المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

نوم الزوجين في أسِرة منفصلة بين تجديد المشاعر والجفاء العاطفي

 
   
13:24


نوم الزوجين في أسِرة منفصلة بين تجديد المشاعر والجفاء العاطفي

النوم في سرير مشترك هو الأمر الشائع بين الأزواج،  فمازالت فكرة الانفصال وقت النوم من الأمور غير المألوفة خاصة بالنسبة للمجتمعات الشرقية، والتي ارتبطت لدى الأذهان بتفسيرات عديدة منها وجود خلافات بين الزوجين، أو التمهيد لإنهاء العلاقة الزوجية ولكنها في الحقيقة فكرة تحمل العديد من الفوائد وربما تسهم في توطيد العلاقة وتدعيمها بين الطرفين وذلك حسبما أكدت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا المجال.

وجد الباحثون أن الإنفصال خلال النوم وإعطاء الآخر مساحة من الحرية الشخصية، يعزّز العلاقة ويخفّف من المشاكل التي قد يتعرّض لها الثنائي المتزوّج

وأوضح عدد من الخبراء في العلاقات الزوجية أن هناك عدة أسباب لنوم الزوجين في غرفة منفصلة مثل التكلم أثناء النوم أو عدم الراحة النفسية عند النوم بجانب شخص ما، بالإضافة إلى ظروف الحياة والعمل المختلفة لبعض الأزواج، مثل عمل أحد الزوجين أثناء المساء أو السفر المستمر أو الأرق وعدم القدرة على النوم. ولكن السبب الأكبر لنوم الزوجين المنفصل هو الشخير المزعج .

الدكتور توماس بولميشير المختص في الطب النفسي في مستشفى انغولشتات يؤيد هذا الكلام ويضيف أن "لذلك يفضل بعض الأزواج النوم بعيدًا عن الآخر لكي ينام أفضل ويتمتع بنوم عميق هادئ بعيدا عن الإزعاجات. لكن عندما تصبح حالة النوم المنفصل مستمرة فإنها قد تؤثر على العلاقة الزوجية، لذلك ينصح خبير العلاقات الزوجية فريدهليم شفيديرسكي، بمعالجة أسباب النوم المنفصل مباشرة وعدم تركها تؤثر على العلاقة الزوجية ومصارحة الزوج أو الزوجة بالمشكلة لبحث الأسباب والحلول. فمشكلة الشخير مثلا يمكن حلها عبر ارتداء سدادات أذن، وشكل الأغطية والشعور بالحرارة أو البرودة يمكن حلها باستعمال أغطية منفصلة حسب الاحتياجات والأذواق.

أما الخبيرة في الشؤون العائلية دورتيه فويرتش من برلين فلا ترى أي جوانب سلبية من النوم المنفصل للزوجين، وتقول "العلاقة الزوجية يمكن أن تستمر حتى مع النوم في سرير أو غرفة منفصلة. وكل طرف له احتياجاته ومطالبه في بعض الاستقلالية والتي على الطرف الآخر تقبلها". فريدهليم شفيديرسكي أيضا يقول بأن العلاقة الزوجية يمكن أن تستمر حتى مع النوم المنفصل، حسب ما نقلت عنه صحيفة "اوغسبورغر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية، لكنه أشار إلى أن جزء من العلاقة الزوجية يعتمد على "القرب الجسدي من الطرف الآخر وبفقدانها يفقد الزوجان أيضا جزء من إمكانية التواصل فيما بينهما، والتي لا يمكنهما تعويضها بالكلام والمحادثة فقط".

وحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة رايرسون، تورونتو، كندا، تبيّن أن الانفصال عن الزوج أثناء النوم يساعد على تعزيز الروابط العاطفية في الحياة الزوجية، حيث أشارت الدراسة إلى أن نسبة تتراوح ما بين 30 و40% من المتزوجين يفضلّون النوم في سرير منفصل عن الآخر ليلاً، وأن هذا الانفصال له فوائد عدّة، أهمّها صحية وعاطفية.

فقد تمّ مراقبة أدمغة الأزواج الذين ينامون في سرير واحد، عبر صور الأشعة وتبيّن أنهم يستيقظون بشكل متكرر ليلاَ بسبب انزعاجهم من تحركات أو شخير الطرف الآخر خلال النوم. كما أن هؤلاء الأزواج لا يتسنّى لهم الفرصة في النوم بشكل عميق، أو الشعور بالراحة والحرية في تحركاتهم.

في سياق آخر، أفاد الباحثون أن الثنائي الذي يعاني من المشاكل خلال النوم مثل الشخير وغيرها، لا يحتاج للنوم في السرير المزدوج للحفاظ على الرومانسية في العلاقة، فهذه الأنواع من المشاكل قد تدمّر الروابط العاطفية بين الزوجين وتؤدّي إلى الطلاق.

من هنا، وجد الباحثون أن الإنفصال خلال النوم وإعطاء الآخر مساحة من الحرية الشخصية، يعزّز العلاقة ويخفّف من المشاكل التي قد يتعرّض لها الثنائي المتزوّج.

من جانبها، ترى د. فاطمة الشناوي خبيرة العلاقات الزوجية وأستاذ الطب النفسي في لندن، أن فكرة نوم الزوجين كل على حدة في غرفة أو سرير منفصل عن الآخر هي في الأساس انعكاس لتأثير ثقافة وافدة علينا من الدول الغربية، فهناك العديد من السلوكيات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية والتي يتبعها أفرادها بتقليد أعمى دون النظر عما إذا كانت تتوافق مع طبيعتنا أو اتجهاتنا، موضحة أن مدى قبول هذه الفكرة والعمل على تنفيذها أمر نسبي يختلف حسب طبيعة الزوجين وطبيعة علاقتهما، وأيا كان الوضع الذي يختاره الزوجان فيما يخص هذه المسألة يجب أن يتم برضا كامل واقتناع من الطرفين بحيث لا يؤثر بالسلب على علاقتهما الزوجية واستقرارها.

وتتابع الشناوي: هناك من الأزواج من يجدون في انفصالهما أثناء النوم راحة نفسية ويعتبرونه وسيلة لتجديد وتقوية المشاعر بينهما وتزيد من اشتياقهما وكسر الروتين في الحياة وكذلك العمل على إشعال الرغبة الجنسية وبالتالي الحصول على علاقة حميمية أفضل، في حين يفضل أزواج آخرون عدم الانفصال أثناء النوم والذي يعتبرونه نوع من الهجر يولد الجفاء والفتور العاطفي ومؤشر على حدوث خلافات وعدم توافق بينهما، حيث يعتبر السرير بالنسبة لهما المكان الذي يتبادلا عليه الأحاديث الرومانسية ويحافظ على علاقتهما ويستمدان الأمان من خلاله، كما أنه ضروري في بعض المواقف المرضية المفاجئة مثل الإصابة بجلطة أو الأزمات القلبية أو إغماءة السكر.