المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

أسعار الحطب شمال حمص بين مطرقة الحصار وسندان التجار.

 
   
13:38


أسعار الحطب شمال حمص بين مطرقة الحصار وسندان التجار.

مع اقتراب حلول فصل الشتاء تتزايد حيرة الأهالي المدنيين في المناطق المحاصرة في الداخل السوري نظراً للارتفاع الكبير الذي تشهده أسواق الحطب والتمز الذي اعتمد عليه الأهالي خلال سنوت الحصار السبعة الماضية التي فرضته قوات الأسد والميليشيات المساندة له على الأرض، بالتزامن مع حرمان المناطق الخارجة عن سيطرة الأخير من إدخال مستحقاتها من المحروقات "الديزل" وارتفاع أسعارها إن وجدت بشكل لم يعد يطيقه الكثيرون.

ومع غياب أي سلطة تموينية لمراقبة البضائع Ùˆ ضبط الأسعار أنفرد العديد من التجار خلال الفترة الماضية بتحديد أسعار الحطب والتمز المستورد من مناطق سيطرة  الأسد بعد التنسيق مع ضباط الأمن والمتنفذين بالقرار ممن يُعرفون "بالشبيحة" لتسهيل مرورها على الحواجز ذاتها تلك التي تفرض حصاراً خانقاً على المنطقة ككل، مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة 

الأمر الذي يفرض سلطة الأمر الواقع على المستهلك في ريف حمص الشمالي في ظل غياب أي مصدرأخر للبضائع المستوردة بعد أن فقدت كامل المنطقة غطاءها الأخضر "أشجار حراجية-كروم الزيتون- أشجار اللوز" خلال فصول الشتاء التي مرت على المدنيين.

 

ارتفاع الأسعار ليس مسؤوليته كبائع وإنما الطمع الكبير هو من المستورد

أسعار الحطب تراوحت في ريف حمص ما بين 120 الف ل.س أي ما يعادل نحو 250$ و90 ألف ل.س لقاء الطنّ الواحد فيما وصل سعر "التمز" وهو من مخلفات عصر الزيتون إلى نحو 95 ألف ليرة سورية، مع العلم أن سعر الطن في مناطق سيطرة الأسد لا تتجاوز الـ30 ألف للتمز والـ 55 ألف ليرة للحطب.

في ذات السياق تحدث أبو أمين أحد تجار الحطب في مدينة تلبيسة لـ أنا برس بأن ارتفاع الأسعار ليس مسؤوليته كبائع وإنما الطمع الكبير هو من المستورد الذي يخطط وينسق مع ضباط الأمن لإعطاء أوامرهم للحواجز لعدم عرقلة واعتراض الشحنات المتفق عليها، مضيفاً بأن مادة التمز لم يكن يلقى لها بالاً في مناطق سيطرة النظام نظراً لتوفر الكهرباء والمحروقات بأسعار مناسبة، ولكن نظراً لكثرة طلبه من تجارنا والمضاربة التي حصلت خلال العامين الماضيين للحصول على مخلفات الزيتون، أدت لقيام أصحاب المعاصر بإنشاء مكابس بدائية يقومون خلالها بتصنيع قوالب التمز ومن ثم بيعها للمناطق المحاصرة.

وحول استعدادات المدنيين لاستقبال فصل الشتاء أفاد أبو أحمد ذو الخمسة والأربعين عاماً بأنه لم يعد بالإمكان أفضل مما كان في إشارة منه لحالة الفقر التي جعلت جميع الناس سواسية لا فقير دون أخر باستثناء أصحاب الطبقة الغنية الذين انقسموا لنوعين إما مستفيد من الثورة والحرب وتاجر بدمائنا، وإما من كان من أصحاب الأموال قبيل العام 2011 وبقي يقلب أمواله من خلال التجارة او الزارعة.

وبيّن أبو أحمد بأن قسماً كبير من المدنيين يترقبون بصمت ما ستؤول إليه المفاوضات مع الجانب الروسي التي من المتوقع أن تأتي بالخير على المنطقة في إشارة منه لعودة التيار الكهربائي المنقطع منذ مطلع العام 2012 عن ريف حمص بشكل عام، مضيفاً لعلنا نستطيع استخدام الكهرباء للتدفئة والطبخ الذي اعيانا ارتفاع أسعار الغاز بغض النظر عن تكلفة اعداده الباهظة.

وتجدر الإشارة إلى أن منطقة ريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي فقدت نحو 90% من غطائها النباتي خلال سنوات الحرب التي اندلعت في سوريا بداية العام 2011 حيث اضطر الأهالي بداية الحصار لقطع الأشجار الحراجية المنتشرة على الجبال ومناطق "مشاع الدولة" قبل أن ينتهي الحال بهم بقطع أشجار الحدائق وصولاً إلى الأشجار المثمرة التي كانت تُعتبر مصدراً للرزق بالنسبة للمزارعين.