المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

هرباً من بطش الحشد الشعبي إلى بطش الحياة.. ماهي أوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا؟

 
   
12:51


هرباً من بطش الحشد الشعبي إلى بطش الحياة.. ماهي أوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا؟

تستمر رحلة العذاب اللاأخير بحق المهجرين العراقيين الذين هربوا من البطش والتقتيل مفضلين قسوة الحياة في سوريا والحرب التدميرية التي تعصف بها على الموت بسكاكين الحشد الشعبي الذي يمارس التنكيل بحقهم.

حيث توجهت مئات العائلات العراقية قبل شهور هرباً من بطش الحشد الشعبي الذي عمل على التنكيل بهم في محافظة صلاح الدين خاصة وإجبارهم على الهرب، متعرضين لعشرات المخاطر حتى وصلوا إلى ادلب مروراً بدير الزور والرقة وشمالي حلب، متحملين جشع المهربين الذين يقومون باستغلالهم بمبالغ مالية طائلة تتجاوز الـ 700 دولار أمريكي للشخص الواحد أي آلاف الدولارات للعائلة الواحدة، إضافة إلى خطر الموت مروراً بمناطق تختلف فيها أصناف الجهات المسيطرة كداعش وقسد والهرب عن مناطق سيطرة النظام.

  تم إجبارنا على دفع كل ما نملك لهؤلاء الضعاف النفوس خلال رحلتنا من صلاح الدين إلى دير الزور مروراً بالرقة وشمالي حلب حتى ادلب 

وفي لقاء خاص مع أبو عمر أحد النازحين العراقيين في شمالي ادلب وصف رحلته من العراق إلى مكان إقامته الحالية قائلاً: "كانت رحلة مريرة بكل ما تحمله الكلمة من معنا، قرابة الشهرين قضيناها على الطريق تعرضنا خلالها لأنواع الموت كلها، بعد ممارسات قوات الحشد الشعبي للغطرسة والتنكيل ضدنا وذبح أبنائنا بدم بارد بهدف حسرنا عن ديارنا بذلك الأسلوب.

وقد كانت الرحلة قاسية كثيراً وخاصة لأناس لا عهد لهم في المنطقة التي يقصدونها، فكان المهربون يتحكمون بنا بكافة الطرقة وسط تهديدات بتسليمنا للجهة المسيطرة على المنطقة إن لم ندفع لهم المال الذي يريدونه، فتم إجبارنا على دفع كل ما نملك لهؤلاء الضعاف النفوس خلال رحلتنا من صلاح الدين إلى دير الزور مروراً بالرقة وشمالي حلب حتى ادلب، حيث خسرنا أرزاقنا هناك وتركناها غنائم للحشد الشعبي وأموالنا التي بحوزتنا للمهربين هنا".

يضيف أبو عمر: "نحن نعيش هنا وضعاً صعباً جداً، لقد قاسمنا سكان المنطقة مسكنهم ومأكلهم جزاهم الله خيراً لكن هم الآخرين وضعهم صعب أيضاً، ولابد من حلّ آخر، قصد أخي وعائلته أمس الحدود التركية محاولاً الدخول والحصول على عمل ما هناك، إلا أن حرس الحدود التركي قام باستهدافهم بالرصاص الحي ما أدى إلى مقتل طفله البالغ من العمر سبع سنوات، ونحن محتارون في أمرنا وفي المستقبل الذي ينتظرنا حيث بتنا لا مال ولا وطن ولا شيء في الأفق".

والجديربالذكرأن هناك مئات العائلات العراقية منتشرة في الشمال السوري متوزعين على المدن والبلدات إن أمكن، فيما قصد قسم كبير منهم مخيمات اللجوء بينما يعيش المئات في الأماكن العامة كالمدارس والمساجد والمنازل التي هجرها سكانها بسبب الحرب، كما في مدينة سلقين شمال غرب ادلب، حيث يقيم أكثر من مئة عائلة في ساحة مبنى الأوقاف ومسجد الروضة، وسط وضع معيشي وصحي مزري جداً.

حيث تمت مناشدة الجهات الإنسانية الداعمة للنظر في أمرهم، حيث تم أمس مطالبتهم بالتوجه لمخيمات ساعد وميزنار المخصصة لعمليات استقبال المهجرين وسط وعود بتأمين مسكن ومساعدة لهم.