المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

سوري يصنع "من الفسيخ شربات".. حلول خاصة للتغلب على الأزمة

 
   
11:45


سوري يصنع "من الفسيخ شربات".. حلول خاصة للتغلب على الأزمة

من تحت أنقاض المنازل المهدمة يستخرج "أبو فؤاد" ما دمرته ألة الحرب في مدينته "الرستن" -التي شهدت بدورها أعتى  الهجمات البرية والجوية من قبل قوات الأسد وحليفه الروسي- ليعيد ترميمها وإعادتها للحياة بحدّ وصفه ليلغي المقولة الشهيرة التي تقول "لن يصلح العطار ما أفسد الدهر".

أبو فؤاد ذو الخمسين عاماً والذي تظهر على تجاعيد وجهه ويديه آلام السنيين يقول: لم تمر في حياتي أيام أقسى مما يمر بها الشعب السوري والأهالي المحاصرين في ريف حمص الشمالي، والذين تقطعت بهم سبل الحياة وانعدمت مصادر الدخل لديهم.

   لم أكن أعلم أن هذا العمل سيتحول إلى مهنة رئيسية لي خلال فترة قصيرة إذ بدأت تقدم لي العروض من أصحاب المنازل الذين بدأوا يرفضون بيعها قبل رؤيتي لها

"الحاجة وقلت الموارد اليومية دفعت بالأهالي للتمسك بكل ما لديهم من أثاث منزلي والأواني التي لم تسلم هي الأخرى من القصف حل بها أعطال وتكسير بعد استهداف منازلهم، ليأتوا إليّ في (دكاني) المتواضع لعلهم يجدون ما قد أشتريه منهم أو ما استطيع فعله من خلال إعادة إصلاح لأغراض هم يمتلكونها".

وبحسب ما شرح "أبو فؤاد" فقد بدأت قصته عندما قصف أحد منازل أقربائه ودمر بشكل كامل، وهو ما دفع تجار المنازل المهدمة وأصحاب الكسارات للتوافد عليه من أجل شراء المنزل كاملاً بحكم العادة، إذ أنهم يقومون بشراء ذلك الركام دفعة واحدة بأسعار رخيصة إلى أبعد الحدود، وكون صاحب المنزل لا يملك أدنى فكرة عما يفعله فهو يبيع دون الالتفات الى ما قد يجنيه من خلال محاولته التأني واستخراج ما يمكن إعادة ترميمه.

يقول: قررت آنذاك مساعدته وأخذت برفقتي بعض الأصدقاء لنبدأ برفع الأنقاض واستخراج قوالب الخشب الخاصة بالأبواب والنوافذ، إضافة إلى الأواني المنزلية "ستالستيل" عدى عن المفروشات "بطانيات واسفنج و ثياب وغيرها مما يمكن ترميمه" وبالفعل تم تجميع تلك الأغراض في منزلي لأبدأ بالعمل عليها وإصلاح الإطارات الخشبية و تركيب ما يلزم للمفروشات ناهيك عن إصلاح الملابس المحروقة، بالإضافة إلى ترميم الأواني المنزلية الخاصة بالمطبخ لتكون قابلة للاستعمال من جديد.

وأضاف "أبو فؤاد": من خلال عملي مع أقاربي عليها لمدة تجاوزت العشرة أيام لاحظنا أن معظم أثاث منزله قد رمم بالفعل وهو ما كان الناس عادة يفقدون الأمل منه ويتم بيعه بين الركام المهدم للكسارات وتجار المنازل التي تستهدف.

"لم أكن أعلم أن هذا العمل سيتحول إلى مهنة رئيسية لي خلال فترة قصيرة إذ بدأت تقدم لي العروض من أصحاب المنازل الذين بدأوا يرفضون بيعها قبل رؤيتي لها، في محاولة منهم للاستفادة بأكبر قدر من أثاث المنزل، فمنهم من يشترط على نصفها ومنهم من يعطيني مبلغاً من الاموال كشرط لفعل كل ما أستطيع وسط حالة من الارتياح نسبياً لما تبقى لديهم من أثاث منزلي وحوائج".

حتى الملابس المهترئة والتي تسبب القصف بتلف جزئي ضمنها تمكنت وبمساعدة زوجتي و بناتي من إعادة تدويرها و إصلاحها، وتم وضعها في محل مخصص لبيع الألبسة المستعملة "البالة" في وسط المدينة بأسعار رمزية لأن الكثير من أصحاب المنازل يستغنون عن الملابس وهو ما يدفعنا لإصلاحها وبيعه لمن يحتاج بمبالغ زهيدة.

ويختتم " أبو فؤاد" حديثه: هذا ما استطيع فعله لمساعدة أهلي وأبناء مدينتي، فجميعنا محاصرين ولكل منا دور يتخذه الشباب على جبهات القتال والأطباء في المشافي وأنا أحاول أن أكون ذلك العطار الذي قد يصلح ما يفسده الأسد.