http://anapress.net/a/116589653626371
مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، وأمام التطورات المتسارعة في منطقة الخليج وقدوم حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن وعدد من القطع العسكريةK والتصريحات الملتهبة بين المسؤولين في واشنطن وطهرانK دخل التصعيد الأمريكي الإيراني مرحلة جديدة وحساسة للغاية.
يتزايد التخوف من نشوب تحرش أو تصادم بين الجانبين، fخاصة مع وجود الكثير من الصقور في الإدارة الأمريكية الحالية التي تنادي بحرب ضد إيران "ما يخشى معه حدوث تصعيد وبالتالي الانزلاق إلى صراع مسلح".
حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من معركة كبرى على وشك الاندلاع في الخليج، مشيرة إلى إن شرارتها الأولى يمكن أن تندلع في العراق، وأنها ستكون أكثر تكلفة وعنفا من حربي الخليج الأولى والثانية. وفق ما ذكرت "سبوتنيك" الروسية.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية، إن أمريكا وإيران أصبحتا على حافة المواجهة في الخليج، مشيرة إلى وجود قوات موالية لإيران في سوريا والعراق، يمكن أن تنفذ هجمات استباقية ضد القوات الأمريكية في المنطقة.. مضيفة أنه "يمكن أن تجر تلك الهجمات الجيش الأمريكي إلى حرب شاملة مع إيران في الخليج.
وكان الولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت حاملة الطائرات " أبراهام لنكولن"، إلى الخليج لحماية مصالحها ومواجهة تهديد إيراني محتمل، في ذات الوقت الذي تقول فيه إيران إن جيشها في أهبة الاستعدادات.
تساؤلات
ومن ثم، تثار تساؤلات عديدة، حول تداعيات أي تصادم بين طهران وواشنطن على المنطقة، وعلى الملف السوري بشكل خاص. ومن هنا يقول الأمين العام لحزب التضامن الدكتور عماد الدين الخطيب لـ "أنا برس": تعلو التصريحات تارة وتخفت تارة أخرى حول طبيعة العلاقة والخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها وبين إيران من جهة أخرى.
ويشير الخطيب إلى أن دول الخليج ماتزال تعتقد بأن العداء الأمريكي لإيران هو محاباة لهم وتأييداً لمواقفهم؛ فالصراع الأمريكي الإيراني ليس حول التمدد والتغلغل في دول الشرق الأوسط؛ لأن في ذلك مصلحة للولايات المتحدة الامريكية؛ كي تمارس عملية الابتزاز لدول الخليج لحمايتهم من البعبع الإيراني.
وبحسب الخطيب، فإن جوهر الخلاف بين واشنطن وطهران هو حول الاتفاق النووي الموقع بين إيران ودول 5+1 في عهد الإدارة الامريكية السابقة برئاسة أوباما، والذي انسحب منه ترامب مطالبا بإعادة التفاوض حول كل ما اتفق عليه سابقا وذلك بالضغط على إيران من خلال العقوبات الاقتصادية والحصار النفطي.
وتابع: وقد بدأ تأثير ذلك يظهر على الوضع الداخلي الإيراني مع وضع الولايات المتحدة عدد من الشروط إلى جانب إعادة التفاوض تتمثل بتوقف إيران عن تمويل أذرعها العسكرية في المنطقة وتدخلها بشؤون بعض الدول العربية وزعزعة الاستقرار فيها كسوريا والعراق واليمن ولبنان.
وحول تأثير تداعيات التوتر القائم على الملف السوري، يوضح المعارض السوري أنه "يخطئ من يعتقد بأن التوتر في الخليج العربي بين دوله وإيران سيكون في مصلحة سوريا، فأقصى ما يمكن الاستفادة من خلال هذا الاختلاف ووقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب دول الخليج هو تعهد إيران وانسحاب عناصرها من اليمن؛ لأنه لا يمكن القضاء على ذراعها الحوثي في اليمن نهائيا، وبالتالي سيبقى الوضع في سوريا بعيدا عن تجاذبات دول الخليج وإيران". على حد تعبيره.
زوبعة في فنجان
ومن جهة أخرى، يرى الكاتب والمحلل السياسي، صلاح قيراطة، أن كل ما يحدث من تصعيد من قبل أمريكا صوب إيران لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان، فالأخيرة بالنسبة لأمريكيا والكيان الإسرائيلي بمثابة دجاجة تبيض ذهباً، ولم يحن بعد الأوان لإعادتها لحجمها الطبيعي.
كل ما تريده أمريكا، بحسب قيراطة، وما تستعرضه من قوۃ وإظهار سطوة وصولجان هو بغاية "فرض شروط جديدة لإخراج اتفاق نووي جديد يبقي إيران كيانا قويا بأسلحة تقليدية لتبقى صالحة للاستخدام كبعبع لإخافة أنظمة الخليج". (اقرأ/ي أيضاً: إيران.. رهانات "الكروت الأخيرة").
ويتابع: "كثير من العرب وممن طالهم أذی إيران يهللون ويرحبون بضربة أمريكية لإيران، متناسيين أن أمريكا سادت العالم؛ لأنها لا تتصرف بانفعال بل هي في كل ما قامت وتقوم به إنما يكون بناء على عميق من دراسات تتحقق من خلالها نتائج مضمونة لأي تصرف من تصرفاتها".
ويعتبر قيراطة أنه إن كان هناك عمل عسكري في المنطقة فهو لن يكون أمريكياً صرفاً كما ترون بعضا من تحضيراته الآن، فالعمل العسكري قادم قادم، لكن سيقوم به (الكيان الإسرائيلي) بدعم أمريكي وغربي تعد له (إسرائيل) منذ زمن، وغايته هو إخراج إيران من سوريا بعد أن أدت دورها على أتم وجه".
"لن تُضرب إيران في العمق كما فعل الأمريكيون في العراق.. فإيران حاجة ضرورية لتنفيذ السياسات (الصهيو- أمريكية) في المنطقة العربية.. ولكن سيتم توجيه ضربات لأذرع إيران في سوريا ولبنان وربما العراق أيضا"، وفق قيراطة.
ولإسقاط ما يحدث في الخليج من تصعيد وتوتر علی الملف السوري، يعتقد قيراطة بأن ما يحدث وما سينتج عنه، لا يعدو أن يكون مخاض صفقة، أو تحسينا لشروط المفاوضات التي تؤدي لمقايضات؛ فالأعمال العسكرية ليست إلا وسيلة سياسية للجلوس على طاولة المفاوضات.