لم يخطر ببال الكثير من العائلات السورية التي نزØت من ويلات ووØشية الØرب الدائرة ÙÙŠ بلادهم واللجوء إلى تركيا أن يضطروا إلى بيع بناتهم القاصرات لأسباب وتØت مسميات عديدة منها الÙقر أو عدم وجود المعيل أو خو٠الأسرة من تعرض بناتهن للتØرش أو الاغتصاب أو أن قدر الÙتاة ÙÙŠ النهاية هو الزواج Ùما هو المانع أن يكون هذا الزواج مبكرا ØŒ بهذه المبررات والأجوبة تذرع الأهالي بها لوكالة أنا برس عندما ألتقينا بهم.
ÙÙŠ Ø£Øد الأØياء الشعبية الواقعة بمدينة غازي عنتاب التركية، Øيث تقيم مريم، ذات الأربعة عشر ربيعًا وعلامات البراءة والطÙولة مازالت مرسومة على وجهها- تروي لـ "صوت دمشق" معاناتها وتجربة مريرة ستØÙر ÙÙŠ ذاكراة الطÙلة طويلا.
تقول مريم عن تجربتها: نزØت مع أهلي من ري٠مدينة Øلب بسبب القص٠اليومي الذي كان يطال بلدتنا، متوجهين إلى مدينة غازي عنتاب أنا وأمي وأخ يكبرني بسنة وثلاثة أخوة صغار، وكانت رØلة قاسية جدا ÙÙ†ØÙ† لا نملك من المال ما يكÙينا أجرة التنقل.
"عند وصولنا إلى مدينة غازي عنتاب بعد عذاب شاق، ذهبنا إلى مكتب عقاري ÙÙŠ منطقة شعبية وكان صاØب المكتب تركي الأصل، علم أننا لا نملك المال الكاÙÙŠ لدÙع أجار البيت، Ùأخذنا إلى مستودع هو عبارة عن Ù…ØÙ„ كبير وقال لنا أسكنوا هنا مؤقتا، علما بأن المستودع لا ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ø£Ù† يكون زريبة Øيوانات".
وتشير مريم إلى أن "صاØب المكتب العقاري كان يرتاد إلينا يوميا أكثر من مرة بØجة تأمين Øاجتنا اليومية، ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام عرض على أمي الزواج مني، Ùقالت لي أمي ما رأيك يا ابنتي، Ùبدأت أبكي وبكت أمي معي أيضا، ولم يكن أمامي خيار إلا أن أقبل الزواج من رجل عمره 44 عامًا، يبدو أن قدري هكذا كما قالت لي أمي، لأنه لا معيل لدينا".
وبدأت مريم بالبكاء مرة أخرى عندما سألتها عن معاملة زوجها لها Ùقالت وهي تبكي أن "زواجي كان كابوسا وجØيما، كان زوجي يسيء معاملتي وكان يهددني دائما بأنه سيطرد أهلي من المستودع ويرميهم ÙÙŠ الشارع أن لم أرضخ لطلباته وأن لا أعود لموضوع الطلاق ØŒ Ùقد كنت مجرد أداة لديه لتÙريغ متعته الجنسية ليس أكثر". وتص٠مريم أنها عاشت مع زوجها التركي لمدة سبعة أشهر، كانت أطول من سبعين عاما. وتقول مريم بدأت أطلب منه الطلاق يوميا، Ùلم أعد أتØمل العيش معه، ÙˆØاولت الانتØار أكثر من مرة ولكن كان القدر يتدخل ÙÙŠ اللØظات الأخيرة ØŒ وتØت إصراري المتزايد طلقني، وطرد أهلي من المستودع .
"زواج الÙتيات القاصرات اللواتي يتم تزويجهن ÙÙŠ سن مبكر الاسم العلمي له هو زواج الأطÙال" هكذا بدأت Øديثها الاخصائية النÙسية والاجتماعية أماني سندة لـ "صوت دمشق"ØŒ وتقول: أي عقد زواج يكون Ø£Øد طرÙيهتØت السن القانوني المعتر٠عليه ÙÙŠ الدولة التي موجودين Ùيها ØŒ Ùهو زواج مبكر .
وتتابع سندة : خلال لقاءنا مع الÙتيات القاصرات اللواتي أرغمن على الزواج وهن بأعمار صغيرة ØŒ هناك Øالات تق٠عاجزا أمامها ØŒ Ùقد كان لدينا Ø¥Øدى الØالات Ø·Ùلة عمرها 11 سنة والمصيبة كانت لديها Ø·Ùلة عمرها 3 أشهر، Ùمعظم الØالات التي رأيناها كانت تعاني من موضوع المسؤولية ØŒ كانت تقول Ø¥Øداهن أنها تØس بضغط المسؤولية عن أسرتها الجديدة وعن أطÙال وعن زوج وعن أعباء البيت.
وعن الطرق الكÙيلة التي تجعل الأهل يبتعدون عن زواج بناتهم القاصرات تقول الاخصائية أماني: بالنسبة للمجتمع الذي موجود داخل سوريا ومناطق الاشتباكات Ùالأهالي يرون أن زواج البنات القاصرات هو الØÙ„ الأسلم لها، Ùأول كلمة تقال لك أننا ÙÙŠ Øالة Øرب وظرو٠غير مستقرة ØŒ Ùموضوع الشر٠والسترة والخو٠على البنات القاصرات تجعلهم يلجؤون إلى تزويجهن Øتى ولو كن صغار.
وتنوه سندة: إضاÙØ© إلى ذلك Øالة الÙقر الشديد التي تعاني منها أغلبية الاسر السورية وذلك لعدم وجود دخل أو عدم قدرة المعيل على العمل أو....ألخ، قد نجد Øقا ÙÙŠ بعض الØالات بأن الØÙ„ الوØيد هو زواج البنت القاصر وهو ما يسمى بالتكي٠السلبي ØŒ وللأس٠له أثار كبيرة وخطيرة . أما بالنسبة للسوريين المقيمين بتركيا، Ùتؤكدسندة أن وضعهم أكثر استقرار قياسا للسوريين الذين هم ÙÙŠ الداخل ØŒ Ùلن نبØØ« لهم عن مبرر وخاصة إذا كان رب الأسرة مستقر بعمل ØŒ لن نستطيع إلا أن نرÙع وعيهم ÙˆÙ†ÙˆØ¶Ø Ù„Ù‡Ù… مخاطر زواج الأطÙال وأثارها الجانية الخطيرة على الطÙلة وعلى الأسرة والمجتمع .
وترى أن هناك العديد من الØالات الخطرة التي تتعرض لها القاصرات الØوامل ومنها الوÙاة أو تشوهات ÙÙŠ الجنين ØŒ وذلك لأن جسم الطÙلة القاصرة لا يتØمل الØمل أصلا ØŒ ÙˆÙÙŠ كثير من الأØيان يؤدي إلى ÙˆÙاة القاصرة .
وتختم الاخصائية النÙسية والاجتماعية أماني سندة Øديثها: يجب أن تكون هناك توعية للأهل بأن 99% من Øالات زواج القاصرات لا تكلل Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ØŒ إذ أن Øالات الطلاق منتشرة بكثرة هنا ÙÙŠ تركيا ØŒ Ùبعد أن تخرج الطÙلة القاصرة من بيت أهلها لوØدها ØŒ تعود إليه ومصطØبة معها Ø·Ùلها وهنا الطامة الكبرى.
الجهل بالØقوق
يقول الØقوقي Ù…Øمد غياث والمختص بالقانوني التركي: إن المشكلة الكبرى ÙÙŠ زواج القاصرات هو ضياع Øقوق الزوجة القاصرة ØŒ وخاصة Ù†ØÙ† نعلم أن الزوج يلجأ ÙÙŠ معظم هذه الØالات إلى العقد العرÙÙŠ ولايقوم بتثبت الزواج ØŒ إذ أن القانون التركي يمنع زواج القاصرات .
ويتابع غياث أن أسباب ارتÙاع نسبة زواج القاصرات السوريات بشكل ملØوظ هو نتيجة تدهور الوضع الأمني والاقتصادي الغير مستقر ÙÙŠ سوريا ØŒ وما يدÙع الاسر السورية ÙÙŠ دول اللجوء لتزويج بناتهن هو تدني المستوى الأقتصادي وانعدام الدخل تقريبا لشريØØ© كبيرة من الاسر السورية. ويشير غياث إلى أن القوانين هنا ÙÙŠ تركيا تشدد على موضوع توثيق الزواج ØŒ إذ لايجوز قانونيا ولايوثق أي عقد زواج أن لم تتم الزوجة 18 من عمرها ØŒ وكل زواج خلا٠ذلك يعتبر خرقا للقانون ويستوجب المسألة ويترتب عليه العقوبة .
وبالنسبة لمسألة تعدد الزوجات هنا ÙÙŠ تركيا الÙانون ØµØ±ÙŠØ ÙˆÙˆØ§Ø¶Ø Ø¥Ø° إن مسألة تعدد الزوجات Ù†Ùسها غير مقبولة ÙÙŠ القانون التركي وكل زواج ثان٠لا يسجل ÙÙŠ البلدية ولا يترتب عليه آثاره القانونية، بل ويترتب عليه جزاء بالسجن Øتى 6 أشهر على كل من الزوج التركي والزوجة الثانية، ÙˆØتى كاتب العقد العرÙÙŠ أو الشرعي بينهما أيضا.
ويختم الØقوقي Ù…Øمد غياث Øديثه لأنا برس أتمنى من كل السوريين هنا ÙÙŠ تركيا أن يكون لديه إطلاع على قوانين الزواج وتعدد الزوجات المنتشرة بكثرة هنا للأس٠، والطامة الكبرى أن الاسر السورية لاتعر٠مالها وماعليها من Øقوق وواجبات بخصوص مسألة الزواج وتعدد الزوجات .
المنظمات الإنسانية ومسؤوليتها
ÙÙŠ غياب تام للجهات الرسمية والØكومية المعنية بالرقابة على زواج القاصرات السوريات ÙÙŠ تركيا واستغلالهن كان لابد للمنظمات الإنسانية والØقوقية التصدي لهذا الموضوع، لما له من أثار خطيرة على المجتمع بأكمله.
تقول Ø£Øلام الميلاجي المديرالتنÙيذي ÙÙŠ منظمة زنوبيا المختصة بشؤون المرأة السورية: نقوم Øاليا بØملة توعية قانونية كبيرة وإقامة ورشات عمل وتدريب للÙتيات السوريات ÙÙŠ غازي عنتاب ØŒ لتوعية الÙتيات وتأهيلهن ØŒ للØد من انتشار ظاهرة زواج القاصرات. وتشير الميلاجي إلى أن Øملة التوعية التي نقوم بها هي زيارة الأسر السورية ÙÙŠ غازي Ø¹Ù†ØªØ§Ø¨ØŒÙ„Ù†Ø´Ø±Ø Ù„Ù‡Ø°Ù‡ الاسر المخاطرالنÙسية والجسدية والقانونية والاجتماعية على الÙتاة القاصر ÙÙŠ Øال زواجها.
وتتابع الميلاجي أتمنى أن يتم تسليط الضوء على Øادثة الطÙلة السورية ÙÙŠ مدينة إسطنبول التي تم تزويجها وعمرها 13 سنة ØŒ ÙÙÙŠ ليلة الزÙا٠أصيبت بنز٠Øاد وتم نقلها إلى المشÙÙ‰ ØŒ وهناك علم الأطباء أنها متزوجة وعلموا أن عمرها لايتجاوز 14 سنة وبالنسبة للقانون التركي هذا لايعتبر زواج أنما استثمار جنسي ØŒ Ùتم إلقاء القبض على الزوج ÙˆØكم عليه بعشر سنوات Øبس. وختمت Ø£Øلام الميلاجي Øديثها لأنا برس : لن نستطيع Øصد نتائج عملنا Ùورا ØŒ الموضوع ÙŠØتاج Ùترة زمينة ØŒ ولكن أتمنى أن تتظاÙر كل الجهود من قبل كل المنظمات سواء المعنية بالمرأة أو الغير معنية بسبب النتائج الخطيرة التي تنعكس على الاسرة السورية والمجتمع بزواج الÙتيات القاصرات السوريات