المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

35 عامًا على مجزرة حماة

 
   
11:11


35 عامًا على مجزرة حماة

مجزرة حماة 2/ فبراير (شباط) 1982 هي أكبر مجزرة في العصر الحديث، كما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية. قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالطائرات والمدفعية، ولمدة أربعة أسابيع متواصلة، أغلقت فيه منافذ المدينة أمام الفارين من وابل النيران، وقامت بعمليات التدمير والإبادة والقتل الجماعي للأحياء بدم بارد، في الشوارع، وتحت أنقاض البيوت التي نسفت بالديناميت، بل لم ينج من قبضتهم من لاذوا بالمساجد

وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد الذي تم تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية لتكون الدولة الوحيدة في التاريخ القديم والحديث، الرئيس ونائبه شقيقان.

يقول المعارض السوري حسام نجار لـ "أنا برس": تاريخ أسود ممزوج بالقتل والدماء والعنف والتسلط ذلك تاريخ عائلة الأسد. هذا التاريخ يعيد نفسه بعد خمس 35 عامًا من الإجرام، فكما كانت حماة مجزرة العصر أصبحت سوريا المجزرة الكبرى. ويردف "إن تغافل الدول الغربية والعربية عن حماة أتاح للأسد الابن القيام بمجزرة سوريا الكبرى، ففي مجزرة حماة وقف العالم كله صامتاً متفرجاً على مدينة تذبح من الوريد للوريد وهاهم الآن يكررون نفس القصة ونفس الصمت بل يشاركون به".

ويوضح النجار أن الكل يعتقد بأن مجزرة حماة هي من فعل الأسد وأخيه فقط بل هي فعل دولي متكامل الأركان. قام الأسد بهذا العمل لوأد أي تحرك شعبي ضد ما تم وضعه من قبل الماسونية العالمية والتي أتت بالأسد الأب ووكلته بحكم سوريا، فعندما اختلف تيارا الأخوان فيما بينهما كان للأسد السبق في القتل فلم تكن حماة هي المعنية فقط بالحصار ولم تكن حماة الوحيدة التي كانت بها المجازر فهناك مجزرة حي المشارقة بحلب ومجزرة جسر الشغور ومجزرة تدمر و مجزرة حمص ومجزرة اللاذقية وغيرها الكثير. وعندما استطاع الأسد من السيطرة على الطليعة المقاتلة ولو جزئياً من خلال قتل عمادها الشيخ مروان حديد وبقية عناصر الطليعة في حماة ولم يتحرك أحد لمواجهة النظام كانت هذه المجزرة المروعة

ووفق النجار، فإن هدف النظام كان اكبر وأوسع من حماة فلم تكن حماة تعني له إلا جزءاً يسيراً من المخطط الذي سار عليه، حماة لم تكن فقط ثائرة بل كل المدن والبلدات لكنه استفرد بحماة لوجود عدد أكبر من قيادات الإخوان فيها ولقدرته السيطرة عليها نتيجة وضع حماة جغرافياً، كذلك عندما لم يجد الأسد أن باقي المدن قد هبت مع حماة جمع لها كل أسلحته الثقيلة والخفيفة وكل قوات القتل لديه من وحدات خاصة وسرايا الدفاع وسرايا الصراع.

ويعتبر النجار أن الأسد كان يريد تلقين كل الشعب السوري درساً لن ينسوه وقد كان، فالسكوت الغربي وهم يعلمون ما يقوم به كان هناك تفويض لقتل كل الجماعات الإسلامية كما هو الحال الآن استغله خير استغلال، والسكوت العربي كان مدعوماً من خوف الأنظمة العربية من تمدد الإخوان والأحزاب الراديكالية الإسلامية لديهم فكانوا متعاونين مع الأسد بشكل كبير بالطبع ما عدا العراق الذي كان يدعم الأخوان وفقاً لأجندته الخاصة.

وبدوره، يقول الصحافي عبادة كوجان لـ "أنا برس": في مثل هذا اليوم من 35 عامًا بدأ مسلسل الاغتصاب في مدينتي ومازال مستمراً حيث توارث الحمويون قصص المجزرة بالتهامس، قبل الانتفاضة الشعبية، وخرجت بعض قصصها المؤلمة إلى الإعلام خلال السنوات الخمس الفائتة، ونحن اليوم إذ نحيي الذكرى الخامسة والثلاثين لها، في وقت يستمر به الوريث غير الشرعي للسلطة في مسلسل القتل اليومي دون رادع.

ويرى كوجان أننا بررنا حجم القتل بدم بارد عام 1982، لافتقار العالم وسوريا آنذاك للتقنيات الإعلامية، وأسلوب النظام السوري بحصار المدينة وعزلها عن العالم الخارجي، لكن تبريرنا كان خاطئًا، فاليوم ورغم المساحة الإعلامية الواسعة، إلا أن الأسد وحلفائه مستمرين في سياسة التدمير والقتل الممنهج، في ظل صمت المجتمع الدولي

ويختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة حماة، هي رسالة واضحة لفصائل الثورة والمعارضة السياسية على حد سواء، بأن أنصاف الثورات هي بمثابة وأد واغتيال لها، وأن تعويم الأسد يفتح الباب لاحتمال حدوث مجازر جديدة تعمّق من جروح السوريين، وتزيد من هوّة الشرخ المجتمعي.