المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

مصريات ينتحلن صفة سوريات في القاهرة.. لهذا السبب

 
   
12:55


مصريات ينتحلن صفة سوريات في القاهرة.. لهذا السبب

"كفوا عن الشحاذة باسم السوريين والسوريات" رسالة وجهها شاب سوري يدعى "محمد"؛ ردًا على ظاهرة انتشار العديد من الشحاذات اللاتي ينتحلن صفة السوريات في بعض شوارع القاهرة من أجل كسب تعاطف الناس.

 ÙŠÙ‚ول محمد "السوري معروف بعزة نفسه وكرامته، نحن لا نتسول ولا نشحذ شيئًا من أحد، نحن نأكل من عرقنا.. أطفالنا تركوا المدارس ليعملوا ويكسبوا الرزق الحلال، ونساؤنا يعملن من أجل تأمين حياة كريمة للأسرة السورية.. ولعلكم لاحظتم المشروعات التي تشرف عليها السوريات سواء مشروعات الطبخ وتوصيل المأكولات للمنازل أو المشغولات المختلفة والتي يتم تنظيم معارض خاصة لبيعها".

بدأت الواقعة عندما لاحظ "محمد" وهو بائع سوري متجول يبيع السترات الجلدية انتشار مجموعة من المتسولات في حي المهندسين الراقي بمحافظة الجيزة المصرية، فأقدم على الحديث مع إحداهن والتي كانت معها ثلاث أطفال وتتحدث بلهجة أشبه بالسورية، وبمجاراتها في الحديث كشف زيفها وأنها ليست سورية.

"لم أفعل شيئًا، كل ما فعلته أني قلت لها بصوت هامس أنها لا تبدو سورية أبدًا سواء من الهيئة أو من اللهجة السورية التي تتكلفها بصعوبة شديدة.. لم أرد أن أقحم نفسي في مشاكل، فأنا غريب عن المنطقة هنا، ولا علم لي بأحد، ولا علم لي بإمكانية رد فعلها تجاههي"، يقول محمد إن الجميع يحاول استغلال الأزمة السورية وبعض النصابين يحاولون استجداء عطف الناس بادّعاء جمع تبرعات أو التسول باسم السوريين، ونحن كسوريين لا نريد صدقة من أحد.

يقول محمد عن تلك الواقعة: الكثيرون حاولوا استغلال السوريات، فبخلاف محاولة أولئك انتحال صفة السورية من أجل كسب تعاطف المصريين، فهناك سوريات تعرضن للاغتصاب وأخريات وقعت ضحايا النصب في عمليات زواج آثمة. وهذا لا يمنع أبدًا أن السوريين وجدوا في مصر معاملة طيبة من أهلها، كل مكان به الصالح والطالح.

وبحسب الإحصائية التقريبية التي كشف عنها رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين تيسير النجار فإن نسبة تصل إلى 80% من السوريين في مصر نساء وأطفال وأسر دون معيل. تتحمل السيدات أعباءً هائلة في إطار تأمين حياة كريمة لذويهم، وتلعب السيدات اللاتي فقدن عائلهم أدوارًا مضاعفة، فتكون الأب والأم معًا ساعية نحو تحقيق ذاتها وتأمين حياة أولادها.

وتسعى العديد من الجهات السورية والمصرية لتقديم الدعم للسوريات ممن فقدن عائلهن أو ترملن، من بين تلك الجهات الهيئة العامة للاجئين السوريين. والتي يؤكد رئيسها أن السوريين لا يقبلن إحسانًا ويسعون على رزقهم الحلال ويقومون بعمل مشروعات تخدم الاقتصاد المصري، وأن الهيئة كأي جهة مجتمعية تقدم الخدمات للمحتاجين في إطار تكافلي للأسر التي هي دون معيل لدعمها.

يعتقد محمد بأن المرأة السورية هي الأكثر تضررًا من الحرب الدائرة في بلاده، باعتبارها الأم والأخت والزوجة، والتي لاقت المصاعب والعقبات في سبيل تأمين أسرتها وحمايتها، وتتعرض للمصاعب والمتاعب المضاعفة لاسيما مع كونها أنثى تسلط عليها المجتمعات سوط التمييز وتنظر إليها نظرة مختلفة، بما يزيد من أعبائها.

ويتحدث "محمد" عن عددٍ من المشروعات التي أقدمت سيدات سوريات على إطلاقها في القاهرة من بينها مشروعات الطعام وهي المشروعات –بحسب محمد- التي ساهمت في تشغيل مصريين أيضًا، فيقول "هناك بعض الذين يقومون بتوصيل المأكولات التي تطبخها بعض السوريات ضمن مشروعهن الخاص، من المصريين.. والأمر لا يقتصر على المرأة السورية فقط، هناك مطاعم وجهات سورية عديدة في مصر تسهم في تشغل شباب مصر".