المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

فنانون سوريون شباب يُعبرون برسوماتهم عن مآسي الحرب والدمار

 
   
09:21


فنانون سوريون شباب يُعبرون برسوماتهم عن مآسي الحرب والدمار

شهدت الشهور الماضية ما يمكن وصفه بـ "الطفرة" في اللوحات الفنية المُعبرة عن الصراع في سوريا، وهي اللوحات التي تستمد جوهرها من الحرب الدائرة وترتكز على وضع "الإنسان" خلال ذلك الصراع

 

رائحة الموت التي تبعثرت في المكان بعد قذف حلب الشهر الماضي، ومشهد خروج سيدة سورية من تحت الأنقاض ووجهها مملوء بالغبار والدماء، كل هذا دفعني لأن أجسد سورياليزا
علوم

تَفجَّرت مواهبهم الكامنة مع الأزمة، فأثروا الساحة الفنية العربية بأعمالٍ شاهدة على معاناة شعب بأكمله ينشد الحرية والديمقراطية. شبابٌ سوريون نجحوا –رغم المُعيقات- في التعبير عن مآسي الحرب والدمار في بلادهم، وذلك بأعمالهم الفنية ورسوماتهم المختلفة، التي أشاد بها الكثيرون.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية منذ بدء العام 2016 وحتى الآن، ما يمكن وصفه بـ "الطفرة" في عالم الفنون السورية، في ظل تزايد عدد المعارض الفنية التي شارك فيها فنانون سوريون شباب بأعمالهم التي كانت "الحرب" وتداعياتها جزءًا لا يتجزأ منها.

 ÙƒÙ…ا ذاع صيت العديد من اللوحات الفنية لفنانين سوريين، مثل لوحة "سورياليزا" لصاحبها حسام علّوم، والتي تعتبر واحدة من أهم اللوحات الفنية التي لاقت ذيوعًا وشهرة، نظرًا لما عبّرت عنه من آلام الشعب السوري (خاصة المرأة السورية).

سورياليزا

"إن رائحة الموت التي تبعثرت في المكان بعد قذف حلب الشهر الماضي، ومشهد خروج سيدة سورية من تحت الأنقاض ووجهها مملوء بالغبار والدماء، كل هذا دفعني لأن أجسد سورياليزا.. فور رؤيتي للمنظر عزمت على رسمها الذي استغرق يومًا واحدًا، لم استطع خلاله النوم وانتظرت الشروق لأرى اللوحة تحت ضوء أشعة الشمس". بتلك الكلمات تحدث صاحب السورياليزا عن عمله الفني والدافع الانفعالي ورائه.

ويشير علوم إلى أن تشابه الاسم بين سورياليزا وصاحبتها التى اقتبست منها (الموناليزا) يدفعان الإنسان دفعًا للتساؤل مستقبلًا عن الفروق الإنفعالية التى ظهرت في كليهما وجعلت كل واحدة منهما تخرج على هذه الهيئة.

وفي بداية الشهر الجاري، أقام علّوم معرضًا للوحاته في اسطنبول تحت عنوان "في زمن الرماد"، لكنّه فضل عدم عرض "سورياليزا"، موضحًا ذلك بأن السورياليزا تحتاج لمعرض خاص بها، كما أنه يرفض بيعها رغم العروض التي تلقاها؛ لأنه يرى أنها تجسّد جزءًا مهمًا من القضية السورية، وكان قبلها بعدة أشهر قد أقام معارض أخرى كان من ضمن معروضاته لوحة "ملائكة سوريا"، التي وثق فيها أسماء 12 ألفًا و490 طفلًا سوريًا من الذكور والإناث سقطوا ضحية الصراع المتواصل بمساحة إجمالية بلغت 441 مترًا مربعًا، وتم عرضها في أحد معارض بروكسل.

سوريا من اللحد إلى المهد

بعض التعديلات التي أدخلها الفنان السوري حمد هواري، على صور توضح حجم الدمار الذي أصاب المدن السورية، جعلتها تلك التعديلات تحمل طابعًا جديدًا وعكسيًا عما كانت تثيره في النفوس لأول وهلة. فحالة الولادة الجديدة لسوريا في المستقبل كانت المحور الرئيسي لفكرة هواري، الذي يقول: إنّ العمل الفني (سوريا من اللحد إلى المهد) يجسد الأمل والتفاؤل الثوري الذي عشته مع الشعب السوري على امتداد السنوات الماضية، ومازلنا متمسكين به رغم كل الدمار والتضحيات.

ويردف قائلًا: اخترت في هذا العمل النساء والأطفال والرجال المسنين في طريق عودتهم إلى منازلهم، كما لو أن الكاميرا خلفهم، مع الاحتفاظ بالرموز الهامة جدًا لبعض محافظات سوريا باللون الذهبي، واستخدام الرمز المهم لكل مدينة وثبات رمزها في المستقبل، وأضفت نصوصًا باللغة العربية والإنجليزية تصف تلك المحافظات بشكل مبسط ومعبر، وتوضح معاناة تلك المدن المدمرة ببشرها وحجرها، وما آلت إليه بسبب الحرب.

توأمة

نوع آخر من التعبير الفني الذي اعتمد هذه المرة على البحث عن المزيج المشترك بين تركيا وسوريا، الأمر الذي دفع بعض الفنانين السوريين إلى إقامة معرض للوحاتهم المرسومة على القماش، في مدينة أورفا التركية.

ويقول أحد الفنانين السوريين المشاركين مصطفى سليمان في المعرض: "إنّ تسمية المعرض باسم توأمة هو حالة من البحث عن الشيء المشترك بين شيئين، وفي حالتنا كنا نبحث بريشتنا على الأشياء المشتركة بين بلديتين أحدهما سورية والأخرى تركية، مثل ..الأماكن الأثرية (حران ومقام الخليل ورصافة السورية وقلعة جعبر السورية)، وأحياء في أورفا وطبيعة أورفا الفراتية بالإضافة إلى العادات والتقاليد واللباس وحتى شكل طبيعة البناء بين البلدين، لكي نوصل رسالة بأننا نملك الروح الجميلة والجمال ولسنا إرهابيين كما يُشاع".

بناء على العظم

ويعد الفنان السوري الشاب مصطفى يعقوب، واحدًا من أبرز الفنانين الذين يهتمون بالحالة السورية، ففي كل لوحاته نوع جديد من الرمزية التي وصفها رواد صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك" بالأسلوب السهل الممتنع، ما جعل لوحته "بناء على العظم" تصل للعرض في معرض  (Saatchi gallery) ÙÙŠ لندن.  كما شارك يعقوب بحملة لصور تحت اسم "فنون من قلب الدمار السوري"ØŒ وكانت الصورة التي تم اختيارها للمشاركة في مهرجان لندن واحدة من تلك الصور.

الإنسان في سوريا

كما يعتبر مشروع "الإنسان في سوريا" واحدًا من أهم المشروعات التي تهتم بتسليط الضوء –عبر الفن- على معاناة الإنسان السوري في ظل آلة الحرب الدائرة، ولكن الإنسان المقصود هنا هو هذا الشخص الذي يريد أن يعيش وينتج ويبدع عن طريق نشر قصص عنهم، وكانت أحد الوسائل الدعائية التي استهدفها المشروع هو إقامة معرض لبعض الفنانين السوريين الذين اهتموا بسرد قصص إنسانية سورية عبر ريشاتهم.

وتقول مسؤولة التنسيق والتواصل الإعلامي للمشروع مارفن جات: إنّ مشروع "الإنسان في سوريا" هو مشروع لتوثيق ونشر قصص الإنسان من خلف خطوط المعارك وصولًا إلى التفاصيل التي تجعلنا بشرًا, قصص الحياة اليومية وقصص النجاة, والمشقة والأمل. ونجح المشروع في نقل 200 قصة منوعة عن يوميات المواطن السوري العادي وقصص النجاح والأمل.

الذكرى الخامسة

قي 15 مارس/آذار الماضي تم تنظيم معرض "سوريا.. الثورة اليتيمة" في مدينة جنيف بسويسرا لعرض صور ولوحات تعبّر عن مفهوم الثورة السورية لدى أبنائها، والمعرض جاء بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة، وقد لاقى قبولًا واسعًا في وقت عرضه.

ولم تنته المعارض الفنية التى انتشرت في الذكرى الخامسة للثورة والتى كان منها معرض للصور الفوتوغرافية للمصوّر الفرنسي ذو الأصول السورية عامر عبدربه، والذي أُقيم  في مدينة الدوحة تحت عنوان "حلب لهم ولهن السلام"Ø› من أجل تجسيد حجم المعاناة لمدينة حلب في ظل أوضاع الحرب والدمار.

وكان للاجئين السوريين في الأردن معرضًا يحمل رؤيتهم للأزمة السورية، والذي جاء باسم "أحلام الياسمين"، وتم عرضه في الحادي والعشرين من فبراير/شباط الماضي واستمر حتى اليوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه، تحت رعاية مؤسسة "سوريات عبر الحدود"، المختصة بشؤون اللاجئين السوريين فى الأردن.

وتشير المسؤول الإعلامي للمؤسسة إلى إنّ المعرض شهد إقبالًا جيدًا وتم بيع عدد من اللوحات التي سيعود ريعها للرسامين. وكان عدد الرسامين المشاركين في المعرض سبعة رسامين سوريين يعيشون في مخيم الزعتري وهم: (محمد عوض وعماد الكفري ومحمد جوخدار ويوسف الشولي ومحمود المصري وإبراهيم أو زايد ومحمد العماري).

كما أقام "مركز كتارا للفنون" في الدوحة معرضًا للفن التشكيلي تحت اسم "أصوات" للسوريين ريم يسوف وعمران يونس، وذلك في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي، والذي عبّر كلاهما عن رويتهما المختلفة للأزمة السورية بعدد من اللوحات التي لاقت إقبالاً واسعاً في الدوحة.

وعلى هامش مؤتمر "اللاجئات والنازحات العربيات" الذي أقيم  في الفترة من 3 إلى 5 مايو 2016 بالقاهرة، أقامت منظمة المرأة العربية معرضًا للاجئات السوريات في مصر لمنتجاتهم المشغولة يدويًا، وجاءت المنتجات معبّرة إلى حد كبير عن سوريا الوطن المفقود.




معرض الصور