كيف تهرب من مقدمات الاكتئاب؟

فيما يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض والأعراض النفسية المزعجة التي تصيب الفرد، فإنه يمكن التغلب على ذلك الاكتئاب منذ ظهور مقدماته عبر آليات عملية لكسر الروتين اليومي الطبيعي مثل المشاركة بالأنشطة التطوعية التي تعطي إحساسًا بالسعادة والرضا للمشارك فيها.

وفي هذا السياق، قال رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور هاشم بحري، إن هانك العديد من أنواع وأسباب الاكتئاب وكذلك العديد من وسبل العلاج أيضا، لافتًا إلى أن الاكتئاب له مراحل متطورة، ويجب الانتباه لها مع تطورها، لاسيما مع توافر المظاهر السلبية التي تعكس الاكتئاب.

وأضاف قائلًا: "إن أول مراحل الاكتئاب تكون صعوبة في التأقلم مع الواقع، ويبدأ خلالها الفرد في الانعزال عن من حوله وعدم ممارسة نشاطه الاجتماعي بالكثافة التي كان يقوم بها، إلى جانب تغير المزاج العام له، وذلك مع الاستمرار في الروتين اليومي من ذهاب للعمل وأداء الوظائف والمهام اليومية العادية مثل الطبخ والأكل والشرب وغيرها من المهام الروتينية".

وذلك لدى الكبار، أما الصغار فيظهر فيهم حالة من عدم الرغبة في تناول الطعام وعدم الضحك، مع العزلة والابتعاد عن الأصدقاء.

ووفق دراسة أجريت في جامعة بريستول في المملكة المتحدة فإن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من الاكتئاب خلال فترة الحمل يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في فترة المراهقة والبلوغ.

ولكن من الممكن أن يتطور هذا النوع ليصل إلى الاكتئاب المزمن ومعه تزداد نسبة العزلة أكثر حيث تنعدم العلاقات الاجتماعية، ويشعر الشخص بصعوبة في مواكبة الحياة أو تقبل الأشياء من حوله، وهو ما قد يدفع في بعض الأحيان إلى "الانتحار"، او اتخاذ قرارات عشوائية غير مخطط لها. وفق بحري.

وأوضح أستاذ الطب النفسي أن النوع الأول وهو مقدمات الاكتئاب، يتم ملاحظته سريعًا مع التغير الطارئ على الشخصية، ومن ثم على الفرد أن يوسع دائرة معارفه، ويحاول خوض تجارب جديدة وتغيير الروتين من حوله، فضلا عن المشاركة في أنشطة وعمليات تطوعية وخيرية، تساعد بدورها بشعوره أنه فرد فاعل في المجتمع ولغيره.

وكشفت دارسة أجرتها جمعية القلب الأمريكية أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من حالة اكتئاب مزمن يكونون أكثر عرضه لأمراض السكتة الدماغية. كما أشارت دراسة أجرتها جامعة سانت لويس الأمريكية أن استهلاك المسكنات الأفيونية لتخفيف الآلام المزمنة بصورة مفرطة من أكثر الممارسات التي تتسبب في الإصابة بالاكتئاب.

ونوه رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر أن علاج الاكتئاب يكون حسب تطور مرحلة المرض، حيث يجب التوجه إلى الطبيب حال الوصول إلى المرحلة الثالثة "مرحلة الخطورة المتناهية"ØŒ ويكون العلاج بها معتمد على الجانب العلاجي الدوائي، فيما تقل نسبة استخدام الأدوية وتصل إلى 40% من العلاج في المرحلة الأولى والثانية. 

وأشارت دراسة سويدية إلى أن ارتكاب الجرائم العنيفة يزيد بنسبة 3 أضعاف في الشخصيات المصابين بالاكتئاب مقارنة بغيرهم، لاسيما أن الجرائم تتعلق بإيذاء النفس والغير.