المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

مدير مكتبة "فجر الأمة" بمدينة داريا ":لن تستسلم لسياسة التجهيل التي يتبعها النظام

 
   
10:44


مدير مكتبة "فجر الأمة" بمدينة داريا ":لن تستسلم لسياسة التجهيل التي يتبعها النظام

"إن المشكلة دومًا ليست في الطغاة بل في الجماهير العمياء المغفلة"، بهذه الكلمات عبّر أنس أحمد أحد الشباب القائمين على مكتبة " فجر الأمة" الإسلامية عن ضرورة وأهمية العلم في الوقت الحالي، خاصةً مع وجود سياسة متعمدة من قبل النظام السوري لتجهيل الشعوب حتى يخرج جيلاً بأكمله لا يكن للعلم فيه نصيب، فيصبح عاجزاً عم المطالبة بحقه وحريته، والدليل على ذلك ما تتعرض له المدارس والمكتبات في المناطق المحاصرة بالداخل السوري.

 

اذا كان لدينا رغبة حقيقية في انتصار الثورة السورية، فعلينا أن نعلي من قيمة العلم، وبالتالي نواجه كافة الظروف والتحديات التي تجعلنا مكتوفي الأيدي عن فعل أى شئ
قم بكتابة اسم صاحب الاقتباس

يقول أحد مؤسسي مكتبة فجر الأمة وأحد المشرفين عليها، أنس أحمد، خلال حديثه الخاص لـ "صوت دمشق"، إنّ بداية تأسيس المكتبة في أواخر عام 2013 وبدأت جاهزة للعمل في منتصف 2014، و كانت دائماً في حالة تطور استعداد وتأهب لإستقبال الزوار .

ويضيف : جاءت الفكرة لأحد الأصدقاء داخل المدينة ، وكانت الفكرة صعبة في البداية نظراً للقصف المستمر، وبعد هدوء الأحوال نسبياً بدأ بعض الشباب يفكرون في هذا الأمر، ونظراً لظروف حصار داريا، وصعوبة الخروج من أجل التحصيل العلمي فكرنا في ايجاد بديل مناسب ، وأحياناً مجلس المدينة يقدم لنا بعض الدعم والمساعدة عن طريق توفير سيارات لنقل الكتب.

وتابع : اعتمدنا على التطوع في جمع الكتب من مكتبات آخرى، وكانت المتطلبات المادية تقتصر فقط على تجهيز المكان ونقل الكتب إليه، مضيفاً: عمل في المكتبة عدد لا بأس به من الشباب الذين لديهم وقت فراغ كبير، وكانوا حوالي 25 شخص.

ويشرح أحمد الهدف من اسم المكتبة، قائلاً : إنّ الاسم مشتق من فكرتنا وعقيدتنا بأن العلم هو السلاح الأمثل الذي يجب أن يتسلح به الشباب و عندها سيكون هناك فجر جديد لأمتنا الاسلامية.

ويحكي الواقعة التي أدت لسرقة المكتبة ، قائلاً : بعد القصف المستمر للمدينة، خرجنا منها تماماً، وفرغت داريا من كل أهلها، وبعد ذلك دخلتها ميليشيات الأسد وكعادتهم قاموا بإفراع المدينة من كل محتوياتها وسرقة المكتبة تماماً، ورأينا ذلك في تقرير لقناة سي ان ان، وكانت المكتبة فارغة تماماً، فقد سُرقت تماماً، ورأينا الكتب المختومة بشعار مكتبتنا تباع في شوارع دمشق.

ويؤكد أنس أحمد على أنّ  Ø£Ù‡Ø§Ù„ÙŠ داريا، كانوا متفاعلين ومتعاطفين معهم بشكل كبير وتلقوا دعماً منهم أثناء عمليات نقل الكتب، مشيراً إلى أن الجميع لاحظ الفرق قبل انشاء المكتبة وبعدها فالشباب يقضون فيها أوقاتهم بدلاً من قضائها في أمور لا تنفع.

ويضيف : لم نناشد أى جهة بما حدث لنا، فالتهجير القسري والتغيير الديموجرافي لمدينة داريا بالإضافة إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الأسد لم يحرك المجتمع الدولي ، ففقدنا الأمل في أن يكون هناك رد فعل على ما حدث من هجوم على مكتبتنا الصغيرة، وقد يكون لنا في المستقبل تحرك نحو فض جرائم الأسد بحق العلم.

ويشير إلى أنّ هدف المكتبة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من العلم لأهالي مدينة داريا، ولم تقتصر الكتب الموجودة على الكتب الدينية والاسلامية فقط ولكنّها كانت كتب فلسفية وتاريخية وأدبية وآخرى، وكانت تشمل جميع العلوم .

ويتابع : عندما انتقلنا إلى مدينة إدلب حاولنا تكرار التجربة لكن الظروف مختلفة، فنحن نحتاج إلى مبالغ طائلة لكي ننشأ مكتبة، وبالرغم من ضعف الامكانيات سنحاول جاهدين لإنشاء مكتبة جديدة بإمكانيات بسيطة ثم نطوّرها.

ويختتم حديثه قائلاً : اذا كان لدينا رغبة حقيقية في انتصار الثورة السورية، فعلينا أن نعلي من قيمة العلم، وبالتالي نواجه كافة الظروف والتحديات التي تجعلنا مكتوفي الأيدي عن فعل أى شئ، ويجب ألا نتعذّر بالحالة الأمنية ، فلابد أن نحافظ على ديمومة الحركة التعليمية والعلمية حتى نتجنب جيل أمّي ، وألا يكون تركيزنا فقط على الأكل والشرب، فالعلم هو الأساس حالياً، فالنظم الاستبدادية تعمد إلى تجهيل الشعوب . متمنياً من جميع أبناء الشعب السوري أن يركزا في فترات الرخاء التي لا يوجد فيها قصف في بناء وتسليح أنفسهم بالعلم والثقافة.