http://anapress.net/a/183774928767312
نشرت الصفحة الرسمية لـ "أنا برس" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" استطلاعًا تفاعليًا مع القرّاء حول كيفية تعاطيهم مع "معضلة ترولي" الشهيرة.
والمعضلة لمن لا يعرفها، هي "معضلة فلسفية شهيرة، اسمها معضلة الترولي trolley dilemma للفيلسوفة البريطانية فيليبا فوت"، تمكن مشكلتها الرئيسية في أن "الحلول المطروحة أمام الشخص كلها مليئة بالصراعات الناتجة عن وازع أخلاقي وإنساني وربما ديني.. وليس هناك حلا نموذجيا، هناك صراعات متشابهة تلاحق كل حل".
وتفترض المعضلة في صورتها الأولية –على اعتبار أنه تمت إضافة العديد من التطويرات لتلك المعضلة للتعبير عن مواقف مختلفة بعد ذلك- أن هنالك قطارًا فقد السيطرة، ويسير بأقصى سرعته، وإلى أمامه خمسة أفراد مربوطين بالسكة، وأمامه تحويله لكنّ فردًا واحدًا مربوطًا إلى السكة في تلك التحويله، وعلى الشخص أن يتخيل نفسه مكان قائد القطار، هل يقتل الفرد لإنقاذ خمسة؟ أم يواصل مساره فيقتل الخمسة؟
وعلى رغم كونها معضلة أخلاقية في المقام الأول، بخاصة إذا ما وجهت أسئلة للشخص الذي قد يختار أن يضحي بواحد لإنقاذ الخمسة مفادها أنه ماذا لو كانت هذا "الواحد" شخصًا عزيزًا عليه؟ فهل سيلجأ للاختيار نفسه؟
هذا السؤال طرحه عمران أبو سلوم في تعليق له بمناقشات القرّاء عبر صفحة "أنا برس" عندما أقر أحد القرّاء ويدعى محمد حلبي بأنه لو مكان سائق القطار سوف يقتل الواحد لإنقاذ الخمسة.
وعلى رغم أن السواد الأعظم في التعليقات كان يتجه نحو فكرة التضحية بواحد (الأقلية) مقابل الإبقاء على الخمسة (الأغلبية)، بينما البعض القليل رأى أن يستكمل القطار مساره بصورة طبيعية ويدهس الخمسة أفراد على اعتبار أنهم في المكان الخطأ ولا يجب أن يدفع "الواحد" ثمن خطأ "الخمسة"، إلا أن تعليقًا مغايرًا تبناه القارئ عمران عفوي.
عمران عفوي شارك في الاستطلاع بقوله: "هذا يعتمد على ولاء الأشخاص.. إن كانوا من جماعتنا أو من جماعتهم" في إشارة للاختلافات السياسية أو الأيدلوجية بين الطرفين، وأنه ربما يمكن أن يستبيح في هذه الحالة دهس المخالفين للإبقاء على من يشتركون معه في نفس التوجه!
القارئ حسين حمو كتب تعليقًا على تلك المعضلة عبر صفحة "أنا برس" قائلًا: "مسكتنا من الأيد يلي بتوجعنا.. أنا برأيي لا سمح الله إذا هيك شي صار معي أنو الواحد يروح ولا يروحو الخمسة". فيما كتب ياسر العبدلله: "صعب اتخاذ هكذا قرار والحكم على شخص بالموت".
معضلة ترولي أو معضلة القطار، مع طرحها فإنها تطرح أفكارًا في مجال الأخلاقيات، ولجأ البعض في مواقف مختلفة إلى طرحها بصيغ مختلفة عزز بتلك المواقف الجانب الإنساني، كأن يقترح أن الشخص "الواحد" عزيز أو قريب إلى قائد القطار والخمسة جميعهم من كبار السن أو الأطفال. بينما يُعقد آخرون المعضلة بإضافة تصور خاص بأن الوحد شخص عزيز على قائد القطار وضمن الخمسة واحد آخر عزيز عليه!
تعليقات قرّاء "أنا برس" عبّر الصفحة الرسمية، عبّرت عن الأفكار كافة التي يمكن أن تتبادر إلى الأذهان بعد طرح تلك المعضلة، وكشفت عن العديد من الجوانب النفسية والاتجاهات الفكرية التي تُسيطر على الشخص في مثل تلك المعضلات الأخلاقية في المقام الأول.
ولعل القارئ أبو غسان قد لخص المعضلة في تعليق له قال فيه "بالحوراني إذا بزقت فوق ابتبزق عالشوارب.. وإذا بزقت تحت بتبزق على اللحية".