أعلن مركز استقبال وإيواء اللاجئين الروسي في سوريا، عن عودة 124 لاجئ سوري، هم 37 امرأة و 63 طفلا من لبنان اليوم عبر بوابة جديدة يابوس الحدودية مع سوريا.
حدد رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين تيسير النجار عددًا من المصالح التي يسعى النظام السوري وحليفه الروسي من تحقيقها عبر بوابة الدعوة لعودة اللاجئين السوريين، أبرز تلك المصالح هو العمل على استقطاب أموال إعادة الإعمار، على اعتبار أن المجتمع الدولي ربط المساهمة والمشاركة في تلك العملية بالتوصل لحل سياسي، بينما يسعى النظام والروس لـ "السطو" على تلك الأموال.
عندما خرج يوسف إبراهيم، صاحب الـ 29 عامًا، من دمشق قبل سنوات، بحثًا عن الأمان في تركيا، على وقع الحرب الطاحنة التي تشهدها بلاده، خرج مُكرهًا لرفضه المشاركة في الحرب وقتل إخوة سوريين له كونه كان مطلوبًا للخدمة.. يُمني يوسف نفسه بالعودة، ويقول إن الأوضاع في بلدان اللجوء صعبة للغاية.
كان لكلٍ من أبو تيم وعمران، موقفهما الخاص المختلف عن بعضهما البعض، من مسألة العودة إلى سوريا في ضوء المعطيات الراهنة وفي ظل ما يُروج إليه النظام وحليفه الروسي من ترحيب بالعودة "الآمنة الطوعية" والإجراءات المرتبطة بذلك الصدد. لكنّ كليهما وإن اختلفا حول موقفهما من العودة (أحدهما يرحب والآخر يرفض إلا بعد سقوط النظام) فإنهما قد اتفقا على عدم الثقة في وعود نظام بشار الأسد.
"لا أثق بوعود النظام.. لكن ليس أمامي سوى التفكير في العودة"، هذا ما قاله "أبو تيم" وهو لاجئ سوري في تركيا لـ "أنا برس" مسلطًا الضوء على أبرز العوامل والمعطيات التي تدفعه إلى التفكير في العودة.. "عودة المُكره المُضطر"، لكنَّ الأمر بالنسبة لـ (عمران.أ) مختلفًا تمامًا، فهو لا يرى نفسه مضطرًا للعودة أبدًا في ظل وجود نظام بشار الأسد في سوريا، ويقول "لا أقبل العودة إلى حضن من سلب مني حريتي أبدًا".
لكنّ "أبو تيم" صاحب الـ 37 عامًا، وأمام الكثير من المعطيات الصادمة صار يعتقد بأنه "ليس أمامه سوى التفكير في العودة"، ويعبر عن ذلك بقوله لـ "أنا برس": "على رغم عدم ثقتي أبدًا بالنظام، فإنني عندما أفكر بأن اللجوء سيطول علي كثيراً وأنا بعيد عن وطني وأهلي، وبخاصة عندما يكون مستقبلي ومستقبل أولادي مجهولًا في بلاد اللجوء.. وبعد أن أجمع المجتمع الدولي على بقاء الأسد في السلطة لسنوات، لم يعد أمامنا كلاجئين إلا التفكير بالعودة إلى الوطن".