المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

سوريات يتحدين الظروف ويقدمن رسائلهم الخاصة في بلدان اللجوء

 
   
12:42


سوريات يتحدين الظروف ويقدمن رسائلهم الخاصة في بلدان اللجوء

نجحت المرأة السورية –التي عدتها دراسة بريطانية حديثة صادرة عن مركز ستارش للأبحاث كثالث أجمل نساء الأرض- خلال السنوات الست الماضية منذ مارس (آذار) 2011 وحتى الآن في أن تضرب أنموذجًا حيًا في التعايش ومواجهة الصعاب والتغلب على النظرة المجتمعية لها في بلدان اللجوء، فمنهن التي واجهت أصحاب الإسلاموفوبيا في الغرب على طريقتها الخاصة، ومنهم من واجهت النظرة الذكورية في المجتمعات العربية ونجحت في تحقيق ذاتها مُتحدية تلك النظرة وما تفرضها من عقبات.

أمثلة عديدة للمرأة السورية الناجحة، والتي لم تضعفها الأزمة الطاحنة في بلدها والتي أجبرتها على اللجوء، ولن تضعفها أنظار المشككين فيها وفي قدرتها، بل زادتها كل تلك العوامل تحديًا وإصرارًا وقوة. وبلسمات بسيطة جدًا نجحت في أن تثبت ذاتها، ففي الولايات المتحدة الأمريكية نجحت مجموعة من اللاجئات في التعايش مع المجتمع الغربي وتحدي "الإسلاموفوبيا" بتشكيل مطبخ مشترك يقدمن من خلال وجبات سورية تقليدية، هدفهم في ذلك تحدي "الإسلاموفوبيا".

وفي المجتمعات العربية وبلدان اللجوء تحدت المرأة السورية النظرة الذكورية، وراحت تبدأ تجاربها الخاصة، كالمطاعم المنزلية التي ذاع صيتها بشكل واسع –لاسيما في مصر- وأيضًا المشغولات اليدوية والتي احتضنتها العديد من المعارض التي كانت شاهدة على إبداع السوريات اللاتي لجأن لكسب رزقهن بالحلال متحديات الظروف الطاحنة التي تواجهن.

المرأة السورية –حسبما يقول رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين تيسير النجار- ضربت نموذجًا في الإصرار والعزيمة ومواجهة المصاعب، فهنالك نسبة تقريبية تصل إلى 80% من أسر اللاجئين في سوريا دون معيل، أي أن 80% نساءً وأطفالًا فقط، تتكفل الكثير من النساء بأسرها من خلال أعمالهن المختلفة ومشاريعهن جنبًا إلى جنب وأبنائهم وشبابهن الذين ضربوا أروع الأمثلة.

ويفيد بأن المرأة السورية تحدت الظروف، فهناك الأرملة وهنالك التي لا يقوى زوجها على العمل، ونماذج عديدة مختلفة، حرصن على ألا يستسلمن لظروفهن ورحن يكافحن ويتحدين الظروف كافة، مشيرًا إلى المشروعات التي أطلقها السوريون في مصر ونفذوها أشاد بها الجميع وقاموا من خلالها بتشغيل عددٍ من الشباب المصريين أيضًا.

وتتعدد نماذج نجاح السوريات خارج الحدود، وهو النجاح الذي تعبر عنه العديد من المشروعات من بينها على سبيل المثال في الأردن أطلقت السورية لارا شاهين في العام 2014 مشروعها "الياسمين السوري" تسعى من خلاله لتأكيد دور المرأة السورية بتدريبهن على العديد من الحرف وكذا تسهيل بيع منتجاتهم. وفي مصر انطلقت العديد من المشروعات المشابهة وكذا فكرة "المطاعم المنزلية" التي أسستها العديد من الناشطات السوريات ليؤكدن أنهم "مُعيل ولسن عالة على أحد". من بين المشروعات والنماذج المؤسسية الناجحة في ذلك الإطار في مصر مشروع "زيت زيتون" الذي أسسته عدد من اللاجئات السوريات، وهو مطبخ منزلي مشترك يقمن خلاله بعمل وبيع الوجبات السورية المميزة، وشهد إقبالا كبيرًا من قبل المصريين عليه.

تقول رئيسة القطاع الثقافي بمنظمة المرأة بالقاهرة أميرة محمود  إن  هنالك الكثير من السيدات السوريات اللاتي يستحقن أن يتم تسليط الضوء على تجاربهن خاصة في بلدان اللجوء، مشددة على أن اللاجئات السوريات ضربن أمثلة رائعة جدًا في أهمية العمل وعدم الاستسلام للظروف. وقالت إن هنالك العديد من التجارب النسائية السورية الناجحة في سوريا، تبزغ مشروعات الطعام والحلوى السورية كواحدة من تلك التجارب، غير أن هنالك تجارب أخرى عديدة  ناجحة في مجالات أخرى من بينها الأعمال اليدوية، وكذا نماذج متطوعات في الأعمال والمؤسسات الخيرية الداعمة للسوريين. وأفادت بأن المرأة السورية نجحت في التعايش مع المجتمعات التي وفدت إليها، وتعاملت بجدية وإخلاص في العمل فكانت جديرة بثقة تلك المجتمعات وأهلها، ونجحت في أن تشكل صورة ذهنية إيجابية عن المرأة السورية.