المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

تحقيق.. هل تقف المنطقة على شفا حرب ضروس؟

 
   
12:09


فجرت الأزمة الراهنة التي يعاني منها مجلس التعاون الخليجي وما تبعها من تداعيات و"استقطابات كبرى" المخاوف المتعلقة بتعرض المنطقة لحرب ضروس على خلفية اشتعال الأزمة المتشعبة في الوقت الراهن، وفي ظل تشابك المصالح الذي قد يسفر عن سياسات مغايرة في تعامل الأطراف المعنية بالأزمة.

تقف المملكة العربية Ø§Ù„سعودية ÙˆØ§Ù„إمارات العربية المتحدة وآخرون في زعامة الصف المناهض لقطر التي استدعت إلى جانبها في هذه المنازعة كلًا من حليفتها إيران وكذا تركيا؛ بينما تقف الكويت وعمان مدعومة أو بتشجيع من قبل قوى غربية أوربية في صف "الوسيط" لانتزاع فتيل الأزمة. وسط تحذيرات عديدة من تفاقم أزمة الاستقطاب الداخلي في الخليج، وما قد يسفر عنه ذلك من تشكيل تكتلات متنازعة، وهو ما بدأت بوادره تظهر بقوة لما أعلنت تركيا وإيران مساندتهما لقطر.

ومن ثم يتردد سؤال "هل تشهد المنطقة حربًا ضروسًا خلال المرحلة المقبلة؟" وهو السؤال الذي لا يقف عند حدود الشعب العربي فقط بل إنه السؤال ذاته يطرح نفسه بقوة في الأوساط الأوربية عبّرت عن العديد من الصحف الغربية، حتى أن المصري عبد الفتاح السيسي قد وجه إليه صراحة سؤال من قبل إحدى الصحف الألمانية خلال زيارته الأخيرة لألمانيا في ذلك الصدد. 

حرص السيسي أن يبدو دبلوماسيًا في رده على السؤال، غير أنه وقع في فخ التناقض، فبينما استعبد نشوب حرب بسبب أزمة قطع العلاقات مع قطر وما تبعها من ردود فعل، راح يؤكد أن تلك الأزمة "قد تقود إلى حرب" إلا أنه "لا تزال هنالك فرصة لنزع فتيل التوتر".

ويعتقد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد اللاوندي بأن المنطقة صارت على شفا منزلق خطير جدًا جراء تبعات الأزمة الراهنة عقب قطع العلاقات مع قطر، لاسيما أن قطر التي كان عليها الرضوخ لـ "الأشقاء" والعدول عن "دعم وتمويل الإرهاب" راحت تُظهر عنادًا فائق الحد، أسهم ذلك في استدعاء إيران وتركيا اللتين وجدتا الفرصة سانحة  للتدخل، ما يشعل حرب استقطابات واسعة، تقسم المنطقة لتكتلات.

وهو ما أكده دبلوماسي عربي بارز –رفض ذكر اسمه- حينما شدد في تصريح لـ "أنا برس" على أن "الفترة المقبلة قد تشهد صراعات مصالح متشابكة.. فقطر التي تدعم فصائل إسلامية في سوريا تتعاون مع إيران التي تواجه تلك الفصائل المدعومة في سوريا، وتركيا التي تتناقض دورها مع الموقف والدور الإيراني في سوريا صارت داعمًا ومساندًا –مثل إيران- لدولة قطر في مواجهة الأزمة الراهنة، وتركيا التي تتعاون مع السعودية صارت تواجهها في الملف القطري.. ما ينبئ باحتمالية أن تكون هنالك العديد من التطورات والانعكاسات على التكتلات السياسية والمواقف من بعض الأزمات في المنطقة، وكذا تغيرات في موازين القوى". (اقرأ أيضًا: Ø´Ù‡Ø§Ø¯Ø§Øª وأرقام.. الدور القطري في الأزمة السورية)

وتابع المصدر: "المنحدر الخطير الحالي لا يخدم أي من الأطراف العربية، بما فيهم السعودية والإمارات ومصر وباقي الدول التي تتخذ نفسهم موقفهم وحتى Ù‚طر.. تلك الأزمة فتحت المجال أوسع لكل من طهران وأنقرة للتدخل بقوة، بما لديهم من مخططات ومطامع ومصالح خاصة حتمت عملية غض الطرف عن الخلافات في بعض المواقف والأمور والمواقف ودعمت الدوحة في موقفها، الأمر الذي يؤكد أن المنطقة على شفا تغيرات جذرية، لا ترقى إلى احتمالية توقع حرب جديدة لأن تشابك المصالح لا يسمح بذلك، لكن تؤدي إلى توترات قد لا تنتهي بسهولة، خاصة في ظل فشل جهود الوساطة التي تلعبها الكويت وعمان".

وكشف الدبلوماسي المصري محمد عوض عن تحركات تقوم بها الدوحة في إطار حشد الحلفاء لمواجهة أزمتها الراهنة، وقد لجأت إلى الغرب لتبرير مواقفها، وقال إن تلك الجهود نجحت في انتزاع موقف ألماني داعم لقطر، بينما لم تنجح على أصعدة أخرى. ذلك في الوقت الذي ناشدت فيه الدوحة أطرافًا حقوقية لادّعاء حصارها من قبل الأطراف العربية المقاطعة خاصة دول الجوار.

وحذرت مراقبون غربيون من نُذر "حرب خليج جديدة" وقالوا إن المؤشرات والمقدمات الراهنة تنذر باندلاع تلك الحرب الضروس. واعتبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، أن الأزمة حول قطر قد تؤدي إلى حرب، حسبما نقلت عنه وكالة "تاس" الروسية. كما حذر المحلل السياسي الإسرائيلي "جي إلستر" من هبوب رياح Ø§Ù„حرب ÙÙŠ Ø§Ù„خليج، وقال في تقرير له بموقع "والا" الإخباري العبري أن "العزلة السياسية المفروضة على قطر قد تؤدي لذلك".

بينما راهن بعض المراقبين على الموقف الأمريكي ومدى الرغبة الأمريكية في حلحلة الأزمة الراهنة بين بعض الدول الخليجية والعربية وبين قطر، ذلك رغم الموقف الأمريكي المباشر في اتهام الدوحة بدعم وإيواء وتمويل الإرهاب على أراضيها.