المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

أحلام اليقظة مفتاح السعادة المؤقتة

 
   
11:26


أحلام اليقظة مفتاح السعادة المؤقتة

العيش في الخيال ونسخ خيوط خيالية لا أساس لها في الواقع، مع تفضيل الابتعاد عن الحياة الطبيعية، كل هذا يطلق عليه "أحلام اليقظة"، التي يلجأ إليها الكثيرون، لاسيما الأطفال بشكل خاص، كحل للهروب من الأزمات والتفكك الأسري.

والتعريف العلمي لأحلام اليقظة هو أنها عبارة عن استجابات بديلة لاستجابات الواقع لإشباع الدوافع التي يصعب إشباعها في الواقع، ومحاولة التعبير عنها عن طريق التخيل.

فيما تعد أحلام اليقظة المصاحب الأول للأطفال من بعد سن التاسعة ومن الممكن أن تمتد، ولكنها نادرا ما تصيب البالغين، ويستعين بها الطفل كجزء من الترويح عن نفسه وعقله وتخيل حياة مختلفة، وأشخاص مختلفين من حوله.

 Ø£Ø­Ù„ام اليقظة تصيب الطفل منذ سن التاسعة فيما فوق ذلك السن

 ÙˆÙ…Ù† جانبها، تشير استشاري الصحة النفسية بالقاهرة الدكتورة إيمان دويدار، إلى أن أحلام اليقظة تصيب الطفل منذ سن التاسعة فيما فوق ذلك السن، ويكون لها أسباب ملموسة، مردفة: "الشعور بالتفكك الأسري وصعوبة التعاطي مع العالم المحيط، لاسيما إذا كان الطفل حساسًا، كذلك الشعور بالاضطهاد وعدم الثقة بالنفس دون دعم الأسرة له، وشعوره بالوحدة وسط أهله، وصعوبة تكوين الصداقات مع الرغبة في الحصول على ما يستحقه ولا يملكه، كلها دوافع لدخول الطفل في أحلام اليقظة".

فيما تشير إلى أن أحلام اليقظة يكون لها أثار ملحوظة على الطفل أولها لجوئه إلى الانطواء، والرغبة في الانعزال عمن حوله، وتوجهه للعنف فيما بعد، لشعوره بالسخط على من حوله، فيما يختلط لديه بعد ذلك الواقع بالخيال، وقد تشهد تلك المرحلة اضطرابًا نفسيًا واسعًا للطفل.

وتنصح بدورها ضرورة الاستشارة الطبية إذا تجاوز الأمر مجرد الرغبة في تحسين الأوضاع وتحول الطفل إلى كائن عدائي يرفض من حوله وحياته، لاسيما أن أحلام اليقظة تقود للاكتئاب فيما بعد، وتصحبها  تطورات نفسية سلبية وخطيرة.

ورغم التخوف من أحلام اليقظة إلا أن هناك خبراء وباحثين يرون أنها تؤدي إلى الإبداع فيما بعد، كما يرى أستاذ علم النفس بجامعة ييل الأمريكية البروفيسر جيروم سينجر، أن أحلام اليقظة لها تأثير إيجابي حيث تنمي التفكير الإبداعي والتخيلي وهو ما يشير إلى نمو الصحة العقلية.

كما تقول استشاري الصحة النفسية بالقاهرة: "يجب على الأسرة احتواء الطفل وتصدير مشاعر الحب والدفء والشعور بالأمان والتكاتف له، مع توفير سبل الراحة والعناية الكاملة، حتى لا يكون عرضه للغرق في أحلام اليقظة، حيث إنها تتسبب في ضرر واسع بتحصيله الدراسي فيما بعد أيضًا".

فيما أشارت دراسة أمريكية بجامعة تكساس إلى أن الطلاب الذين يلجئون للتأمل وأحلام اليقظة قد تزيد قدرتهم على التعلم، فيما أشارت دراسة أخرى أجرتها جامعة واشنطن أثبتت بها أن هناك علاقة رابطة بين زيادة نسبة أحلام اليقظة في المراهقة والإصابة بمرض الزهايمر في الشيخوخة.

وتلفت استشاري الصحة النفسية، إلى أن أحلام اليقظة لا تستمر مع المراهق الطبيعي حيث إنها تنتهي مع شعوره بقدرته على تغيير الواقع بنفسه وعدم الاعتماد على الأحلام كمصدر رئيسي للسعادة أو النجاح، وهو ما يتحقق بعد مساندة الأهل والمحيطين به، ودعمه لتحقيق ما يحلم به.