كيف تقي نفسك من تقلبات المزاج ؟ (نصائح طبيّة ونفسيّة)

كثيرون -تحت وطأة ظروف نفسية أو مرضية- يتعرضون بشكلٍ دائم ومستمر إلى أعراض تقلب المزاج، بما لذلك من آثار صحية سلبية عليهم،بينما تتعدد النصائح المُجربة من أجل التغلب على "تقلبات المزاج"، ووجد الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة من أجل تبادل الخبرات والتجارب في ذلك الصدد.

عبر صفحة "تجربة.. اسأل مجرب" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وهي الصفحة المختصة في تبادل الخبرات والتجارب العامة بشأن كل التفصيلات الحياتية المختلفة، طرح الناشطة ولاء سؤالًا عن أبرز الحلول المُجربة من قبل أعضاء المجموعة من أجل التغلب على تقلب المزاج، ووصفتها نفسها بأنها "متقلبة المزاج بشكل مبالغ فيه".

تباينت النصائح من واقع التجارب الشخصية لكل من شارك بطرح رأيه الخاص بسبل التغلب على تقلب المزاج، من بينها النصائح الطبيّة التي عبّرت عنها الناشطة هبة الفتال، والتي نصفحت بضرورة استشارة طبيب وإجراء تحليل للغدة الدرقية، التي قد تُسهم في زيادة العصبية من آن لآخر

الرأي الذي شاركته إيمان يؤكده موقع thyroidaware المختص بالتوعية بالغدة الدرقية، والذي جاء فيه: "إذا كان لديك فرط في نشاط الدرقية، فإنك معرض للإصابة بأشكال من القلق والاكتئاب، وإذا كان لديك قصور بالغدة الدرقية فإنك قد تعاني أيضا من الاكتئاب". (اقرأ/ي أيضًا: نصائح مُجرّبة للتغلب على التشاؤم والروح السلبية).

والخبر السار –بحسب الموقع ذاته- هو أنه في معظم الحالات تختفي اضطرابات المزاج واضطرابات القدرة على الإدراك بعد تطبيق العلاج الناجح لأمراض الغدة الدرقية،  ففي حالات قصور الغدة يتم إعطاء علاج وعادة ما سيستغرق العلاج عدة أسابيع حتى تعود وظيفة الغدة الدرقية للعمل بشكل طبيعي، أما إذا كان هناك فرط في نشاط الغدة فسوف يطبق العلاج بإحدى الخيارات التالية: الأدوية المضادة للغدة الدرقية، واليود المشعة وجراحة استئصال جزء من الغدة الدرقية أو الغدة بأكملها، فعندما يعود مستوى الهرمون إلى المعدل الطبيعي، سيختفي القلق والاكتئاب في معظم الحالات.

دراسة أعلنت نتائجها قبل شهرين تقريبًا، أشرفت عليها الطبيبة الألمانية تييا فولفغانغ، خلصت إلى أن من بين حالات الاكئتاب تكون أسباب مرضية مرتبطة بالغدة الدرقية، وذكرت أن الكشف المبكر عن مرض الغدة الدرقية علاج حالات الاكتئاب دون اللجوء إلى العقاقير، وذلك بعد دراستها لمئات الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب أو القلق والخوف النفسي، ولاحظت أن الكثير من المصابين بتلك الأمراض يعانون أيضًا من التهاب مزمن في الغدة الدرقية، بحسب نتائج الدراسة التي نشرتها DW أخيرًا. 

وبعيدًا عن المشكلات الطبيّة، نصح عدد من الناشطين من واقع تجاربهم الخاصة بعددٍ من النصائح "النفسية" التي تُدرب النفس على عدم تقلب المزاج بشكل دائم، على غرار الحل الذي طرحه الناشط أحمد محمود في تعليقه، والذي نصح فيه بالتفكير في أحوال من هم في مشكلة أو يعانون من مرض ما، ووقتها "ستجدين الراحة، على  اعتبار أنك أفضل منهم حالًا".

وفي مكان آخر عبر "السوشيال ميديا" نصح الأخصائي النفسي مدرب التنمية البشرية موسى البهدل (مؤلف كتاب صعود بلا حدود والفنون العشرة للنجاح وقوة الذكاء الوجداني ‎)، نصح بضرورة أن يبدأ الفرد يومه بسؤالين (‎ما هو الشيء الجيد في حياتي؟ وماذا بقي لأفعل؟) وقال إن ذلك "يجعل تفكير الفرد أفضل كل صباح من خلال طرح هذين السؤالين".

وغرّد الأخصائي النفسي عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "سوف تندم على الأشياء التي لم تفعلها أكثر من الندم على فعلها والفشل بها، الفرص أمامك والخيارات متعددة.. ومهما كانت الحياة سيئة ، والظروف صعبة ، لا تيأس ، بل أنظر إلى الأمور الجميلة ولو الصغيرة التي تحصل معك".

أخصائي تعديل السلوك الدكتور يوسف صادق، شارك عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" معلومات عن "تقلب المزاج" وقال إن هناك عدة حالات نفسية تتسبب في تقلبات المزاج ومن المعروف أن هذه الحالات تؤدي إلي تعطيل حياة الأشخاص لدرجة أن المريض يمكن أن يميل إلى الانتحار أو العنف الشديد، فتقلبات المزاج الشديدة ترجع إلى أحد الإضطرابات النفسية التالية: (اضطراب فرط النشاط، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب الشخصية، والاكتئاب والتوتر، وعدم التوازن الكيميائي) إضافة إلى بعض الأسباب الجسدية أو المرضية مثل (أورام الدماغ، وفترة الحمل، والتغيرات الهرمونية).

وذكر أنه "في حالة حدوث تقلب المزاج كثيراً، يجب أن تخضع للعلاج والأدوية حتى تساعدك في تقديم الدعم التي تحتاج الحصول عليه، فضلًا عن مناقشة حالتك مع عائلتك وأصدقائك يساعدك في تجاوز هذه المشكلة.. وعندما تتعامل مع تقلب المزاج سوف يكون هناك تغيرات في سلوكك وحياتك ولا تدع هذا يؤثر على علاقاتك الشخصية.. حاول الحديث مع عائلتك وأًصدقاء حول ما يحدث لك لكي يفهموا سبب التصرف بطريقة معينة حتى تصبح أقل عرضة للإساءة أو الخلط للتصرفات التي تصدر منك".