المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

"متلازمة الأحذية".. قدسية "الديكتاتور"

 
   
14:40


"متلازمة الأحذية".. قدسية "الديكتاتور"

“العوام هم قوَة المستبد وقوته، بهم عليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه علي ابقائه حياتهم، ويغري بعضهم علي بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريما، واذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيما”.

يقول عبد الرحمن الكواكبي في " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" واصفًا أولئك ممن سماهم بـ "العوام" الذين يستخدم الديكتاتور كشريان حياة لبقائه، يمارس عليهم سطوته و"يسبحون بحمده"، يقلب لهم الحقائق ويؤمنون بما فعل ويهللون.

وفي إطار ذلك الانصياع الاختياري أو القهري على حدٍ سواء، تبزغ شتى أشكال "تقديس الديكتاتور" لدى العوام والساسة وأصحاب المصلحة القريبين من السلطة. من بينها تلك السمة الرئيسية التي تظهر بجلاء بصورة خاصة في "الشرق الأوسط" والمرتبطة بـ "تقبيل الأحذية" و"البوط العسكري" على اعتباره تجسيدًا للسلطة، وهو ما بزغ بصورة واضحة في العديد من المجتمعات، فتحول تقبيل البوط العسكري في سوريا إلى ظاهرة في صفوف المؤيدين، وكذا في عدد من البلدان العربية التي يلعب فيها العسكر الدور الرئيسي المباشر.

 Ù†Ø§Ø¦Ø¨ بحزب الله اللبناني: Ø­ÙŠÙ†Ù…ا هبطت لتقبيل حذاء السيد حسن نصرالله استشعرت أنني دخلت إلى عالم الملكوت

ومؤخرًا قال النائب في حزب الله علي عمار عبر صفحته على فيس بوك: "حينما هبطت لتقبيل حذاء السيد حسن نصرالله استشعرت أنني دخلت إلى عالم الملكوت". وهو ما أثار لغطًا واسعًا، معززًا ثقافة "تقبيل الأحذية" التي تحظى بمكانة خاصة في "البلدان الديكتاتورية".

ومن بين الوقائع الأخيرة والتي تصب في اتجاه "متلازمة الأحذية"ØŒ اشتراط عضو القيادة القطرية لحزب البعث مهدي دخل الله على من سمّاهم بـ "المعارضين التائبين" أن يقدموا على تقبيل "البوط العسكري" على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام، لتقبل عودتهم إلى سوريا. وصارت عملية "تقبيل البوط العسكري" ظاهرة منتشرة في صفوف مؤيدي بشار الأسد داخل سوريا، وقام سياسيون وفنانون وإعلاميون ومواطنون موالون للنظام بتقبيل الأحذية تعبيرًا من جانبهم عن دعمهم لنظام بشار الأسد، حتى صدرت أغنيات تمتدح البوط العسكري لقوات النظام. يقدّم أولئك –من خلال الأحذية- قرابين الطاعة والولاء للحاكم.

وأقدم العديد من الإعلاميون في شرق أوسطنا على تقبيل الحذاء العسكري على الهواء مباشرة، تعبيرًا عن الدعم للحاكم في المقام الأول والأخير.

وتحت عنوان "متلازمة الأحذية" يقول المعارض السوري جميل عمّار، إنه "فقط في شرق أوسطنا التعيس تكتسب الأحذية قدسية خاصة عند العديد من أشباه البشر؛ فحذاء الجندي السوري الذي هزمت قيادته في معارك مع العدو وانتصرت على أبناء جلدتها أصبح يُقبّل ويُباس ويُوضع فوق الرؤوس؛ بل وذهب البعض لإقامة نصب للبسطار العسكري في الساحات والميادين تكريماً للجندي الذي قصف وقتل الأهالي الأبرياء وهدم المنازل والمساجد والكنائس وصمت كالأبكم على قصف العدو الإسرائيلي لعتاده وعديدة". (اقرأ أيضًا: ØªØ¹Ø±Ù على الوزير التركي الذي يلمع الأحذية).

هذا العشق لحذاء الجندي –وفق عمار- ليس حبًا وتكريمًا للجندي بقدر ما هو أسلوب لتطويع النفوس على تقبل الذل والاستكانة والخنوع للنظام الأمني والبوليسي. مردفًا: إن أكبر دليل على أن عشق أحذية الجنود والمسؤولين هو ما حدث أخيراً في حي السلم بالضاحية الجنوبية بلبنان، حيث تحوّل غضب الجماهير إلى ثورة نالت من حزب الله وأمينه العام بأشنع الشتائم ليعود جميع الشتامين في اليوم الثاني يعتذرون من حسن نصر الله على ما بدر منهم بالأمس وأنهم "فداء كعب صرمايته وغبرة صرمايته ونسوا أن الرجل لا يخرج من مخبأه فلا تتغبر صرمايته".

ويختتم عمار قائلًا "جزء كبير من عشق الأحذية يكون بالإكراه إذا جاء على لسان العامة؛ أما إذا جاء على لسان مسؤول مثل علي عمار ليكون فداء شعث نعل حسن نصر الله فهذا هو النفاق بعينه. بئس أمة جعلت من النعل علماً ومن الحذاء نصباً ليصبح داءً لا شفاء منه سوى بعتق وتحرير رقاب هؤلاء العبيد من رجس العبودية".