المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

مهارات خاصة للتعامل مع تلعثم الطفل في الكلام

 
   
10:46


مهارات خاصة للتعامل مع تلعثم الطفل في الكلام

قال الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو لأحد تلاميذه يومًا "تكلم حتى أراك"، في إشارة إلى أهمية الحديث الذي يكشف شخصية الفرد ومدى ثقافته وبيئته، غير أن الكثيرين يعانون من مرض "تلعثم الكلام"، وهو مرض ناتج عن اضطرابات نفسية وعصبية أو يُصاب به الفرد وراثيًا.

ويعد التلعثم أو ما يطلق عليه أحيانًا "التأتأة" نوعًا من أنواع الاضطراب في الكلام، عن طريق تكرار الحروف أو الإطالة في نطق الكلمة أو المقاطع الصوتية، ويعد اضطرابًا في الوظائف العصبية المسؤولة عن النطق.

ويصاب الكثير من الأطفال خاصة بهذا المرض، الذي يتطلب مهارات خاصة للتعامل مع الطفل، حتى لا يشعر بأي تمييز ضده أو بأنه منبوذًا من المحيطين به، فتزداد المشكلة النفسية لديه وتتفاقم.

ويشير خبير علم النفس الدكتور سعيد صادق، إلى أن مرض التلعثم هو مرض وراثي وينتقل في الأغلب من الأمهات إلى الأبناء الذكور، وله ارتباط جيني، مردفًا: الذكور أكثر عرضه لذلك المرض من الإناث، حيث تصاب به الإناث بنسبة 1\10.

ولفت إلى أنه يصيب الذكور في فترة ما قبل دخول المدرسة، أي منذ مرحلة تعلم الكلام وحتى سن الثالثة أو الرابعة، ولا يظهر بعد سن البلوغ.

ويوضح صادق أن المرض له بعد نفسي، وقد يسبب فيما بعد أزمات نفسية أكثر تعقيدًا حال عدم تفهم الأسرة والأهل والأصدقاء كذلك لطبيعة ذلك المرض، إذ أن التمييز ضده وإشعاره بأنه منبوذ أو غريب وسط من حوله يدعم شعوره بالعدائية وعدم الثقة بالنفس.

وفي هذه الحالة ينبغي على الأهل مراجعة الطبيب لتذليل عقبات اضطراب سلاسة الحديث، وفق خبير علم النفس، الذي شدد على ضرورة دعم الطفل نفسيًا وزيادة ثقته بنفسه ودفعه للحديث حتى مع الأخطاء، والتعاون ما بين المدرسة والأهل لتفهم حالة الطفل وكيفية التعامل معه.

ووفق دراسة ألمانية فإن 1% من أهل كل بلد يعانون من التلعثم Ùˆ"التأتأة"ØŒ وأن نسبة الشفاء  تتراوح ما بين 60:80%ØŒ ومنها حالات تشفى من تلقاء نفسها ولا يعود المرض من جديد، وأخرى يعود فيما بعد مع التوتر والحالات العصبية والغضب.

وأشارت دراسة أجريت في المستشفى الجامعي لمدينة غوتنغن الألمانية، إلى أن التلعثم أحيانا ما يظهر من تلقاء نفسه دون وجود أعراض في الأمراض العصبية، ويكون نتيجة ضغوط نفسية لدفع الطفل للحديث، أو التعامل مع الطفل بصورة غير مناسبة مثل التوبيخ الدائم والغضب من الطفل، في حين يكون الطفل حساسًا ويتأثر بكل تلك العوامل النفسية.

وتشير الدراسة إلى أن التشجيع وتأكيد الثقة بالطفل تزيد من سلاسة الحديث لديه دون استشارة الطبيب، فضلا عن ضرورة دعم الطفل ليساعد نفسه ذاتيا للتخلص من تلك الحالة.