المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

مراكز للعلاج النفسي والعقلي في سوريا لعلاج آثار الحرب

 
   
11:27


مراكز للعلاج النفسي والعقلي في سوريا لعلاج آثار الحرب

الحرب، مصطلح أثقل كاهل الجميع في سوريا مفرزاً تبعات باتت أكثر من أن تُعد، فمن يعيش في الداخل السوري معاصراً أحداثها التي جعلت منها البلد الأخطر في العالم، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية والبطالة والهجرة والتشرد وغيرها كفيلة لأن تنتج لدى الكثيرين عقداً وأمراض نفسية وصلت حدّة بعضها إلى الجلطات الدموية والموت لمن نجى من حمم الحرب.

انتشرت مؤخراً ظاهرة الأمراض النفسية وكثرة ريادة العيادات الطبية المعالجة لها، لا لأسباب عقلية كما يفكر البعض للوهلة الأولى، ولكن السبب في الحقيقة مختلف تماماً، يعود إلى تأثيرات الحرب والوضع المعيشي السيء، فالقصف اليومي ليلاً ونهاراً وفي وقت متأخر من الليل ومدى الهلع الكبير الذي يشكله لا سيما عندما يهدم منزلك فوق رأسك وأنت نائم وتُكتب لك النجاة كفيلة لأن تشكل عقدة نفسية تحتاج إلى علاج ومراقبة، إضافة إلى الحالات الاجتماعية والمعيشية والوضع الاقتصادي المنهار الذي خلّف تبعات سلبية على الحياة الاجتماعية والأسرية من بطالة وفقر وتهجير ونزوح مستمر وكثرة الخلافات الأسرية كل ذلك كفيل لخلق بعض الأمراض النفسية، كما انتشر بشكل كبير الوسواس القهري وهو أحد الأمراض النفسية السيئة التي تحتاج إلى مراقبة وعلاج طويل، حيث انتشر بشكل كبير بين فئة الشباب.

تم Ø§ÙØªØªØ§Ø­ عدد من مراكز العلاج النفسي والعقلي في محافظة ادلب، بينها مركز “النفس المطمئنة للرعاية النفسية والعصبية” المجاني، في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي

واهتمت بعض الجهات الطبية للموضوع وقدّرت مدى أهمية المشكلة التي يعاني منها الكثيرون، حيث تم افتتاح عدد من مراكز العلاج النفسي والعقلي في محافظة Ø§Ø¯Ù„ب، بينها مركز “النفس المطمئنة للرعاية النفسية والعصبية” المجاني، في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي.

وصرح مديره الاداري أبو عبد العزيز لـ "أنا برس" بأن المركز استقبل منذ تأسيسه مطلع عام 2016، ولغاية شهر آب/ أغسطس الجاري، ما يقرب من 2400 مريض، بمعدل يتجاوز 30 مراجعاً يومياً، مشيراً إلى أن المركز مستمر بعمله بسوية جيدة ودون معوقات مؤكداً على ضرورة افتتاح عدد من المراكز لأهمية الموضوع الذي لا يعيره الكثيرون أي أهمية.

وأضاف أبو عبد العزيز بأن المركز يعمل على تشخيص الحالة المرضية تشخيصاً دقيقاً ثم العمل على متابعتها من قبل لجنة طبية مختصة من خيرة الأطباء النفسيين تشرف عليهم لجنة تابعة للجمعية الطبية السورية الأمريكية SAMS،والمركز يعالج عدداً من الأمراض النفسية التي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية أهمها "اضطرابات القلق، والرهاب الاجتماعي، وحالات الهلع، والوسواس القهري، واضطرابات النوم، وجميع المشكلات السلوكية لدى الأطفال"ØŒ والمركز يركّز على خصوصية المرضى والعمل بسريّة دون كشف اسم المريض أو المرض الذي يعاني منه كي لا ينقطع المريض عن مداومة العلاج ويتشكل لديه هاجس من كلام الناس عنه واتهامه بالجنون كما يحص في مجتمعاتنا.

الجدير بالذكر أن الحالات تعددت وهناك الكثير من المدنيين بل النسبة الأكبر منهم يعاني من بعض العقد النفسية التي شكلتها سنوات الحرب بشكل عام، فالخوف بحد ذاته مرض نفسي وخلق المشاكل الأسرية التي تنتجها الأوضاع المعيشية وغيرها الكثير أمراض نفسية تحتاج إلى علاج لكن الكثير يرفض ذلك ويعتبره شيئاً معيباً بحقهم، لكن القصة أبسط بكثير فعلاج بسيط لمثل تلك الحالات كفيل لأن يغيّر مجرى حياتهم كلها.