http://anapress.net/a/862081907348277
في أول تصريحات رسمية صادرة عن الحكومة القطرية، عقب سلسلة من المواقف المرنة التي اتخذتها دول عربية وخليجية أخرى من النظام السوري، كشفت الدوحة عن موقفها من مسألة إعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال وزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشتركة انعقد في الدوحة مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن بلاده "لا تعتقد بأن ثمة علامات حالية تُشجع على تطبيع العلاقات مع النظام السوري".
وشدد على أن قطر لن تقدم على خطوة إعادة فتح سفارتها في دمشق، على أساس أنها لا ترى ضرورة في ذلك لأنه لا توجد تلك العلامات المشجعة، على أساس أنه لم يطرأ جديد يُزيل الأسباب التي تمت عملية قطع العلاقات بناءً عليها.
وأعادت الإمارات العربية المتحدة والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق قبل نهاية العام الماضي 2018، فيما زار الرئيس السوداني عمر البشير سوريا قبيل أسابيع كأول رئيس عربي يزور دمشق ويلتقي الأسد منذ انطلاقة الأزمة السورية، وذلك وسط جملة من الموقف العربية الأكثر مرونة عن أي وقت مضى منذ بداية الأزمة من النظام السوري.
وبحسب الوزير القطري، فإنه "لا توجد حتى اللحظة أية علامات مشجعة على عودة سوريا، ولا يوجد حل سياسي"، مشيراً إلى أن بلاده تدعم الحل السياسي الذي يأتي مدعوماً من الشعب السوري، ويقبله الشعب. (اقرأ/ي أيضًا: القمة العربية مُرشحة للتأجيل.. فتّش عن سوريا!).
وكان وزير خارجية ورئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، قد عبر عن اعتقاده بأن "الأزمة السورية لم تنته بل تم احتواؤها بالقوة"، مشيرا إلى أن هناك ثورات طالت 200 عام، وذلك في حوار له مع قناة روسيا اليوم أمس الأحد.
وقال آل ثاني إن القول بأن سوريا قد لملت جراحها أمر غير صحيح "إنها لم تلملم جراحها، نصف الشعب السوري أو أكثر مهجر داخل سوريا أو خارجها، وقتل في هذه العملية ما يقارب المليون شخص". موضحاً في الوقت ذاته أن تنظيم "داعش" قد زج به في الأزمة السورية حتى تأخذ قضية الإرهاب بعدا دوليا للتخلص من الجماعات الإرهابية، خلطا للأوراق لبقاء "النظام في سوريا". (اقرأ/ي أيضًا: خطوة "خليجية" جديدة لتطبيع العلاقات مع الأسد).
وأضاف: "لست ضد النظام (في سوريا) كنظام، بل أنا ضد ما ارتكبه النظام (هناك)، لن يكون هذا النظام ا(الجهة) المثالية لإدارة دولة تكون فيها عدالة واستقرار بعد كل ما حدث". وقال إنه لو تبع هذه السيطرة بالقوة على الأزمة السورية بناء واستقرار وانتخابات قد نقول أن ما حصل كان خطأ كبيرا لكن نفس الشخص الذي ارتكب الخطأ يتجه لبسط الاستقرار". وأكد أن استمرار الحروب في سوريا يدفع ثمنه الشعب.