المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

تحديد الوقت الأنسب للحمل الثاني يجنب الأم وطفلها المشاكل الصحية والنفسية

 
   
11:58


تحديد الوقت الأنسب للحمل الثاني يجنب الأم وطفلها المشاكل الصحية والنفسية

تحديد الفترة الزمنية بين إنجاب الطفل الأول والثاني يعد مسألة تشغل بال كثير من الآباء والأمهات، فقصر هذه المدة قد يعرض الأم للعديد من المشكلات الصحية وبالتالي يؤثر بالسلب على صحة مولودها، فهذه المدة القصيرة لم تستطع الأم خلالها استعادة صحتها البدنية التي تؤهلها لحدوث حمل آخر، كما أن إطالة هذه المدة بشكل مبالغ فيه يسبب مشكلات صحية من نوع آخر، حسبما أكدت العديد من الدراسات العلمية والأبحاث التي أجريت في هذا المجال .

قصر الفترة الزمنية بين الحملين يكون سبباً في ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي،

وقد بينت نتائج دراسة علمية حديثة، أجراها علماء من الولايات المتحدة، مكرسة لتحديد الفترة الزمنية المثالية الفاصلة بين فترات الحمل، أن تقلص هذه الفترات يؤثر سلبيا ليس فقط في صحة المولود، بل وفي الحالة النفسية وصحة الأم، كما أن إطالة هذه الفترة بشكل كبير أمر غير محبذ.

ودرس الباحثون معطيات تشمل مليوني امرأة في الولايات المتحدة، حيث تبين أن 30 بالمائة منهن حملن بعد مضي أقل من 1.5 سنة على وضعهن الطفل الأول، هذه الحالة تنتشر بين الأمهات اللواتي متوسط عمرهن 20 سنة، في حين النساء اللواتي يقترب عمرهن من 40 سنة يحملن بعد مضي 3-6 سنوات على آخر إنجاب لهن.

واتضح للخبراء أن قصر الفترة الزمنية بين الحملين يكون سبباً في ولادة الطفل قبل موعده الطبيعي، إضافة الى أنه حتى الأطفال الذين يولدون في الموعد الطبيعي يكون وزنهم صغيرا، وهذا كما بينت دراسات سابقة يسبب لهم مشاكل في تطورهم الذهني، كما أن قصر الفترة الزمنية بين الحملين يؤثر سلبيا في صحة المرأة، لأن جسمها لم يستعيد حالته الطبيعية بعد ولادة الطفل الأول، أي انه غير مستعد لحمل جديد.

 Ù…Ù† جانب آخر بينت الدراسة ضرورة عدم تأخير الحمل التالي أكثر من 5 سنوات بعد ولادة الطفل الأول، لأن هذا مضر بصحة الأم بسبب التغيرات الحاصلة نتيجة التقدم بالعمر.

ويشير الخبراء إلى أن هذه مقترحات، لأن الفترة المثالية بين حمل وآخر، تختلف بين امرأة وأخرى. المهم أن تكون مستعدة نفسيا وبدنيا للحمل، خاصة وأن جسم المرأة يعود إلى حالته الطبيعية بعد مضي ما لا يقل عن سنتين على الولادة الأولى.

من ناحية أخرى، توصل بحث هولندي إلى استنتاج مفاده أن فترة عامين هي أفضل فاصل زمني بين الولادات لتنشئة أطفال أذكياء، وتقول الدراسة، إن الأطفال الكبار من تم إنجابهم قبل عامين من ولادة شقيق آخر، أكثر ذكاء، ويسجلون درجات أعلى في اختبارات الرياضيات والقراءة عن أقرانهم من ولدوا في تباعد زمني أقل، ولاحظ الباحثون إن زيادة فارق عام بين الولادات يحسن من قدرة الشقيق الأكبر على القراءة، بمعدل 0.17  بحسب معايير نسب الذكاء الانحرافية وفق اختبار بيبودي للتحصيل الفردي.

ويرى البعض أن إطالة مدة الفاصل الزمني للإنجاب تتيح للآباء منح كامل الانتباه والاهتمام للطفل الأول وتنمية قدراته العقلية، كما أنه يتيح لجسد الأم التعافي من الحمل والولادة قبل البدء بحمل جديد.

في حين حذر الخبراء في دراسة علمية أخرى، من أن طول الفترة الزمنية التي تتركها المرأة بين حمل وآخر يمكن أن تزيد من خطر إصابة الابن الأصغر بمرض التوحد، وأن الأطفال الذين يولدون بعد أقل من عامين من إخوتهم، أو بعد أكثر من ستة أعوام، يكونون أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات عرضة للتشخيص بحالة من التوحد،  مشيرة إلى أن النساء اللواتي يلدن أطفال بالتتابع السريع قد استنفدن مخزونهن من حمض الفوليك، مما يزيد خطر التوحد.

ودرس الفريق كذلك الفترات الفاصلة بين حمل الأم، الذي يعرف بأنه الوقت من الولادة الأولى إلى ولادة الطفل الثاني، ووجدوا أن هؤلاء الأطفال يزيد لديهم خطر التوحد بنسبة واحد إلى ثلاثة أضعاف، إذا ما انتظرت الأم فترة نصف العام أو فترة أقل من عامين وستة أعوام أو أكثر، بالمقارنة مع فترة من ثلاثة أعوام إلى أقل من أربعة أعوام.

وتتفق مع نتائج هذه الدراسات أستاذ ورئيس قسم النساء والتوليد بجامعة الأزهر، الدكتورة نجلاء الشبراوي والتي تؤكد على أهمية تباعد الفترة الزمنية بين الحمل والآخر، محددة ألا تقل المدة في جميع الأحوال عن عامين سواء كانت الولادة الأولى قيصرية أو طبيعية .

وتوضح الشبراوي أن جسد المرأة يحتاج إلى وقت ليس بالقصير كي يستعيد عافيته والعناصر التي فقدها في الحمل الأول، كما أن الطفل الأول يحتاج إلى فترة لا تقل عن عامين كي تتم عملية إرضاعه وفطامه بالشكل المطلوب، وكما أمرنا الله عز وجل أن تكون فترة الرضاعة عامين كاملين، وأن حدوث حمل جديد خلال هذه الفترة يحرم الطفل من إتمام فترة رضاعته وبالتالي يؤثر بالسلب على صحته وعملية نموه.

وتتابع: من ناحية أخرى يسبب التقارب بين الحمل والآخر نقصا شديدا في العناصر الأساسية في جسم السيدة كالحديد والكالسيوم ما قد يصيبها بهشاشة العظام، كما أن الولادات المتكررة تسبب سقوط المهبل وارتخاء عضلات الحوض وتصبح أكثر عرضة لولادة طفل غير مكتمل النمو .