http://anapress.net/a/230236602294697
مستمرون في حياتنا.. ولن تثني إرادتنا كل الطائرات التي تعبر سمائنا.. بهذه الكلمات تحدث عبد الرزاق شعبي أحد أبناء ريف حمص الشمالي وذلك خلال مشاركته مع عدد من أصدقاءه بدورة كرة القدم التي تم تنظيمها حديثاً في قرى الريف الحمصي.
نظّمت مجموعة من المهتمين بالشأن الرياضي في ريف حمص دورياً خاصاً بهم من أجل اعادة التأهيل لبنيتهم الجسدية في ظل ظروف أقل ما توصف به أنها كارثية، نظراً لما تعانيه المدن والبلدات الخارجة عن سيطرت قوات الأسد من استهداف متكرر بالقذائف المدفعية والغارات الجوية.
عبد الرزاق ذو الثلاثين عاماً تحدث لـ "أنا برس" مؤكدًا أن كرة القدم كانت ولازالت إحدى أكثر الهوايات المحببة إليه وهو ما دفعه مع مجموعة من الرفاق للإنضمام للدوري المقام في المنطقة الشمالية وذلك لإعادة نبض الحياة في أجسادهم "بحسب تعبيره" بع ما تراكمت عليها غبار القذائف و أرهقها التفكير في اليوم الذي ستنتهي به المأساة الحاصلة في سوريا.
من جهته أعرب "أبو محمد عامر" أحد منظمي هذا الدوري ولاعب سابق في نادي حمص للشباب قبيل إندلاع الأحداث في سوريا عن مدى سعادته بنجاح هذه الخطوة التي كان من المتوقع فشلها، حيث أن العديد من الشباب علقوا على هذه التجربة بأنها خطرة وربما تؤدي لكارثة إذا ما تم استهداف الأمكنة التي تجري ضمنها المباريات، لكن وبعد فتح باب التقدم بطلبات المشاركة، فوجئت الإدارة بالعدد الكبير للفرق المتقدمة من مختلف القرى والبلدات المجاورة.
في ذات السياق تحدث "أبو عمر" وهو صاحب إحدى الأراضي التي سمح بإجراء المباريات عليها بأن هذا النوع من المشاريع الرياضية تهدئ النفوس وتخرج المدنيين من اجواء الحرب التي سئمنا من سماعها، مضيفاً لم أكن أتوقع قدوم الأهل والجيران لمشاهدة المباريات، والتشجيع الحماسي بهذا الشكل. فنحن شعب يعشق الحياة ويرفض ما يتم وصفنا به بالقتلة واتهامنا بالتنظيمات الإرهابية، لدينا جوانب مشرقة في حياتنا، ليس ك ما في سورية حرب ودمار، هناك إيجابيات نتمنى من الإعلام تسليط الضوء عليها، حتى يرى العالم إصرار الأهالي على العيش في ظل أعتى الظروف.
وتجدر الإشارة الى أن جائزة البطولة التي حملت مسمى " كي نحيا" هي عبارة عن بضع قمصان "تيشيرت" إضافة لكرة قدم فقط، أي لا يتجاوز مقدارها الـ 100$ كاملة، ولكن هدفها المعنوي هو الأسمى بحسب القائمين على هذه الدورة.