المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

طلاق الإنترنت يثير الجدل في الأوساط المجتمعية في الداخل السوري

 
   
10:51

http://anapress.net/a/768039510403281
1087
مشاهدة


طلاق الإنترنت يثير الجدل في الأوساط المجتمعية في الداخل السوري

حجم الخط:

انتشرت في المجتمع السوري ظاهرة الطلاق التعسفي مؤخراً بشكل بدأ يثير الجدل في الأوساط المجتمعية لا سيما المتوسطة منها والفقيرة التي باتت تحت ما يعرف بخط الصفر، حيث ما تزال تعاني المرأة المطلقة من تبعيات العقلية الرجعية والفكر المتحجر من طرف الأهل والأقرباء.

لا شكّ أن الأحداث السورية شرّعت للزوج في كثير من الأحيان اتخاذها مطية، وسبباً وجيهاً للإنفصال عن شريكته لعدة أسباب، ولعل سوء الأوضاع المعيشية و كثرة المتطلبات الحياتية بشكل يومي كانت من أهمها، إذ غادر العديد من الشبان حياتهم الزوجية ممن تتراوح أعمارهم من " 17 وحتى 27 عام" وهم الذين يعتبرون حديثي العهد بحياة الإرتباط الزوجي.

باتت ظاهرة "طلاق الأونلاين" أو ما بات يعرف بطلاق السكايب أمراً شبه عادي

الهجرة الى دول الجوار والبلدان الأوربية فتحت الباب واسعاً أمام من تردد برمي يمين الطلاق وإعلان الإنفصال بشكل مباشر، إذ باتت ظاهرة "طلاق الأونلاين" أو ما بات يعرف بطلاق السكايب أمراً شبه عادي في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، فما أن يصّل المهاجر الى أول دولة أوربية حتى يتصل مودعاً زوجته معلناً لها عدم قدرته على العودة، أو حتى أن يفعل شيء لكي تتبعه، وبالتالي يكون الطلاق بدون أي مقدمات عن طريق أي برنامج للمحادثات.

الرؤية الشرعية لهذه الحلات لم تكن لتجد أي مبرر يمنع حدوث الطلاق على الإنترنت بل شرعته تماماً بما أن الزوج يتمتع بكامل المواصفات التي تؤهله لرمي اليمين.

"سميرة ع" فتاة من قرية الغنطو الواقعة في ريف حمص الشمالي والتي لم تبلغ الثامنة عشر من العمر تحدثت عن تجربتها الخاصة بعد أن غدر بها زوجها "على حد تعبيرها" وطلقها بمجرد عبوره إلى شواطئ "اليونان".

تقول: لم يمض على زواجي سوى عام واحد قبل أن يبدأ محمود بالتفكير بالسفر خارج البلاد بعد أن طرق الفقر بابنا، ولم يعد يستطيع إحضار ثمن ربطة الخبز بشكل يومي، كان الطرح صعباً في البداية، لكنه أقنعني حينما أطلق لي العنان باللحاق به مجرد أن يصل الى تركيا، ولكن ومع وصوله من تركيا الى اليونان لم يتردد بالإتصال بي و إعلان رغبته بالإنفصال عني نظراً لإستحالة وصولي إليه.

تستطرد: أصبت بصدمة نفسية في بداية الأمر قبل أن أغادر منزل "أهله" الذي كنت أقطنه و إياه، ململة ذيول الخيبة مما أصابني، العودة لمنزل الأهل كانت أصعب من الطلاق ذاته، وذلك لأن المرأة "المنفصلة" في مجتمعنا ينظر لها بشكل دوني، عدا عن استفسار الجيران والأقارب لحقيقة ما حدث.

 لأن المرأة تعتبر بعد انفصالها لقمة سائغة لبعض ضعاف النفوس، ممن يظنون أنهم سيلقون ضالتهم بها تقدم لي أشخاص يكبروني بعشرات السنين

وتتابع: بدأت أفكر جلياً بما آلت إليه الأمور وسط نظرات في الشارع تحرقني كلما غادرت المنزل متجهة الى إحدى قريباتي، ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى أعود الى المنزل و اصبح حبسية الجدران الأربعة، ولأن المرأة تعتبر بعد انفصالها لقمة سائغة لبعض ضعاف النفوس، ممن يظنون أنهم سيلقون ضالتهم بها، تقدم لي أشخاص يكبروني بعشرات السنين، أو ممن لديهم أطفال ويحتاجون لخادمة ليس إلا، أتتني الفرصة مرة أخرى حينما تقدم لخطبتي أحد الشبان ممن لا يفوقني من الناحية العمرية سوى بأربعة أعوام، فكرت ملياً قبل الموافقة كي لا أعيد الكرّة من جديد.

وتقول: بالفعل تمت الخطبة والزواج و أنا أعيش الآن في حياة سعيدة، مقارنة مع التسعة أشهر التي قضيتها في منزل والدي بعد أن تم الإنفصال مع زوجي الأول، ووصفت "سميرة" زوجها الثاني بالعقلاني صاحب الفكر الراشد، إذ لم يمغص عليها حياتها الجديدة، و أكبر مثال على ذلك هو عدم اعتراضي أن أروي قصتي هذه لوسائل الإعلام.

واختتمت حديثها برسالة إلى جميع النساء اللاتي انفصلن عن أزواجهن بعدم الركون للرغبة الذكورية التي تراى بهن مشاع يرضي رغباتهن نظراً لحالتهن بعد الإنفصال، معقبةً بأن النساء الأرامل و المنفصلات يجب أن يكون لهن مؤسسات ترعى شؤونهن بعيداً عن مكاتب لأيتام و المنظمات الخيرية وما الى هنالك، والتي من شأنها أن تفتح الفرصة أمامهن لإثبات جدارتهن بالحياة بعيداً عن كنف الرجال.

يذكر أن حالات الطلاق انتشرت في رف حمص الشمالي في أواخر العام 2014 بشكل كبير جداً، بسبب تسرع الأهل من جهة، وعدم تحمل المسؤولية الواجبة من الزوج من جهة أخرى، وهو الأمر الذي دفع الأهالي للتفكير من جديد بمستقبل بناتهم اللواتي عدّن اليه بعد فترة وجيزة من الزواج المجحف بحقهن.