سماها البعض سندريلا الشاشة، Ùيما أطلق عليها آخرون اسم "نجمة الإعلام العربي"ØŒ أمّا هي Ùكانت الإنسانة، تق٠مع المظلوم دائمًا ضد الظالم. ترى أن الإعلام يجب أن يكون مع الناس ومن أجل الناس، Ùكانت كذلك.. رولا Øيدر، الإعلاميّة والمذيعة ÙÙŠ قناة أورينت، والتي اشتهرت ببرنامجها "هنا سوريا"ØŒ تØلّ ضيÙØ© على "صوت دمشق" ÙÙŠ لقاء خاص.
ÙÙŠ البداية، ما هو تقييمك للأداء الاعلامي سواء المØتر٠أو أداء ودور النشطاء الإعلاميين السوريين؟
الإعلام السوري تØديدًا ما زال ÙÙŠ بداياته الاØتراÙية، لأن ما سبق لم يكن إعلاماً، بل كان Øركة توجيهية منقادة لما يريده المسؤول ÙÙŠ النظام، وأعتقد بأنّ التجارب الصØÙية سبقت المرئية ربما لتعطش الصØÙÙŠ السوري للكتابة بØرية والتعبير عن آرائه باستÙاضة، Ùهناك الكثير من المواقع الإلكترونية التي اكتسبت ثقة واØترام ومتابعة الجمهور، وتجارب إذاعية مميزة على الرغم من أنها لم تصل بعد للاØتراÙية المطلوبة، أما تلÙزيونيا Ùأورينت هي المنبر الوØيد الذي استÙاد من خبرة وجوده قبل الثورة ولعبه على أوتار Øساسة ÙÙŠ عهد النظام وإن كنا بØاجة إلى الكادر السوري المؤهل للعمل الاعلامي بشكل عام، وهي خبرات تنقصنا كسوريين.
أما النشطاء الإعلاميين Ùهؤلاء Øكاية Ø£Ùخرى Ùقد تÙوقوا على أنÙسهم Ùيما قدموه وتعلموا بالطريقة الصعبة العمل الإعلامي من خلال التجربة والخطأ والتصØÙŠØØŒ وابتكروا أنواعاً جديدة من الإعلام مثل إعلامي كاميرا الموبايل والبث المباشر ونشطاء الخبر العاجل على مواقع التواصل الإجتماعي على بساطتها، ولكن أثرها كان كبير وأصبØت جزأ لا يتجزأ من إعلام العصر(السوشيال ميديا).
وما هي النصيØØ© التي توجهينها للنشطاء الإعلاميين السوريين؟
تØري دقة ومصداقية الخبر من أكثر من مصدر قبل النشر، ومراعاة ما يجب ان ÙŠÙنشر من عدمه، لاسيما ÙÙŠ الأمور العسكرية الØساسة، والأهم تعّلم الØياد لاسيما أيضا وأن الأرض السورية الآن تعج بعديد الÙصائل وعديد التوجهات، من الطر٠المعارض طبعا أقصد، لذلك كلما استطاع الناشط الإعلامي البقاء على مساÙØ© واØدة من الجميع كلما استطاع Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£ÙƒØ«Ø± واثبات Ù†Ùسه كإعلامي ذو مصداقية وثقة من الجميع.
وبالØديث عن تجربتك، نريد بداية أن نعر٠من هي رولا Øيدر؟
رولا Øيدر، إعلاميّة سورية القلب ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆÙ„Ø¯ØŒ ÙÙŠ عروقي خليط سوري جزائري من والدتي الجزائرية، رØمها الله، عشقي الشامي كعشق الأمير عبد القادر الجزائري لهواء دمر ودمشق، Ø·Ùولتي ÙˆØياة والدي وعمله كمهندس مدني جعلتني أتعلم الجغراÙيا السورية، Ùعشت ÙÙŠ الرقة والسلمية ÙˆØلب ودمشق، وللرقة Øنين خاص، Ùيها مدرستي الأولى، ÙˆÙيها كنت المدللة، Ùقد بقيت ÙˆØيدة والديّ لست سنوات.
مراØÙ„ دراستي الإعدادية والثانوية كانت ÙÙŠ الإمارات العربيّة المتّØدة، عدت بعدها إلى سوريا مع بداية دراستي الجامعية ÙÙŠ كلية الاقتصاد. عشقي للكاميرا كان بعمر السبع سنوات، وكانت هدية من والدي، لا أدري ما الذي جعله يهديني هذه الآلة التي Ø³ØªØµØ¨Ø ÙƒÙ„ مستقبلي، ربما هو Ø¥Øساس الأب.. أصبØت هوايتي التصوير الÙوتوغراÙÙŠØŒ أصور كل شيء وأي شيء الطبيعة والبيوت والوجوه والقطط وعناقيد العنب ÙÙŠ منزلنا بمدينة السلمية، وشجرة النارنج ÙÙŠ منزل جدي بدمشق، لدي مئات الصور منها ما زال سليم ومنها Ù…ØÙ‰ ملامØÙ‡ الزمن.
وعندما جاءت كاميرا الÙيديو للمنزل أصبØت شغلي الشاغل طوال الوقت، إخوتي كانوا ضيوÙÙŠ الدائمين، ÙˆÙÙŠ مرØلة النضج بدأ والدي بأخذنا إلى ما كنا نسميه قصر الغناء، وهو عبارة عن قبة تØتها كراسي تعطي صدى للصوت وهناك كنا نغني ونمثل مسرØيات من تأليÙنا، أما دراستي الجامعية ÙÙŠ الاقتصاد جاءت بناء على رغبة والدتي، بيد أنّ عيني كانت على مكان آخر Øيث الكاميرا وما تتيØÙ‡ لي من قدرة لأكون أنا، ربما لأنني لم أكن اسكت عن الظلم Øتى بأبسط الأمور، ودائما كنت Ù…Øامي الدÙاع عمّن أشعر أن Øقه مهضوم سواء ÙÙŠ المدرسة أو البيت أو Øتى الشارع، وطبعا لا تمر الأمور دائما لصالØÙŠ مما كانت يسبب لي بمشاكل كثيرة، ومع امتهاني العمل الإعلامي كنت قد بدأت أيضا بدراسة الإعلام ÙÙŠ جامعة دمشق لأتمكن من دعم الخبرة العملية بالدراسة الأكاديمية.
شعاري ÙÙŠ الØياة أبيات للإمام الشاÙعي علقها والدي على باب المنزل، تقول:
دع الأيام تÙعل ماتشاء.. وطب Ù†Ùسا إذا Øكم القضاء
ولا تجزع Ù„Øادثة الليالي.. Ùما Ù„Øوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الاهوال.. جلدا وشيمتك السماØØ© والوÙاء
من أين انطلقت وكي٠وصلت إلى أورينت؟
بدايتي كانت ÙÙŠ إذاعة القدس بدمشق كمتدربة على تØرير وتقديم الأخبار أثناء دراستي ÙÙŠ جامعة الاقتصاد، وبعدها عملت ÙÙŠ شركات إنتاج بالإمارات العربيّة المتّØدة كمساعد مخرج ومنÙذة "Ùويس أوÙر" ومعدة. وبدايتي التÙلزيونية كانت ÙÙŠ العام 2004 ÙÙŠ تليÙزيون جير ون المختص بالسيارات والرياضات المتعلقة بالمركبات (زوارق سريعة - سباقات الدراجات - الراليات وسباقات السيارات) كمعدة ومقدمة.
ÙˆØصلت على عدة شهادات تقدير لمساهمتي الإعلامية ÙÙŠ الرياضات البØرية من نادي أبوظبي للرياضات البØرية وغيره، كانت تجربة جميلة ومتعبة جداً بنÙس الوقت كنت أذهب إلى الصØراء لتصوير الراليات "بعز الØر والشوب" أقضي ساعة بانتظار سيارات المتسابقين أن تمر لكي Ø£Øصل على اللقطة التي أريد.
عملت أيضا ÙÙŠ عدة قنوات اماراتية ( ميوزك بلس - آرابيان تراÙÙ„ – الديرة - تلÙزيون وراديو الÙجيرة). وشاركت ÙÙŠ تقديم اØتÙالات الإمارات الوطنية التي بثت على قناة أبوظبي وتلÙزيون الÙجيرة على أرقى Ù…Ø³Ø§Ø±Ø Ø§Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø©ØŒ وكانت لي تجربة مميزة على تلÙزيون سوداني (زول tv) عرّÙتني على هذا الشعب الطيب وأصبØت بيننا علاقة خاصة من الإØترام والتقدير المتبادل.
أمّا عملي ÙÙŠ أورينت Ùقد كان بمØض الصدÙØ© وأجمل صدÙØ©ØŒ كنت Øينها أعمل بتلÙزيون وراديو الÙجيرة وكان هناك مشروع لبرنامج مشترك بين تلÙزيون أورينت والÙجيرة كنت أنا المرشØØ© له من قبل تلÙزيون الÙجيرة، وكانت لي عدة زيارات لأورينت Øينها من أجل هذا المشروع، ولأسباب مختلÙØ© لم يكتمل مشروع البرنامج بين الطرÙين، عندها عرض علي Ù…Øمد مشيش (مدير البرامج ÙÙŠ أورينت آنذاك) العمل معهم على برنامج صباØÙŠ كانت تØضر له أورينت، ولأسباب مختلÙØ© أيضا تأجل هذا البرنامج، وبعد عام تقريبا استيقظت على اتصال من Ù…Øمد مشيش ÙÙŠ أورينت يطلب مني الØضور لمقابلة العمل ÙˆÙوجئت عندما وصلت أنها كانت لقسم الأخبار وليس البرامج ولم تكن لي تجربة تلÙزيونية إخبارية مسبقا.
اختبار الأخبار كان من أجمل الاختبارات التي قمت بها Ùعند جلوسي على (سيت) الاخبار قلت لهم أنا لست مقدمة أخبار "بس يلا Øجرب" ولم أجد أمامي إلا صورة جميل عازر وخديجة بن قنة لأقلدهما Ùجلست مثل جميل عازر وقدمت الأخبار على طريقة بن قنة وهكذا كان، Ø£Øبوني كثيرا وأعجبتهم قوتي على الرغم من أنها التجربة الأولى، وقال لي Øينها الأستاذ غسان عبود (مالك مجموعة أورينت الإعلامية) Ø£Ù†ØªÙ Ø±Ø ØªÙƒÙˆÙ†ÙŠ وجه أورينتي صاÙÙŠØŒ وهكذا بدأت مسيرتي ÙÙŠ تلÙزيون أورينت قبل سبع سنوات.
وماذا تعملين بالإضاÙØ© لبرنامجك "هنا سوريا"ØŸ
تÙرغي الأساسي والكامل لبرنامج هنا سوريا Ùهو ليس بالبرنامج السهل، برنامج يومي ÙŠØتاج إلى متابعة يومية لكل مستجدات الساØØ© السورية وإلى تركيز عال Ùهذه الساعة الØوارية تØتاج لجهد وتØضير وقراءة ومتابعة مستمرة، لذلك Ùعملي المضا٠على هنا سوريا Ù…Øدود، Ùمثلا أقدم نشرات إخبارية أو تغطيات خاصة مباشرة بما لا يتعارض مع البرنامج.
وما هي الآليّة التي تعتمدونها لاختيار Ù…Øاور هنا سوريا؟
الÙكرة الأساسية لاختيار المØاور هي تقديم ما لم يتم التطرق إليه ÙÙŠ الأخبار أو التعمق به وقولبته بشكل اجتماعي سياسي ليكون نبض الشارع السوري والإنسان العادي .. هنا سوريا هو برنامج (talk show) يستوعب كل شيء Ùقد نتØدث ÙÙŠ Ù…Øور عن أعقد الأمور السياسية والعسكرية بطريقة مبسطة Ù…Ùهومة لكل المستويات، ومرة نتناول قصة Ù†Ø¬Ø§Ø Ù„Ø´Ø®Øµ عادي، أو Øالة إنسانية ما ،أو إسهامات Ùنان سوري، أو Øتى شيء كوميدي.
وكي٠استطعتم المØاÙظة على Øيويّة البرنامج على مدى أكثر من 4 سنوات منذ انطلاقه؟
لا توجد خلطة سرية للنجاØØŒ وإذا سألتني لا أعر٠ما هو الجواب، ولكن ربما وجود Ùريق متÙاني ÙŠØب عمله بشغ٠ولديه إبداع ÙÙŠ التقاط الخبر واختيار زاوية الØوار، والأهم هو أننا نعمل لقضية تمسنا مباشرة، قضية بلدنا، Ùعملنا يكون بكل جوارØنا، إضاÙØ© للØرية الممنوØØ© لنا من إدارة القناة تجعلنا لا نق٠عند سق٠معين.
وماذا عن كادر البرنامج الذين يعملون خل٠الكواليس؟
مر على هنا سوريا شباب وصبايا صØÙيين مبدعين ÙÙŠ عملهم طيلة السنوات الخمس الماضية، وإن كان عدد Ùريق العمل المباشر من الصØÙيين قليل، إلا أن عمل الأقسام الأخرى من Ùنيين Ùˆ مهندسين له دور كبير ÙÙŠ استمرار هنا سوريا كما ÙŠØبه الناس.
أنا بطبيعتي أدقق كثيرا ÙÙŠ التÙاصيل "وبوجعلن راسن كتير خاصة الÙنيين والمهندسين وهم يعطيهم العاÙية بيتØملوني دائما وكمان ما بخلوني غير رضيانة" أما الصØÙيين ÙÙŠ هنا سوريا Ùهم العمود الأساسي بأÙكارهم وأهم شيء أنّ كل صØÙÙŠ عمل ويعمل ÙÙŠ هنا سوريا ÙŠØب هذا البرنامج ÙˆØªØµØ¨Ø Ù„Ù‡ علاقة خاصة معه.
وهنا سوريا درب العديد من الصØÙيين الذين انتقلوا منه إلى أقسام الأخبار، ممن كانت لهم بصمة مميزة ÙÙŠ البرنامج، الصØÙية العزيزة سيلÙا كورية والصØÙÙŠ المتميز وائل نبواني والصØÙÙŠ الراقي ناصر عدنان ومصطÙÙ‰ الجوري والصØÙية نوال مسيخ والصØÙيّة ريام عواد سابقا ÙˆØالياً الصØÙÙŠ المتميز هاني السباعي ÙˆØديثا الصØÙÙŠ المجتهد رامي زين الدين والصØÙÙŠ الشغو٠بعمله سامر مطر وطبعا قائد أوركسترا البرنامج ومدير تØريره الصØÙÙŠ همام البني "عين النسر أنا بسميه" لأنه يلتقط دائما الخبر المهم الذي لم ينتبه له Ø£Øد بالإضاÙØ© إلى الأستاذ Ù…Øمد عبد الرØيم رئيس التØرير دائما تعلمياته قبل البث المباشر والناتجة من عصارة خبرته الطويلة لها نكهة مميزة.
وهل هناك Øدث مرّ من خلال هنا سوريا لا يمكن لك٠نسيانه؟
هنا سوريا كله بالنسبة لي تجربة لا يمكن نسيانها، Ùقد عشت من خلاله مع أهلي السوريين بكل ما يعانونه من مآسي وأØزان ÙˆØتى Ø£ÙØ±Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ قلتها، Ø£Øب كل ثانية وكل Ù…Øور كل قصة من هذا البرنامج، ولكن إذا أردت موق٠معين Ùليس ÙÙŠ هنا سوريا، بل ÙÙŠ الأخبار عند بداية الثورة، كنت على الهواء بنشرة إخبارية ÙÙŠ الÙترة الأولى لدخول الدبابات إلى درعا، تلقيت اتصال من سيدة "درعاوية" بدأت تبكي ابنها الشهيد، وكان الأمر ÙÙŠ البداية صادم جدا، لم أتمالك Ù†Ùسي وبكيت على الهواء مباشرة، إلى الآن ما زال صوت هذه الأم ÙÙŠ رأسي.