المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

سوق الأضاحي في سوريا.. ازدهار نسبي وركود بحركة البيع لغلاء الأسعار‎

 
   
11:31


سوق الأضاحي في سوريا.. ازدهار نسبي وركود بحركة البيع لغلاء الأسعار‎

ازدهار كبير لسوق الأضاحي هذا العام لكن الازدهار لطبقية اجتماعية تملك ثمن الأضحية التي لا يقدر عليها الكثيرون من أصحاب الدخل المعدوم في سوريا التي تنفست شيئاً من أوكسجين الحياة بعد سنوات من غمار الحرب خلال هدنة تخفيف التوتر القائمة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

أفرزت هدنة تخفيف التصعيد القائمة لا سيما في الشمال السوري شيئاً من رونق الحياة الذي افتقده المدنيون لأعوام مضت، من خلال عودة الأسواق للازدهار والحركة والاقبال على البيع والشراء غير متخوّفين من قصف الطيران الحربي الذي منعهم العام الفائت من قصد سوق الأضاحي للتسوق وشراء أضاحي العيد، وقد تكررت حالات استهداف أسواق الأغنام عشرات المرات راح ضحيتها الكثير.

خلال الأيام الجارية وقبيل عيد الأضحى تشهد أسواق المواشي حركة كبيرة على عمليات البيع والشراء والازدحام من قبل تجار المواشي لكن صاحب الدخل المحدود لم يسمح له الحال بدفع مبلغ مالي يتجاوز الـ 300 دولار أمريكي ثمن أضحية واحدة، وهو مبلغ لا يملك كل من يرغب في تقديم قربانه هذا العام لضيق الحياة وصعوبة تأمين لقمة العيش وسط البطالة وقلة الموارد التي جعلت الناس حبيسي منطقة اقليمية صغيرة لا تتوفر فيها جميع مقومات الحياة التي تسمح لهم بممارسة أعمالهم لا سيما الطبقة الفقيرة التي تعتمد في دخلها على الأعمال اليدوية.

"أبو شاهر" تاجر في سوق المواشي في بلدة معرة حرمة جنوبي إدلب يقول: "إن السوق مكتظ ومليء بالمواشي هذا العام والناس تتحرك بأريحية مطلقة غير متخوفين من طائرة ربما تستهدفهم وهم يشترون الأضاحي في أيّ لحظة، لكن بالرغم من الاقبال الكبير وكثرة السلعة إلا أن حركة البيع والشراء ضعيفة جداً والسبب قلة السيولة المادية بين أيدي الناس، حيث لا يملك الجميع ثمن أضحية يتراوح سعرها بين 250 و 300 دولار للخروف و200 دولار للشاة".

يضيف أبو شاهر: "حركة الشراء على الأضاحي هذا العام منحصرة بالأغنياء الذين يملكون هذا الثمن ولمنظمات الإغاثة الانسانية التي ترعى سنوياً ذبح عشرات رؤوس المواشي مقدمة من أحد الداعمين الذي يوصي بذبحها وتوزيعها على الشعب السوري وأنا شخصياً قمت بالأمس بشراء 30 خروفاً لأحد المنظمات من أجل ذبحها خلال أيام العيد، فيما الطبقة الفقيرة لا تملك هذا الثمن والقليل منهم من اشترى رغم زيارتهم للسوق والرغبة في الشراء دون حيلة".

لعل طقوس العيد مختلفة هذا العام خلال الهدوء الذي تشهده المنطقة والمدنيون متشوّقون إلى إعادة إحيائها من جديد، والأضاحي ركن اساسي من طقوس عيد الأضحى لكن الحال المعيشي لازال صعباً وسط قلة الحركة الحياتية والبطالة وندرة الموارد لدى الكثيرين لتمكنهم من شراء الأضحية هذا العام.