المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

ظروف الفقر والمرض تلف مصير هؤلاء.. معاناة لا تنتهي

 
   
11:44


ظروف الفقر والمرض تلف مصير هؤلاء.. معاناة لا تنتهي

حالات إنسانية تجعل القلب يقطر دمًا؛ ففي زمن الحرب التي يعاني منها السوريون تتعدد وقائع المعاناة على مختلف الأصعدة بالداخل والخارج، وتظل الأوضاع الإنسانية هي الكارثة الأكبر والأكثر إيلامًا في ضوء تعدد الحالات التي هي بحاجة للعون، والتي يقتصر تعامل البعض معها على كونها مجرد "أرقام" صماء تنضم لقائمة الأرقام والإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، تزداد المعاناة فيزداد عدّاد الإحصائيات ويكتفي الكثيرون بـ "مصمصة شفاههم" على ما آلت إليه الأمور في سوريا.

حالات معاناة تمثل إدانة عملية صريحة للمجتمع الدولي الذي ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تفاقمها وزيادتها في ظل التلكؤ المتعمد في التعاطي بصورة عملية إيجابية مع الأزمة السورية التي تبدأ عامها السابع بعيد أسابيع قليلة من الآن.

وكنماذج لتلك الحالات، ينقل إبراهيم محمد (مؤسس إحدى المبادرات الهادفة لعلاج ورعاية السوريين في تركيا من المتضررين من ظروف الحرب) بعض النماذج التي واجهها في رحلته في رصد تلك النماذج وتصويرها ليلعب دور حلقة الوصل بينهم وبين المتبرعين من السوريين والأتراك الذين يقدمون على مساعدة تلك الحالات.

ينقل إبراهيم حالة عائلة مكونة من 15 فردًا بدون معيل تقريبًا، تمثل ثلاثة أجيال، فالجد والجدة فيها يعانون من أمراض الشيخوخة، أما الأب فمريض كلى ولا يقوى على العمل بشكل كاف، وأبناء فتيات وطفل مصاب بضمور في المخ، وتعتبر تلك من أبرز الحالات الخاصة التي تواجه ظروفًا بالغة الصعوبة في تركيا.

يقول إبراهيم عن تلك الأسرة "حالتها صعبة جدًا، قمنا بتصويرهم لعرض حالتهم طلبًا للتبرع إليهم ومساعدتهم من قبل أهل الخير، غير أن الأسرة طلبت عدم نشر حالتهم علنًا".

ومن بين الحالات التي تم رصدها أيضًا والتي تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشها السوريون خارج ديارهم في زمن الحرب والأزمة، حالة شاب يُدعى "أكرم" أصيب بكسور في النخاع الشوكي في سوريا، أفقده ذلك القدرة على الحركة، فصار يعاني من "شلل كامل".

توجه أكرم للأمم المتحدة التي طلبت تحويله إلى مستشفيات أنقرة للإطلاع على حالته، وتعهدت بإحالته لأوربا حال عد توافر علاج له في أنقرة. غير أن أسرة الشاب نفسه ليس لديها ما يمكنها من السفر لأنقرة أو العيش فيها حتى يعرض ابنها على الأطباء هناك، وتعاني من ظروف مادية صعبة جدًا.

ومن بين الحالات التي يشير إليها إبراهيم في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" حالة  أسرة  "عدنان رحيباني" التي وجدت نفسها في الشارع، بلا مأوى.. وهي أسرة سورية مكونة من خمسة أفراد (أب وأم وثلاثة أبناء)ØŒ من مدينة دوما بالغوطة الشرقية، اضطرتهم ظروف الحرب للفرار من سوريا واللجوء في تركيا، وتحديدًا في اسطنبول، ليبدأوا رحلة معاناة جديدة. الأب "عدنان رحيباني" أخرس لا يتكلم وكذا الأم، عاشت تلك الأسرة لفترة في اسطنبول قبل أن تضعفها الحاجة ويفقد الأب قدرته على سداد إيجار المنزل، ليقوم بعدها صاحب المنزل التركي بطرده في الشارع.

عقب طرد أسرة "رحيباني" في الشارع تلقفتها أيادي الخير من السوريين الموجودين في اسطنبول، وقاموا بتسكينهم مؤقتًا لدى أحد السوريين الذي عرض استضافتهم لمدة شهر واحد في منزله. والأسرة لديها ثلاثة أطفال، من بينهم طفل يعاني من مرض ما يرجح بأنه ناتج عن تعرض لقصف بالكيماوي الذي استخدمه نظام بشار الأسد في سوريا.

ومن بين الحالات التي رصدها إبراهيم –خلال حملة ساعدني المتخصصة في مساعدة السوريين- حالة أسرة سورية مكونة من 8 أفراد، تعرض عائلها بإصابة حرب بالغة فقط خلالها ساقيه، وصارت الأسرة التي انتقلت للعيش في تركيا بدون معيل. وأيضًا عائلة سورية مكونة من 6 أطفال أيتام ووالدتهم بلا معيل ويعانون من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

وكذا عائلة سورية في مدينة غازي عنتاب السورية تضم طفلة معاقة وأب وأم مرضى لا يقوون على العمل، ويعيشون دون أي وسائل تدفئة وبدون كهرباء بسبب تراكم فواتير الكهرباء على الأسرة.