المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

يوميات عابر سبيل في حلب (الحلقة الرابعة).. المدينة المحررة زمن الحرب

 
   
11:10


يوميات عابر سبيل في حلب (الحلقة الرابعة)..  المدينة المحررة زمن الحرب

قدِمتُ الآن من سوق من أسواقها، وهو سوق الفردوس.. حلب مدينة حية، رغم كل ما تتعرض له من قصف ودمار واستنزاف، أسواقها تفتح لمنتصف الليل، حركة السوق لا بأس بها، الجو بارد، هذه الأضواء طبعاً ليست من كهرباء النظام؛ بل بطريقة الأمبيرات، سعر الأمبير أسبوعياً ٧٠٠ ليرة، كل أمبير يكفي لإضاءة بيت وتليفزيون فقط "١.٧ دولار".

دخلنا لمحل قطنيات رجالي نسائي، وطبعاً لدينا سلاح سحري لفتح أحاديث مع أهالي حلب، كوننا شوام، فجداً سهل إيجاد مداخل للحديث.

المهم، سألنا صاحب المحل: كيف انقلبت سوريا بيوم وليلة، لتصبح نساؤها كلهن متشحات بالسواد، ولا نقصد فقط الحجاب بل نقصد المنديل وخلافه؟!

طبعاً هذا موضوع ليس مريح فتحه، كوننا مهما اعتدنا على ذلك نبقى غرباء عن معظم التفاصيل، ولكن على ما يبدو فتحنا الموضوع، مع الشخص المناسب، فهو بائع يتعامل مع الجنسين، فأجابنا بأن كل هذا يراه "زعبرة" "إلا من رحم ربي"، على هوى كلامه، وقال: إن مَن وضعت الحجاب مؤخراً، يمكنه أن يعرفها بسهولة، وبأنه يشعر أنه كما كان وضع الحجاب سريعاً، فإنه يعتقد أن شلحه سيكون بنفس السرعة، هذا حديث صاحب محل واحد، في آخر نهاره التعب.

دخلنا لصيدلية، لنشتري دواء منوم، فأول ما سألنا: هل متزوجين، قلنا له: لا، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، زت لنا مشط حبوب، وقال: حبتين، لا أدري لما ربطها!!

أسعار حلب غريبة من نوعها، وكأن بركة سوريا ما زالت كما هي، ولا أحاول أبداً أن وضع الفقير جيد، بل على العكس ربما ازداد سوءًا، ولكن لسرد ما شاهدته ولتقريب الصورة؛ أذكر أن سعر حذاء جلدي مثلاً مقبول ١٦٠٠ ليرة سورية، أي ما يعادل"٤،٥ دولار"، ومشاية جلدية نوعية جيدة ٦٠٠ ليرة سورية "١،٥ دولار"، حاولت مطولاً أن أحسب كم تكلفته، وكم يربح من يبيعه ومن يوزعه وكيف تزبط هذه الحسبة، ولكني عجزت.

للتوضيح ولكي لا يساء الحكم، فراتب أغلب عناصر الجيش الحر لا يزيد كثيراً عن ١٥٠٠٠ ليرة سورية "٤٠ دولار".

لم يكن لي قلب ولا عين، فاصل على السعر، ولكن شاميتي انتصرت علي، وأخذت بأسعار أقل على قاعدة "الشغل شغل".

شاهد أيضًَا:

يوميات عابر سبيل في حلب (الحلقة الأولى).. هنا كل شيء مختلف

يوميات عابر سبيل في حلب (الحلقة الثانية).. ليلة في حارات الميدنة

يوميات عابر سبيل في حلب (الحلقة الثالثة).. المدينة التي لا تموت