ثمة ظرو٠متباينة قد تجعل الØصول على عمل٠مناسب بالنسبة للكثير من الشباب أمرًا صعبًا، من بينها الظرو٠الاقتصادية العامة ÙÙŠ بعض البلدان، والظرو٠الخاصة للبعض ممن يعانوا من ظرو٠كالإعاقة أو غير ذلك من ظرو٠صØية أو مجتمعية، بينما تبزغ العديد من النماذج التي نجØت ÙÙŠ تØدي تلك الظرو٠كاÙØ©ØŒ وهي نماذج أدركت قيمة العمل وأهميته ÙÙŠ بناء الإنسان والمجتمع.. وتزخر مجتمعاتنا العربية بالعديد من هذه النماذج المÙلهمة التي ضربت مثالًا ÙÙŠ اØترام "قيمة العمل" باعتبارها أساسًا لبناء الأمة.
"صوت دمشق" تستعرض ÙÙŠ ذلك الإطار بعض النماذج المÙشرقة التي تÙعلي من قيمة العمل، وكانت لها تجاربها الخاصة التي تبعث من خلالها رسائل واضØØ© للكثيرين ممن ركنوا إلى الدعة والتكاسل والتواكل.. نماذج تعلي من قيمة العمل، منها نماذج شبابية خلقت لنÙسها Ùرص عمل خاصة، لم يتكبروا لكونها أعمال متواضعة، وشيوخ كبار ظلوا متمسكين بالعمل Øتى مع ظرو٠صØية غير ملائمة يعانون منها.
المصري.. "لا للتواكل"
يرÙع Ø£Øمد المصري (صاØب البضع وخمسين عامًا) شعارًا "لا للتواكل"ØŒ Ùرغم ضع٠نظره الشديد لدرجة أنه ÙŠØتاج إلى من يقوده ذهابًا وإيابًا كي لا يتعثر، إلا أن ذلك لم يجعله يتواكل منتظرًا العون من أهل الخير والإØسان، بل يقطع يوميًا مساÙØ© طويلة تصل لأكثر من 25 كيلو مترًا من منزله ÙˆØتى مكان عمله، Øيث يعمل Øارسًا على عقار مكونًا من 13 طابقًا ÙÙŠ ØÙŠ المهندسين الراقي بمØاÙظة الجيزة المصرية مع آخرين.
ورغم تعارض إعاقته البصرية مع ظرو٠عمله التي تتطلب يقظة دائمة، إلا أن المصري يقوم بمهام Ù…ÙØددة ÙÙŠ ساØØ© استقبال العقار الذي ÙŠØرسه من بينها استقبال الخطابات البريدية. يقول المصري "لا استطيع الجلوس ÙÙŠ المنزل دون عمل، علاوة على أن لديّ ثلاثة أبناء ÙÙŠ مراØÙ„ التعليم المختلÙØ©ØŒ Ùإنني تربيت على اØترام العمل وقيمته، وأنه على الإنسان أن يتعب ويعمل أيا كانت الظروÙØŒ وأن يتØدى كل المعوقات من أجل إثبات ذاته".
يستطرد المصري "Øتى أنني Ùكّرت ÙÙŠ أن أقوم بعمل٠إضاÙÙŠ لاسيما أن راتبي ضئيل ولا يكÙÙŠ لسد Øاجة أسرة مكونة من خمسة Ø£Ùراد، Øتى أني Ùكّرت ÙÙŠ بيع المناديل الورقية ÙÙŠ إشارات المرور لزيادة دخلي، لكن ظرو٠ضع٠نظري الشديد تمنعني من ذلك، ÙأكتÙÙŠ Øتى الآن بعملي ÙƒØارس مع مجموعة Øراس آخرين بهذا العقار إلى أن أخلق لنÙسي Ùرصة عمل جديدة مناسبة لي مثل اÙØªØªØ§Ø Ù…ØÙ„ صغير أو ما إلى ذلك Øال تيسرت الأمور وتواÙرت تكالي٠اÙتتاØÙ‡".
أولاد العم.. "الاتØاد قوة"
بينما "عبد الله" صاØب البضع وعشرين عامًا، Ùهو خريج واØدة من "كليات القمة"ØŒ انضم إلى صÙو٠العاطلين عقب تخرجه، Øتى Ù„ØÙ‚ به أخوه واثنين من أبناء عمه.. رباعي ظروÙهم متشابهة تمامًا، اتØدوا وبدأوا مشروعهم الخاص ÙÙŠ منطقتهم معتمدين على سمعتهم الطيبة ÙÙŠ المنطقة، Ùبدأوا بمشروع صغير لبيع (الزلابية) وهي نوع من الØلويات يشهر ÙÙŠ مصر، إلى أن طوروا المشروع وضموا إليه صناعة الØلويات الشرقية بكاÙØ© أنواعها بعد نجاØهم.
يقول عبد الله إن الكثيرين قد سلكوا مسالك Ù…ÙØرمة ومÙجرمة قانونًا أيضًا، بدأوها من الإدمان Øتى الإتجار ÙÙŠ المخدرات للهروب من واقع Øياتهم الصعبة ÙÙŠ ظل عدم تواÙر Ùرص عمل مناسبة، وهو Ù†Ùسه عÙرÙضَ عليه ذلك أكثر من مرة، لكن بداÙع من ضميره ودينه رÙض إلا أن يأكل عيشه بـ "عرق جبينه" كما يقول، Ùوجد أن ظروÙÙ‡ وأخيه واثنين من أبناء عمه متشابهة إلى Øد بعيد، وأÙكارهم متÙقة ÙÙŠ كثير من الأمور، Ùاستغلوا ذلك التواÙÙ‚ لبدء مشروع خاص، يقول عنه "Øتى لو كان بسيطًا، Ùهو أولًا عمل Øلال وشريÙØŒ وثانيًا Ù†ÙØªØ Ù…Ù† خلاله بيوتنا".
يتابع عبد الله "باعتباري خريج واØدة من كليات القمة كثيرًا ما يتعجب البعض من مهنتي تلك التي امتهنها الآن، لكنني Ùخور بها وسعيد جدًا، هي مهنة شريÙØ©ØŒ لا تعيبني على الإطلاق، أي عمل شري٠هو Ùخر للعامل Ùيه ولا يعيبه، ما يعيب الإنسان هو أن يظل بدون عمل.. العمل عبادة كما نقول، وعلى الجميع تشجيع المشروعات الشبابية الخاصة والمستقلة وعدم Ø¥Øباط الشباب كي يستطيعوا التغلب على ظروÙهم".
"عبد الناصر".. المطعم الدرّاج
ÙˆÙÙŠ ظل ارتÙاع نسب البطالة ÙÙŠ بلده (تصل إلى Ù†ØÙˆ 13%) لجأ "عبد الناصر البدري" إلى خلق Ùرصة عمل لنÙسه، استطاع من خلالها تأمين Øياة كريمة له ولأسرته. Ùقام بالاعتماد على مشروع "المطعم الدراج" الذي يبيع Ùيه "الساندوتشات" للمارة والعاملين ÙÙŠ المنطقة التي يمر Ùيها، وقد Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ أن تربطه بهم علاقة وطيدة خلال الÙترة الماضية، عبر أسلوبه الراقي ÙÙŠ التعامل واهتمامه بالنظاÙØ© إلى أبعد Øد.
لم يجلس عبد الناصر ناقمًا على الظرو٠المعيشية الصعبة، جالسًا ÙÙŠ بيته منتظرًا "الÙرج"ØŒ بل Ø±Ø§Ø ÙŠÙƒØ¯ ويعمل Øتى كان له عمله الخاص الذي استطاع من خلاله أن يؤمن لنÙسه Øياة كريمة بعيدًا عن صÙو٠العاطلين، ليضرب بذلك مثالًا Øيًا على "قيمة العمل" ÙŠØØ« من خلاله الشباب على "العمل ÙÙŠ أي شيء مادام مشروعًا ÙˆØلالًا"ØŒ ÙÙŠ رسالة يوجهها "عبد الناصر" للعديد من الشباب ÙÙŠ الكثير من البلدان التي تعاني من أزمة بطالة.
Ùˆ"المطعم الدرّاج" آلية لجأ إليها العديد من الشباب ÙÙŠ مصر من أجل تأمين عمل لهم، ومن بينهم Øاملي شهادات ومؤهلات عليا لم يجدوا عملًا ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته لم يتكبروا على أي عملÙØŒ وصنعوا مساØتهم الخاصة، وأضا٠كل منهم لمسته الخاصة على المنتج الذي يقدمه لجذب "الزبائن" ÙÙŠ مناÙسة شريÙØ© على "لقمة العيش"ØŒ وسط Ù…Øاولات لتقنين أوسع لتلك الÙكرة التي تØÙ„ الكثير من المشاكل وتقلص نسبة العاطلين.
"مجد".. ÙŠÙØقق مجدًا ÙÙŠ هولندا
بينما الشاب السوري مجد دغمش ÙØ±Ø§Ø ÙŠØ¨ÙŠØ¹ "الجبن" ÙÙŠ بلد هي أساسا شهيرة بالجبن "هولندا". لم يستسلم مجد لظرو٠الهجرة خارج بلده، أو أن يتواكل على غيره ÙÙŠ تأمين Øياة Ø£Ùضل له Øتى عودته إلى سوريا، بل Ø±Ø§Ø ÙŠÙكر ÙÙŠ أكثر ما يميزه لينطلق من خلاله ÙÙŠ عمل جديد ÙŠØقق من خلاله ذاته ÙÙŠ بلد الغربة، Ùكان مشروع صناعة "الجبن" السوري، إلى أن طوّر مشروعه ليكون مزيجًا من الجبن السوري والهولندي، Øتى صار له متابعون Ùˆ"زبائن" من الهولنديين، أشادوا بمذاق منتجاته.
يقول مجد إنه ÙÙŠ سوريا كانت مهنته هي صناعة الألبان، وعقب أن خرج منها بسبب الظرو٠التي يشهدها البلد Øاول أن يبدأ من جديد، Ùمر بعدد من المراØÙ„ والوجهات ÙÙŠ بلدان عدة، إلى أن ذهب إلى هولندا، وبدأ مشروعه الخاص من خلال إطلاق صÙØØ© عبر موقع التواصل الاجتماعي "Ùيس بوك" نشر Ùيه "Ùيديو" لصناعة الجبن التي يجيدها (الجبن المشللة) الشهيرة ÙÙŠ سوريا، وهو ما Øاز إعجاب الكثيرين الذين طالبوه بالاستمرار، إلى أن تم عرض منتجاته ÙÙŠ معرض هنالك، وبدأ منه رØلته مع صناعة الجبن ÙÙŠ هولندا.
لم يتوق٠مجد عند ذلك الØد بل Ø±Ø§Ø ÙŠØµÙ†Ø¹ مزيجًا من الجبن السوري والجبن الهولندي، أطلق عليه اسم "شام دام" والشام نسبة للشام، ودام من "امستردام"ØŒ وهو المزيج الذي نال إعجاب الهولنديين.
نساء على الدرب
نماذج اØترام قيمة العمل وتØدي الظرو٠من أجل إثبات الذات وجذب "مصدر رزق" Ù…Ùعين على Øياة كريمة ليست قاصرة Ùقط على الشباب أو الرجال، بل إن مجتمعاتنا العربية تØÙÙ„ بالعديد من النماذج النسائية التي تضرب Ù…Ùثلًا عليا ÙÙŠ ذلك الصدد، من بينها ما لجأت إليه بعض السيدات ÙÙŠ استغلال مواقع التواصل الاجتماعي والقيام بمهام "الطبخ" وعرض منتجاتهن على صÙØات نسوية مختصة لبيعها للراغبين، نظير مقابل مادي مناسب، ÙŠØقق لهن الاستÙادة المادية التي ÙŠÙØسّÙنَّ من خلالها دخول أسرهن، ويكن مشاركات Ùاعلات ونشيطات ÙÙŠ تأمين Øياة كريمة للأسرة، دون أن يكلÙهن ذلك ترك بيتهن للنزول للعمل.
وضربت الكثير من السوريات ÙÙŠ القاهرة على سبيل المثال مثالًا رائدًا ÙÙŠ ذلك الأمر، Øتى كن ملهمات للكثير من المصريات اللاتي Øذين Øذوهن، ورØÙ† يسرن على الدرب. قامت العديد من السوريات سواء بصورة مستقلة أو عبر مجموعات من النساء إلى تÙعيل Ùكرة "الطبخ للغير"ØŒ واستخدمن ذلك ÙÙŠ نقل ثقاÙØ© الأكل الشامية إلى المصريين، من خلال طهي العديد من المأكولات السورية الشهية التي يقبل عليها المصريون بقوة.
نجØÙ† ÙÙŠ ذلك ÙÙŠ تØدي ظرو٠الاغتراب وترك بلادهن وخلقن لأنÙسهن Ùرصة عمل يستطعن من خلالها تأمين مصروÙاتهن والمساعدة ÙÙŠ Øماية أسرهن ÙÙŠ بلد الغربة.. لم تمنعهن ظرو٠ترك بلدهن من العمل، والعمل تØت أي ظرÙ. لم يتواكلن، ÙرØÙ† يصنعن مشروعهن الخاص، وعلى Ù†Ùس النهج سارت العديد من المصريات.
تقول لينا ÙƒØ³Ø§Ø (مؤسسة مطبخ زيت زيتون السوري ÙÙŠ العاصمة المصرية) إن عائدات مبطخها تعود إلى الأسر السورية المØتاجة ÙÙŠ مصر. مشددة على أن مشروعها بدأ من خلال تجميع عدد من صديقاتها اللاتي كن يطبخن بشكل منÙرد ÙÙŠ منازلهن، ÙرØÙ† سويًا لتشكيل المطبخ الخاص بهن مجتمعات، واعتمدن على العلاقات الشخصية ÙÙŠ الترويج والدعاية لمأكولاتهن ÙÙŠ بادئ الأمر، ثم على مواقع التواصل الاجتماعي، Øتى صار المطبخ من أشهر المطابخ السورية ÙÙŠ مصر، ولديه خطط للتوسع ÙÙŠ المرØلة المقبلة.
كادر
تؤمن السيدة "أم Ù…ÙØمد" وهي زوجة Ù„Øارس عقار ÙÙŠ مصر، بأن "تعليم أبنائها Ùرض" Ùهي تريد أن تضمن لهم مستقبلًا Ø£Ùضل وتؤمن لهم تعليمًا مناسبًا كرسالة تØيا لأجلها وكرست Øياتها لها، ÙˆÙÙŠ هذا الصدد Ùقد اعتادت القيام بتقديم خدمات بسيطة لسكان الØÙŠ تدخر كل ما تجنيه من تلك الخدمات إلى "تعليم أبنائها". أنشطة عديدة تقوم بها "أم Ù…Øمد" إلى جانب ما تقدمه هي وزوجها من خدمات Øراسة العقار والقيام على بعض Øاجات سكانه، من بينها بيع البيض والجبن الØاذق. تقول أم Ù…Øمد "ما أقوم به من أعمال خاصة إلى جانب عملي ÙÙŠ العقار هو عمل إضاÙÙŠ ادّخر عائده إلى تعليم أبنائي، Ùأنا أريد لهم مستقبلًا Ø£Ùضل.