المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

الفنون.. وسيلة علاج نفسي لتفريغ شحنات داخلية مكبوتة

 
   
11:10


الفنون.. وسيلة علاج نفسي لتفريغ شحنات داخلية مكبوتة

تعتبر "الفضفضة" والبوح بما يدور بذهن الفرد، أحد أبرز أدوات العلاج والتأهيل النفسي، والخروج من حالات الاكتئاب أو ما شابهها، ومن ثمَّ يعتمد خبراء وأطباء النفس على جلسات الاستماع، التي يقوم فيها الشخص بممارسة طقس من طقوس الاعتراف والحديث عن كل ما واجهه وكل ما يشغله، لتفريغ شحنات نفسية داخلية مكبوتة.

وبزغ في ذلك الإطار، استخدام "الفن" كوسيلة لتفريغ الشحنات العاطفية الداخلية سواء الإيجابية أو السلبية، للوصول إلى "الراحلة النفسية"، سواء عبر الكتابة أو العزف أو الرسم.

ومصطلح "العلاج بالفنون" ظهر منذ أواخر القرن الـ 18، فهي آلية قديمة متبعة، لإعادة تأهيل الفرد، وهي الآلية نفسها التي يعتمد عليها كثير من أطباء وعلماء النفس حول العالم حتى الآن ضمن آليات إعادة التأهيل النفسي للأشخاص، بينما شهد منتصف القرن الـ 20 تعزيزًا لفكرة التعامل مع العلاج بالفن كمهنة، نظرًا لتأثيرها الواسع على المستوى الجمالي والروحي.

ومع حلول العام 1942 ابتكر الفنان التشكيلي البريطاني أدريان هيل مصطلح العلاج بالفن، وذلك بعد أن اكتشف الفوائد العلاجية الواسعة للفنون وتأثيرها على الشعور ورد الفعل النفسي، ومع العام 1945 بدأ فعليا العلاج عن طريق الفن، كما تأسست في العام 1964 الجمعية البريطانية للمعالجين بالفن.

ولم تعتمد تلك المدرسة العلاجية على مدى الإبداعات التي تخرج من رسومات المرضي ولكن مدى تأثيرها في تفريغ الشحنة السلبية، ومعالجة المريض والتعبير عن مشاعره بصورة مختلفة لا تعتمد على الحكي.

وفي دراسة بريطانية، نشرتها صحيفة "ذا أرتس إن سايكوثيرابي"، أن العلاج بالفن في المدارس البريطانية يساعد الأطفال المضطربين على العودة لحياتهم الطبيعية.

ومن جانبها، تقول الاستشارية النفسية الدكتورة ميرفت جودة، إن التوجه إلى العلاج بالفن هي مدرسة يعتبرها البعض حديثة نسبيا في الطب النفسي، لكنها في حقيقة الأمر قديمة جدًا، حيث إن السواد الأعظم من الحضارات اعتمدت على الفنون كوسيلة للعلاج والخروج من حالات الاكتئاب، حتى أن شرائع مختلفة تعتمد على التواشيح والأناشيد والترانيم، وهو ما يساعد النفس على الاسترخاء.

وتضيف قائلة: العلاج بالرسم أو الكتابة أو لعب الموسيقى أو غير ذلك من الفنون، له تأثير وفعالية كبيرة، وليست الأهمية هنا منصبة على ما إذا الشخص سوف يجيد ذلك الفن من عدمه، فالأهم هو ما سوف ينتجه بأي شكل كان، وما سوف يقرأه الطبيب المعالج من خلال ما أنتجه سواء رسومات أو خلافه، موضحة أنه من خلال الفنون، ولاسيما الرسم، يستخدم المريض حواسه للتفاعل مع ما يرسم، فينقل ما يخفيه في اللاشعور إلى الشعور، وهو ما يساعده على التخلص من حالته النفسية السلبية بصورة تدريجية، ويستمر في ممارسة الفن لجلسات طويلة أسبوعية، ويفسر بعدها ما كان يشعر به أو ما يرغب في التعبير عنه، ويتم الحكي بعدها عن معنى اللوحة الفنية التي انتجها أو الفن الذي قدّمه.

وتتابع استشارية علم النفس، قائلة: مع الجلسات يتحسن مزاج ونفسية المريض، ويصبح هو الذي يرغب في عقد جلسات تفريغ ما يشعر به، كما أن العلاج بالفن من الممكن أن يدفع الشخص لاكتشاف مواهب بداخله.

وتقول جودة، إن العلاج بالفن هو إحدى الحيل الدفاعية التي تساعد المريض على التخلص من حالات الاكتئاب وتفريغ الطاقة السلبية، كما أنه من الممكن أن يظل المريض يعتمد هذه الوسيلة للترويح عن نفسه، حتى بعد انتهاء الجلسات العلاجية، مشيرة إلى أنه لا توجد فترة زمنية محددة للانتهاء من جلسات العلاج بالفن، حيث إن تلك المسألة تتحدد على أساس حالة المريض نفسه، كما أن استخدام الأدوية من عدمه أيضا يعتمد على حالة المريض، حيث من الممكن الاستغناء عن تناول الأدوية والاكتفاء بالعلاج بالفن، ومن الممكن أن يكون الاثنين معًا.