثوار ولن يتوقف الامر على درعا فإدلب هي القادم"، على حد تعبيره.
ضوء أخضر
وبدوره يقول المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حمادة الأسعد، إن النظام السوري ما كان له أن يتدخل في الجنوب السوري لولا الضوء الأخضر الأمريكي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الروسية هي التي أقنعت تل أبيب وواشنطن بسيطرة النظام على الجنوب السوري؛ لأن وجود النظام سيوفر الأمن في المنطقة، بحسب تعبيره.
ويعتبر الأسعد، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، مسألة "تراجع واشنطن إلى الوراء بخصوص الجنوب" بعد تحذيراتها للنظام عن أي عمل عسكري هناك، ونصحها للفصائل بعدم التصعيد، كل ذلك كان مؤشرًا على أن شيئًا ما تم الإعداد له في درعا، وأن تفاهم ما حصل بين روسيا وأمريكا للتخلص من فصائل المعارضة هناك. بحسب الأسعد.