المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

فنانة سورية تحول رسومات الأطفال لقطع فنية: مجتمعاتنا العربية تجهل قيمة الأعمال اليدوية

 
   
09:25


فنانة سورية تحول رسومات الأطفال لقطع فنية: مجتمعاتنا العربية تجهل قيمة الأعمال اليدوية

" منذ صغري وأنا أحب الأعمال اليدوية فكنت أخيط الفساتين لدميتي وغيرها من الأشياء، ولكن مع بداية الأزمة السوربة وكثرة الجلوس في المنزل بدأت أبحث عن أمور لملئ الوقت، وكانت تجربتي الأولى بأرنب صغير أحببته، وصنعته من الصوف . وقد اختارت هذا النوع من الأعمال اليدوية لأنني أحب الأطفال وعالم الأطفال وكل شئ يخصه، فكانت بدايات تجربتي بشئ يدخل السرور على نفسي أولاً، قبل أي أحد لأنني أرى طفل بداخلي يحتاج أن أسعده." كانت هذه الكلمات هي جزء من حوار الشابة السورية شذى عرعار لـ "صوت دمشق".

 

 Ø£ØªÙ…نى لو أستطيع مساعدة كل طفل سوري ولكن أنا احتاج لمن يساعدني للأسف.
شذى عرعار

وتحكي شذى عن فكرتها في تحويلها رسوم الأطفال إلى لوحاتٍ ودمى، مؤكدةً أن هذا الجانب مهم جداً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، قائلة : " بعد أن رحلت عن سوريا لسبب دفع الكثيرين على الرحيل، منذ أربع سنوات بدأت رحلة تنقل بين سوريا ومصر، وبعد أن استقريت اليوم في تركيا بدأت استلهم فكرتي من أعمال عدة أشخاص على الإنترنت، وكان المساعد الأكبر لي في هذه المهمة هما والدتي وأخي . أما الاطفال الذين أعمل معهم ليس لديهم أي شرط لاجئ او غير ذلك."

وتضيف شذى عرعار، خلال حديثها لـ "صوت دمشق":  Ù…نذ الغر علمتني أمي الأساسيات ØŒ ولكن عندما استحوذتني هذه الفكرة بدأت بالبحث ومشاهدة الفيديوهات لكي أطورها وأستطيع تنفيذ أفكاري، وعملت جاهدة على إضافة لمستي الخاصة واحساسي في كل قطعة، وبعد الانتهاء من مشغولاتي بعضها أتركها كنماذج للعرض وبعضها لقيمة ما عندي والبعض أبيعه."

وتتمنّى عرعار أن لو تستطيع الاحتفاظ بجميع الألعاب لنفسها وتهدي كل الأطفال حولها ورفاقها من أعمالها لتدخل السعادة لقلوب الجميع.

وتحدثت عرعار عن طريقة تواصلها مع الزبائن، قائلةً : " يكون عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لأن معظم زبائني إما أصداقائي أو أناس تعرفوا على أعمالي عن طريق صفحه مخصصّة لعرض منتجاتي على "الفيس بوك".

وتصف شذى عرعار تجربتها في تحويل الرسومات بـ الجديدة ،لأن الأطفال الذين نفذت لهم رسوماتهم هم طلابها الذين  ØªØ¯Ø±Ø³ لهم مادة الفنون، وقد بدأت تجربتها برسوماتهم . وتزيد ثقتهم بأنفسهم عندما تتحول أحد رسوماتهم لدميه مميزة بنفس خطوطه Ùˆ ألوانها.

أما بالنسبه لوقت تنفيذ كل قطعه لا يوجد شئ ثابت فهناك قطع ممكن تأخد أيام، وممكن بعض القطع تأخذ أسبوع وأكثر من ذلك. وخاصه التجارب الجديدة بعضها يأخذ أسابيع للانتهاء . مضيفة : لا أنهي قطعة حتى أكون راضية عنها تماماً . فعند تنفيذ أي قطعة أعمل جاهدةً على أن تكون مميزة بكل تفاصيلها وأراها قطعة فنية تحتاج مني كل التركيز أعمل وأعطي فيها من روحي.

وتصف عرعار ردود فعل  Ø§Ù„أطفال بعد مشاهدتهم رسمتهم وقد تحولت لدمية بالرائعة جداً وسعادة وفرح كبير.لدرجه أنها تعطيها جرعة كبيرة من الفرح والرضى والقوى للاستمرار للأمام بخطواتها وأفكارها. مضيفةً : أعمالي غير مقتصرة على الأطفال إنما تستهوي الكبار أيضاً، لأنها في داخل كل انسان منا طفل صغير.

وتشير إلى بداياتها والتي كانت تهتم في المقام الأول بأن تعمل على اسعاد الطفل الموجود بداخلها، ولكن مع الأيام أصبح هدفها الأكبر هو اسعاد الأطفال وإدخال السرور إلى قلوبهم وتحقيق جزء من أحلامهم، وأن تثبت للجميع بأن شذا انسان ناجحة وموهوبة وفنانة بحق الكلمة، وكان هذا  ØªØ­Ø¯Ù‰Ø§Ù‹ للجميع ولنفسها ØŒ على حد قولها. مشيرة إلى أنّ مجتمعنا يقتل المواهب للأسف، قائلة :نحن  Ø¨Ø­Ø§Ø¬Ù‡ لمن يرعى مواهب الأطفال وينمي كل ماهو جميل داخل كل طفل ."

أما عن التحديات التي واجهتها فتقول : في بادئ الأمر وبسبب كثرة التنقل و اختلاف اللغات واجهتني صعوبة في إيجاد المواد والأدوات المستخدمه . وهناك مشكله أخرى تحزنني هي أن معظم الناس في مجتمعنا العربي لا تميز بين العمل اليدوي والمنتجات الأخرى العادية وغير مستعدة لإقتناء هذه الأشياء."

وتضيف : فكرت في انشاء متجر خاص بي لكن الظروف لاتسمح لذلك أسعى حالياً للمشاركة في المعارض Ùˆ البازرات لنشر أعمالي ,ومحاولة التسويق إلكترونياً. كما فكرت بالتواصل مع بعض المؤسسات وأنا حالياً في طور التواصل مع أحد المنظمات الراعية للأطفال نفسياً.  كما بدأت في إعداد برنامج أولي لتجميع قدرات ومواهب الأطفال السوريين الضائعة ومحاولة رعايتها ودعمها.

أما عن طموحاتها وأحلامها، فتقول : عندي طموحات كثيرة ولا حدود لها، وحالياً أحلم بتكوين عملي الخاص ووصول اسمي ومنتجاتي لكل أنحاء العالم وإسعاد ماقدرت من الأطفال والأهم الطفل السوري الضائع بهذا العالم الكبير . وانشاء مكان لرعاية الموهوبين ودعمهم ورعايتهم وتطوير مواهبهم. كما أتمنى لو أستطيع مساعدة كل طفل سوري ولكن أنا احتاج لمن يساعدني للأسف.

شذى عرعار ، شابة سورية ولدت في دمشق في عائلة رعت مواهبها وسعت لتطويرها ودعمها إلى الآن . درست الرسم والخزف في معهد الفنون التطبيقية في قلعة دمشق ، كما تخرجت منه 2007 و شاركت في ملتقى الخزف الأول بدمشق 2013 وعملت في مدرسة سورية باسطنبول، كما شاركت في معرض بيبهانس سوريا وعدة معارض أخرى باسطنبول.




معرض الصور