"شيخ المؤرخين العرب"ØŒ "مرشد الوØدويين"ØŒ "داعية العقلانية"ØŒ " المربي النموذجي".. ألقاب عدة أطلقت على المؤرخ السوري البارز قسطنطين زريق، كانت لها صلات بنشاطه البازغ طوال Øياته التي خل٠على إثرها عدد من المؤلÙات الهامة منها "الوعي القومي"ØŒ "ÙÙŠ معركة الØضارة"ØŒ "Ù†ØÙ† والتاريخ"ØŒ هذا العصر المتÙجر"ØŒ وغير ذلك من المؤلÙات التي شكّلت منبعًا هامًا ÙÙŠ تاريخ الÙكر الØديث.
ولد قسطنطين زريق ÙÙŠ دمشق عام 1909ØŒ تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ÙÙŠ مدارس أرثوذكسية ثم التØÙ‚ بالجامعة الأمريكية ÙÙŠ لبنان لدراسة الرياضيات، التي سرعان ما تØول عنها لدراسة التاريخ، لينال بكالوريوس الآداب ÙÙŠ العام 1928ØŒ ثم ساÙر بعد ذلك لينال درجتي الماجستير من شيكاغو ثم الدكتوراة من جامعة برنستون.
بعد انهاء دراسته العليا، عمل زريق ÙÙŠ الجامعة الأمريكية ببيروت وترقى ÙÙŠ الدرجات الجامعية، كما عمل ÙÙŠ عدد آخر من الجامعات مثل دمشق وجورج تاون وكولومبيا. ÙÙŠ العام 1949 عين زريق رئيسًا للجامعة السورية Øتى العام 1952ØŒ كما عين كنائب لرئيس الجامعة الأمريكية.
Ùضلًا عن تدرجه ÙÙŠ الوظائ٠الأكاديمية، كان لزريق نشاط كبير ÙÙŠ عدد من المنظمات الثقاÙية الإقليمية والعالمية، وشغل مناصب هامة منها عضوية مجمع اللغة العربية ÙÙŠ دمشق، وعضوية المجمع العلمي العراقي، وعضوية Ùخرية ÙÙŠ الجمعية التاريخية الأمريكية، والمجلس التنÙيذي لليونسكو، والمجلس الإداري للهيئة الدولية للجامعات، Ùضلًا عن رئاسته لجمعية أصدقاء الكتاب ÙÙŠ لبنان، ومجلس أمناء مؤسسة الدراسات الÙلسطينية.
إن المبادرة ÙÙŠ الإنشاء الØضاري لا تأتي من الجماهير بل من النخبة، وللجماهير قوتها التي لا تنكر، ودورها الخطير الذي تلعبه ÙÙŠ توجيه الأØداث والØضارات، ولكن جدوى هذا الدور - خيراً أم شراً - تتوق٠على صØØ© الوعي من الأÙراد المبدعين ومن القيادات المبدعة التي هي دوماً قلة ÙÙŠ المجتمع.
إن شؤون الثقاÙØ© التي ÙŠÙرض Ùيها أن تداÙع عن الØقيقة والØÙ‚ وأن ترعاهما وتنميهما ÙÙŠ المجتمع قد هبطت اليوم إلى دركات من الانعدام والانØرا٠تستدعي إثارة Øس المثقÙين بمسؤوليتهم الأولية ÙÙŠ هذا المضمار ومطالبتهم بأن يكونوا أمناء على مهمتهم الأصلية ÙÙŠ اØترام الØقيقة ونقد الذات والسلوك ÙˆÙÙ‚ المبادئ الخلقية التي تنطوي الثقاÙØ© الØية الصØÙŠØØ© عليها.
إن المثلث الذي يقوم على العقيدة والتراث والتربية غير قادر بØد ذاته على التØرك، ونقل المجتمع من وضعه الراهن إلى Øالته المرجوّة، لأنه يتكوّن ÙÙŠ الأساس من عوامل غير متØركة، وهو ÙŠØتاج لكي ÙŠØµØ¨Ø Øالة Ùعالة وديناميكية إلى قوة من خارجه تعمل على تنشيطه وعلى توجيهه واستغلال للطاقات الكامنة.
ÙÙŠ كتاب للمÙكر الدكتور عبد الغني عماد ضمن سلسلة "سير وأعلام" الصادرة عن مركز دراسات الوØدة العربية بعنوان "قسطنطين زريق الداعية والمÙكر القومي العربي" وضع عماد مؤلÙات زريق ÙÙŠ ثلاث مجموعات: الأولى كتب ذات طابع أكاديمي تقوم على الترجمة والتØقيق التاريخي لمخطوطات نادرة ÙÙŠ التراث العربي والاسلامي، ومنها: "تØقيق ونشر تهذيب الأخلاق لأØمد بن مسكويه". المجموعة الثانية من مؤلÙات الكاتب تضمّ أربعة كتب وهي: "الوعي القومي: نظرات ÙÙŠ الØياة القومية المنÙتØØ© ÙÙŠ الشرق العربي" الصادر عام 1939ØŒ Ùˆ "أي غد؟ دراسات لبعض بواعث نهضتنا المرجوّة" الصادر عام 1957ØŒ أما الكتاب الثالث الصادر عام 1963 Ùكان بعنوان "هذا العصر المتÙجر: نظرات ÙÙŠ واقعنا وواقع الانسانية"ØŒ وكتاب "أعظم من منتصرين" الذي صدر عام 1966.
المجموعة الثالثة من مؤلÙات زريق ضمت عددًا من الكتب التي ركزت ÙÙŠ تناولها على موضوع واØد بشكل متكامل مثل كتاب "معنى النكبة" الصادر عام 1948ØŒ وكتاب "Ù†ØÙ† التاريخ: مطالب وتساؤلات ÙÙŠ صناعة التاريخ وصنع التاريخ" الذي صدر عام 1959ØŒ Ùضلًا عن كتابه "ÙÙŠ معركة الØضارة: دراسة ÙÙŠ ماهية الØضارة وأØوالها ÙˆÙÙŠ الواقع الØضاري"ØŒ Ùˆ"Ù†ØÙ† والمستقبل" الذي أصدره عام 1977.
الكاتب اللبناني زياد الØاÙظ: قسطنطين زريق رجل نهضوي بامتياز. Ùكتاباته تستذكر التاريخ خدمة للمستقبل. ويستشهد الكاتب الكبير بآية قرآنية تعبّر عن دواÙعه: Ùإنَّ الذÙكرى تَنْÙَع٠المÙؤمÙنين. Ùالعلم والإيمان ÙÙŠ صميم Ùكره وهاجسه تØقيق رÙاهية الإنسان العربي ÙÙŠ مجتمع Øضاري يؤدي رسالته للإنسانية. Ùالرجل النهضوي ينظر دائما إلى الغد ويأخذ العبر من الماضي والØاضر ولكن المستقبل هو هاجسه الأكبر إن لم يكن الوØيد. وقراءته لمستقبل الأمة التي يذكرها دائما ÙÙŠ كتاباته تدّل عن وعي بالمتغيرات التي Øصلت والتي ستØصل Øتما وتأثيرها على مسار الأمور. Ùما يميّز كتابات الدكتور قسطنطين زريق هو Øداثتها بمعنى أنها تجسد الØداثة كما سأبينه لاØقا. وهذه الØداثة تجعل Ùكره يصمد أمام امتØان الزمن والتاريخ.
المÙكر السوري عزيز العظمة: إن كتاب (معنى النكبة) وهو الكتاب الذي أطلق شهرة الراØÙ„ كمÙكر قومي رئيس، والذي أدخل عبارة (النكبة) ÙÙŠ اللسان العربي على معناها الذي أضØÙ‰ مألوÙاً – الذي نشر بعد نكبة العام 1948 ÙÙŠ Ùلسطين، لم يكن بالشأن المستغرب من رجل عر٠بالعلم ولكنه مارس العمل العام مع الإصرار على مقاومة الرغبة ÙÙŠ Øب الظهور، ولم يكن مستغرباً كتابة (معنى النكبة مجدداً) الذي تلى هزيمة 1967ØŒ وقد توخى المؤل٠ÙÙŠ الكتابين معاينة مواضع الاعتلال ÙˆÙقدان المناعة والاقتدار السياسيين والعسكريين والاجتماعيين – أي التاريخيين – لدينا معشر عرب القرن العشرين، مما Ø£ØªØ§Ø Ù„Ù„Ø¢Ø®Ø±ÙŠÙ† استباØØ© أراضينا واقتصادنا ومجتمعاتنا. ووجد المؤل٠أن مواضع الاعتلال وعدم الاقتدار تكمن ÙÙŠ جملة من العوامل التي تشكّل – مجتمعة – ظاهرة التخل٠والÙوات التاريخيين: من أهم هذه العوامل ضع٠الروابط الداخلية، وتخل٠المناØÙŠ العقلية، والتبعية الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، والانغلاق والتغني الخطابي بالتراث وبالماضي العظيم.