جرت العادة ÙÙŠ المناطق المØررة على امتداد الأعوام الستة الماضية من عمر الثورة السورية، بقيام المنظمات الإغاثية Ùˆ الÙعاليات الخيرية، بنشاطات خاصة بهم، تميزهم بØلول شهر رمضان، وذلك للوقو٠الى جانب الأهالي، سعياً منهم لتلبية متطلباتهم اليومية، التي باتت تثقل كاهل شريØØ© واسعة، ممن Ùضلوا البقاء ÙÙŠ الداخل السوري، وعدم اتخاذ الهجرة الى الدول المجاورة مبرراً للهروب من آلة القتل والدمار التي تتبعها قوات الأسد.
ÙÙŠ Øمص -مثالًا- كانت الأسواق تزيّن قبل Øلول شهر الصيام بÙترة قصيرة، Øيث تمتلئ الشوارع بالأدعية الورقية، واللاÙتات التي ترØب بقدوم الشهر الÙضيل، تلك التØضيرات غيبها مشهد الدمار، وبدأت تتلاشى شيئًا Ùشيء، Øتى غابت بشكل كامل، وخصيصاً ÙÙŠ تلك البقع الخارجة عن سيطرة الأسد، وميليشياته، وانØسر الأمر ببعض المØال التي تبرز بعض بضائعها المزينة بأصنا٠تدل على قدوم رمضان " عرق سوس- جلاب- Øلاوة سمسمية- الأجبان والألبان" من خلال وضع طاولة أشبه ما تكون "بالبسطة" لتعلم المارة بوجود متطلبات رمضان بهذا المØÙ„.
جاء رمضان بينما لم يجد بعد من يستقبله كما جرت العادة ÙÙŠ السنوات الماضية، Ùترى الشوارع تخلو من المارة مع Øلول الظلام، بسبب تخوÙهم من القص٠المÙاجئ ÙÙŠ معظم الأØيان.
أبو Ù…Øمد (صاØب Ø£Øد Ù…Øلات السمانة) تØدث عن تجربته خلال الأعوام الماضية، موضØاً بأن الأهالي تÙØ±Ø Ø¨Ù‚Ø¯ÙˆÙ… الشهر الÙضيل، لكنها ÙÙŠ الوقت ذاته، تق٠مكتوÙØ© الأيدي أمام متطلباته التي بات تأمينها مشكلة أساسية تواجههم ÙÙŠ كل عام، وذلك لإرتÙاع أسعارها، إذ وصل سعر كيلو الجبنة هذا العام الى 1900Ù„.س Ùˆ كيلو الØلاوة البيضاء لنØÙˆ 1300Ù„.س Ùيما بلغ سعر علبة الزبدة 150غ Ù†ØÙˆ 650 ليرة، وهي مواد من الضروري تواجدها على وجبة السØور، وبالتالي لا تستطيع معظم العائلات تأمينها ÙÙŠ ظل الظرو٠الراهنة، ناهيك عن تأمين الإÙطار، الذي يكل٠أضعا٠أساعر وجبة السØور.
الØال ÙÙŠ إدلب شبيه الى درجة كبيرة بوضع ري٠Øمص، Øيث أن للشوارع عبق مختلÙØŒ تÙÙˆØ Ù…Ù†Ù‡ سمة Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ù„Ø£Ù„ÙØ©ØŒ مساجد تزاØÙ… على أبوابها المصلون الذين كرسوا أيام الشهر للعبادة متخلّين عن أعمالهم ومشاغل الØياة قدر المستطاع كي لا يضيعوا بهجة الشهر الÙضيل، تلك المساجد التي تزاØÙ… على أبوابها بائع الخضار وبائع العرق سوس والمعروك والتمر هندي، تلك الأعمال التي لا يمتهنها البعض إلا خلال شهر رمضان الذي يتميّز بانتشار هؤلاء البائعين ويتÙنن آخرون بصنع الØلويات التي تثير شهيّة الصائم وتضÙÙŠ على الأسواق رونقاً مختلÙاً لدرجة كبيرة عن ما قبله من أيام.
ولعل الأØداث التي تتعرض لها سوريا منذ سنوات مضت كانت ÙƒÙيلة لأن تغير وتمØÙˆ القسم الأكبر من تلك الطقوس التي ÙŠØاول البعض المØاÙظة عليها دون جدوى، ÙالØرب والتهجير ÙˆØ§Ù„Ù†Ø²ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ù‚ØªÙ„Ù‰ الذين قضوا كل ذلك ترك بصمة ÙÙŠ أذهان ذويهن تؤجج نار ذكراهم ÙÙŠ شهر رمضان، الذي تØولت طقوس الÙØ±Ø Ùيه إلى تذكّر لذويهم الذين يرقدون ÙÙŠ القبور وتكثر الزيارات إليهم خلال رمضان، أو هؤلاء الذين هجروا البلاد وأقسى أنواع التذكر للمعتقلين الذين يتركون غصّة ÙÙŠ قلوب ذويهم عندما يتم وضع مائدة الإÙطار وانتظار الإمام ليرÙع الأذان، ترى الأبوين بدون شعور بدءا يجهشان بالبكاء ويستعيدان الذكريات الجميلة التي دمرتها غطرسة الØرب.
لكن رغم كل ما جرى ويجري ÙŠØاول هؤلاء الاستمرار وزرع بذور الأمل وإن كانت على ركام الألم، Øيث بدأت الأجواء الرمضانية وانتشرت أجواؤها ÙÙŠ الأسواق والمنازل من خلال الاهتمام بأصنا٠الطعام التي تميّز الشهر الÙضيل وانتشار بائعي السوس والØلويات وإضÙاء Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ù‚Ø¯Ø± الإمكان لأن السوريّ الذي اعتاد على طقوس رمضان لا يجد له نكهة ما لم يعش Ù„Øظاته كما اعتاد عليها رغم المآسي التي مرّت عليه.
يقول الØاج مصطÙÙ‰ "65 عاماً" من ري٠ادلب: كنا سابقا Ù†Øاول قدر الامكان إنهاء أعمالنا قبل قدوم رمضان لنتÙرغ للعبادة والاستمتاع بطقوسه التي ÙŠÙÙˆØ Ù…Ù†Ù‡Ø§ عبق مختلÙØŒ كما كنا نوÙر بعض النقود لهذا الشهر لأن تكاليÙÙ‡ تكون أكبر كون الصائم يشتهي الكثير من أصنا٠الطعام، وللاجتماع على سÙرة الاÙطار سعادة لا تقارنها سعادة، Ùترى جميع Ø£Ùراد الأسرة على سÙرة واØد أبناء وأØÙاد كلهم ينتظرون إعلان الأذان ليبدؤوا بالأكل ÙÙŠ وقت واØد خلاÙاً للأيام التي تسبقه أو تليه لا ترى هذا الاجتماع إلا ما ندر إضاÙØ© إلى اصطØاب الأولاد إلى صلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ùجر ÙÙŠ المسجد، صØÙŠØ Ø£Ù† الØرب Øاولت القضاء على معظم تلك العادات وتغيّرت نوعاً ما بÙعل الظرو٠لكننا Øتى الآن Ù†Øاول الØÙاظ عليها ونبدأ للتجهيز لاستقباله .
وهنا نجد أن المنظمات الخيرية وجدت لنÙسها موقع يمكنها من تخÙي٠الأعباء اليومية على الأهالي، من خلال قيامها بتنÙيذ Øملات الإÙطار "Ø¥Ùطار صائم" التي تقدم وجبات الإÙطار الرمضانية بشكل يومي، على جميع العائلات المتواجدة ÙÙŠ المناطق المØررة، ومن ضمنها منظمة بادر الخيرية التي أطلقت قبل أيام خطة عمل جديدة، تهد٠لتقديم يد العون للأهالي من خلال مطبخها المتواجد ÙÙŠ مدينة الرستن، بالإضاÙØ© الى برنامج توزيع السلل الغذائية على المقيمين ÙÙŠ مدينة تلبيسة والرستن والقرى المØيطة بها.
أيمن النعيمي " مدير مكتب المنظمة ÙÙŠ مدينة تلبيسة" Ø£Ùاد لـ "أنا برس" بأن إطلاق المشروع يأتي من إنطلاقاً من الواجب الإنساني للمنظمة، من أجل تأمين القدر الأكبر من Ø£Øتياجات شهر رمضان على المدنيين، مضيÙاً عن قيام Ùريق العمل بتنÙيذ مبادة عاجلة، لإغاثة اهالي ØÙŠ الوعر الذين تم تهجيرهم مؤخراً الى ري٠Øمص الشمالي، لا سيما أولئك الذين استقروا ÙÙŠ مدينة الرستن، Ùˆ أشار "النعيمي" عن العمل بالتنسيق مع المكتب الإغاثي لمجلس مدينة الرستن، الذي قدم بدوره Ø¥Øصائيات كاملة عن عدد الأسر، وأماكن تواجدهم.
من جهة اخرى Ùˆ على الرغم مما ذكر آنÙاً، Ùإن الكثير من العادات والتقاليد المتبعة ÙÙŠ شهر رمضان، لا تزال شريØØ© من المدنيين يتمسكون بها، المتمثلة بتØضير المشروبات المنزلية "العرق سوس- تمر هندي" التي تÙØضّر يومياً بأسلوب تقليدي بعيداً عن الØداثة، إضاÙØ© الى التمسك بـ "صØÙ† السكبة" الذي يدور معظم المنازل بين الجيران طيلة شهر رمضان، Ùترى الأطباق متنوعة على مائدة الإÙطار، لدرجة أنه لا يبقى لأهل المنزل سوى صØÙ† واØد من الطبق المØضر، نظراً لتوزيع الطعام على كل عائلة أرسلت "صØÙ† السكبة" اليها.
ÙÙŠ ذات السياق تØدثت " أم سعيد" امرأة ÙÙŠ الخمسين من عمرها نازØØ© من مدينة Øمص، أن ما يميز الشهر هو العشر الأواخر منه، إذ كانت تÙÙˆØ Ø±Ø§Ø¦ØØ© الØلويات المنزلية ÙÙŠ كامل شوارع المدينة "قراص العيد- بيتÙور- معملول- والكعك الليبي" وترى النساء Øينها يتناÙسن ÙÙŠ طعم Øلوياتهم وجودتها وشكلها الأنيق، لكن هذه العادة وللأس٠تراجعت خلال أعوام الثورة، لنجد أنها انØسرت ÙÙŠ بعض المØلات التي Ùرغت عملها أخر الشهر لتصنيع معجنات العيد وبيعها لمن يشاء.
غاب الأمان ولم تغب الÙرØØ© بØلول شهر رمضان.. بهذه الكلمات ختمت " أم سعيد" Øديثها، مضيÙةً بأن سوريا ستعود الى ما كانت عليه، Øيث كان المسيØÙŠ ÙŠØتÙÙ„ بعيدنا، ونÙØ±Ø Øينما نسمع أصوات الكنائس، Øتى ÙÙŠ رمضان لم يمنع اختلا٠الأديان جارتنا أم جوزي٠سابقاً ÙÙŠ ØÙŠ الملعب، من إرسال "صØÙ† السكبة" عند Øلول موعد الإÙطار.
وجميع الاهالي ÙÙŠ المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ÙŠØلموّن هذا العام أن يكون رمضان مختلÙاً عن الأعوام السابقة بعد اتÙاق التهدئة وتوق٠القص٠والمعارك عنهم منذ أكثر من شهر، يرجون أن يعيشوا هذا العام الأجواء التي اÙتقدوها رغم غصّة الألم لدى من يملك معتقلاً أو شهيد، ولكنهم أثبتوا خلال شهر التهدئة الذي Ùات أنهم أقوى من أيّ ظرو٠يمكن أن تكسرهم وتمنعهم من الاستمرار ÙÙŠ الØياة من خلال عودة الأسواق والبدء Ø¨Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø´Ø¢Øª والمراÙÙ‚ العامة وتØسين مظاهر مدنهم بصورة تثبت القوة الكبيرة التي سيتغلبون Ùيها على كل الظرو٠على أمل أن ينعموا هذا العام بأجواء رمضانية تعيد لهم ذكريات الماضي.